ا. د. بهيجة بهبهاني تكتب: التجربة الأميركية.. لماذا؟
صرحت الوكيلة المساعدة لقطاع التعليم في وزارة التربية بأنه: «سيغادر وفد كويتي إلى الولايات المتحدة لنقل التجربة الأميركية إلى التعليم في دولة الكويت».
وهنا تفرض عدة تساؤلات نفسها بقوة على العقل: الم يسبق لوفود من وزارة التربية ان قامت بزيارات مماثلة الى كل من سنغافورة وبريطانيا وماليزيا وغيرها، واين دراسات البنك الدولي وابحاثه بشأن التعليم وتطويره؟ اليس جميع تلك المحاولات لتطوير التعليم كانت نتائجها سلبية وما زالت الدروس الخصوصية لجميع المراحل الدراسية منتشرة كانتشار النار بالهشيم، وما زال الطلبة الكويتيون يعزفون عن الالتحاق بالتخصصات العلمية، فليس في الكويت الا مدرس كويتي واحد في تخصص الفيزياء، وما زال الطلبة الكويتيون بالأغلبية يرسبون في اختبار القدرات (الرياضيات والكيمياء) بجامعة الكويت! وما زال عدد كبير من الطلبة من خريجي الثانوية العامة الحكومية والمبتعثين الى الجامعات الاميركية والاوروبية يتعثرون في دراساتهم العليا ويعودون بخفي حنين الى الوطن! وما زالت معظم الكليات الجامعية والتطبيقية التي تساهم في اعداد المعلم لجميع المراحل الدراسية لم تحصل على الاعتماد الاكاديمي من المؤسسات العالمية المعتمدة، الذي يعتمد بصورة اساسية على محتوى المناهج الدراسية ومستوى اعضاء هيئة التدريس واعداد الطلبة بالمقررات الدراسية ومستوى الابحاث العلمية، وغيرها من الجوانب الاكاديمية؟ اليس من الاولى بمسؤولي وزارة التربية ووزارة التعليم العالي اصلاح الوضع القائم حاليا، وهو الذي أدى الى تخرج طلبة اعتادوا حفظ المفاهيم والحقائق العلمية للحصول على النجاح بالاختبارات فقط؟ فهم يفتقرون- بعد التخرج- الى التفكير العلمي في ايجاد حل للمشكلات التي تعيق جودة الانتاجية بالعمل، ومن ثم عدم القدرة على تطوير العمل والارتقاء به.
ان الاطلاع على المناهج والانشطة المتنوعة في المدارس الاجنبية بالكويت (الانكليزية والاميركية) انما يؤكد لنا ان اساليب التعليم بها تهدف الى اكساب التلاميذ والطلبة طريقة التفكير العلمي في معرفة امور الحياة في البيئة من حوله من خلال المشاهدة ومن ثم الاستنتاج، وكذلك فان شخصية المتعلم ومن خلال الانشطة المختلفة تكتسب القدرة على التعامل مع الاخرين باحترام رغم اختلافهم عنه في الانتماء والدين، وهذا هو الهدف من التعليم، اعداد مواطن صالح يحترم الاخرين ويجيد التفكير وايجاد الحلول المناسية لمعوقات التطوير، وهذان الامران – وبالتأكيد – نفتقدهما في تعليمنا!