دراسة أكاديمية أكدت فشلهما في تحسين الأداء المدرسي: «الكفايات» ومشاريع «تطوير التعليم».. ضعيفة
سلّطت النتائج الأولية لدراسة أكاديمية الضوء على الآراء الميدانية للعاملين في مدارس التعليم العام بالبلاد تجاه تطبيق المنهج القائم على الكفايات، وتأثير مشاريع مركز تطوير التعليم في تحسين الأداء المدرسي.وبيّنت الدراسة، التي أعدهما أستاذ الادارة والتخطيط التربوي في كلية التربية بجامعة الكويت د.سلطان الديحاني، أن العاملين بالمدارس بلغ عددهم 739 يشعرون بعدم مقدرة المنهج القائم على الكفايات، بوضعه الحالي، على إكساب الطلبة المهارات العامة، كما انخفض تأثير مشاريع مركز تطوير التعليم في تحسين الأداء المدرسي وفقاً لآراء 1320 مشاركاً.وأوضحت الدراسة التي جاءت بعنوان «تقييم القيادات المدرسية للمنهج القائم على الكفايات في المدارس الابتدائية والمتوسطة في الكويت» أن تأثير تطبيق المنهج القائم على الكفايات منخفض من وجهة نظر قياديي المدارس في البلاد، وذلك في أبعاد الكفايات العامة المتعلّقة بكل مادة دراسية، والأساسية التي تمثل نظام المعارف والمهارات والقيم والمعتقدات والاتجاهات، والكفايات الخاصة التي تعد أقساماً فرعية من الكفايات العامة، بناء على مسار كل مقرر دراسي ومحتواه العلمي.واتفقت النتائج على أن تطبيق منهج الكفايات لم يتمكن من إحداث جودة التعليم المنشودة، كما يرى قياديو المدارس أن المنهج لم يمكّن الطلبة من قراءة مقال من جريدة، ولم يساهم في حماية المدرسة من التلوث، ولم يعبّر عن القيم الإسلامية والتراث الوطني عن طريق التعبير الفني، ولم يمكّن الطالب من نقد نصٍّ، كتبه زميله، ولم يستطع الطالب استخلاص المغزى من قصة قصيرة أو أن يميّز بين الحقائق والآراء.تحديات «الكفايات»وأكدت الدراسة تحديات يواجهها منهج الكفايات؛ أهمها قلة دعم مثل هذا النوع من التعلم وعدم توافر الموارد التعليمية، وعدم تأهل وتدريب المعلمين والمتعلمين بالشكل الكافي، لافتة إلى أنه يمكن التنبؤ بمستوى الصعوبات من خلال التعرّف على مدى تطبيق المنهج، حيث جاءت في المرتبة الأولى الكفايات الخاصة ثم الأساسية ثم العامة، فتوافر الكفاية بدرجة متوسطة أو قليلة يدل على وجود صعوبة وتحديات تعيق تطبيق المنهج القائم على الكفايات.صعوبات لدى الإناثوأوضحت الدراسة أن الإناث من مديرات ومديرات مساعدات ومعلمات يواجهن صعوبات أكثر من الذكور في تطبيق المنهج القائم على الكفايات، وقد يكون ذلك للاختلاف البيولوجي والعقلي والنفسي بين الجنسين، كما أن المرحلة الابتدائية تواجه صعوبة أكثر في تطبيقه من المرحلة المتوسطة، حيث ما زالت المهارات الأساسية في طور نموها لدى طالب المرحلة الابتدائية، أما طالب المرحلة المتوسطة فتمكن ملاحظة تطوير الكفايات التي يملكها من مهارات كتابية أو تعبيرية.وأكدت أن بعض المناطق التعليمية المزدحمة بالطلبة تواجه صعوبة في تطبيق منهج الكفايات من المناطق التعليمية الأخرى، حيث استشعرت القيادات المدرسية في منطقة الفروانية صعوبات تطبيق منهج الكفايات أكثر من القيادات في المناطق الأخرى، وقد يكون لكثرة المعلمين من الوافدين الذين تدربوا على التعليم التقليدي في بلادهم، أو بسبب زيادة كثافة الفصول الدراسية في تلك المنطقة، ما يقلل من جودة تطبيق المنهج القائم على الكفايات.أعداد الطلبةوشدّدت الدراسة على ضرورة تقليل عدد الطلبة داخل الفصول عند تطبيق المنهج القائم على الكفايات وزيادة الميزانية الخاصة بتطبيق المنهج وزيادة وعي أولياء الأمور والطلبة بأهداف وطرق تطبيقه، اضافة إلى تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع الصعوبات التي يواجهونها في التطبيق.وبيّنت الدراسة أنه «من خلال ملاحظة الباحث الشخصية ومتابعته للرأي العام للمعلمين في برامج التواصل الاجتماعي نجد آراءهم معبّرة عن صعوبات تواجههم كمعلمين وتواجه أولياء الأمور في فهم المنهج القائم على الكفايات، وفي تطبيقه وهم يشككون في قدرته على التأثير، وهذا ما يتوافق مع نتائج الدراسة الحالية».ولفتت الدراسة إلى فروق تعزى إلى متغيّر المنطقة التعليمية في تقييمهم لأثر المشاريع، وجاءت نتيجة الاختبارات البعدية ضعيفة في مجملها بمحور التحسين الإداري والفني بمنطقتَي العاصمة والفروانية، وبمحوري تحسين أداء المعلم وتحسين أداء الطالب والدرجة الكلية جاءت ضعيفة بمنطقة العاصمة التعليمية.صعوبات «الكفايات»أكدت الدراسة صعوبات أمام تطبيق منهج الكفايات من وجهة نظر القيادات المدرسية، متمثلة في عدة أسباب؛ أولها: ضعف التجهيزات والميزانيات الخاصة، وعدم اقتناع أولياء الأمور في المرتبة الثانية، ثم عدم اقتناع الطلبة أنفسهم بمنهج الكفايات، مشيرة إلى صعوبات بسبب عدم توافر الوسائل التعليمية لدى المعلمين.توصيات الدراسةذكرت الدراسة عدداً من التوصيات؛ منها:1 توفير وقت كاف لعلاج المشكلات التي تواجه المنهج القائم على الكفايات، من خلال الاستفادة من الخبرات الوطنية الكويتية التي لديها الدراية العلمية الكافية بالنظام التعليمي ومشكلاته والحلول الممكنة لها.2 توحيد طرق التدريس في جميع مدارس الكويت.3 توحيد آلية تقويم المنهج القائم على الكفايات.4 إيجاد نظام شفّاف لنشر نتائج التقويم وتوفير المعلومات الصحيحة حوله.5 توفير تجهيزات ملائمة لتطبيق المنهج القائم على الكفايات في الكويت، لا سيما البنية التحتية للمدارس.6 توفير ميزانيات مناسبة وكافية لتطبيق المنهج القائم على الكفايات.«مشاريع مركز تطوير التعليم»تضمّنت الدراسة عدداً من النقاط بشأن مشاريع مركز تطوير التعليم، ومنها:• ضرورة إشراك المعلمين في وضع خطة البرامج التطويرية للأداء المدرسي.• إشراك أولياء الأمور في تقويم نتائج البرامج المقدمة لتطوير الأداء المدرسي.• الاستفادة من الكثير من الخبرات الدولية والعالمية في تطوير البرامج المقدمة للمدارس.• الاهتمام بتقديم البرامج المختلفة المتعلقة بالطلبة ذوي صعوبات التعلم.• اقترحت الدراسة إجراء دراسات مستقبلية حول معوّقات تفعيل دور مشاريع مركز تطوير التعليم في تطوير الأداء المدرسي.القبس