تأخر التخرج يستنزف موارد الكليات في جامعة الكويت…!
تعددت الآثار السلبية لزيادة أعداد الطلبة بكليات الجامعة، فاضطر بعض الأساتذة الى اتباع أساليب مختلفة كحلول لتقليل الأعداد والاسهام في تخريج عدد أكبر من الطلبة، رغم ما قد تسببه هذه الحلول من انعكاسات سلبية.
ورأى بعض الأساتذة أن خفض متطلبات المناهج سيساهم في تسهيل التخرج على الطلبة، ومن ثم تقليل العبء على الجامعة والحد من الشعب المغلقة والتكدس في الفصول الدراسية، بينما يرصد آخرون درجات اضافية بغية انجاح عدد أكبر من الطلبة، لا سيما في المقررات العامة التي تقدمها مختلف الكليات.
وأوضح مصدر، أنه بالاتفاق مع رئيس القسم والأساتذة قد تم خفض متطلبات بعض المقررات التي يقدمها القسم والتي تعتبر ضمن برنامج الثقافة العامة بالكلية، كما قاموا بمساعدة الطلبة بنظام «الكيرف» الذي يتضمن اضافة درجات لجميع الطلبة وانجاح المتعثرين، حيث وجدنا بعض الطلبة من دفعة 2009 في كليتنا الأدبية.
وأضاف المصدر أن الطلبة الذين تأخر تخرجهم يستنزفون موارد الكلية، وهي في الأساس تعاني قلة السعة المكانية وتكدس الطلبة، معتبراً أن «مساعدة بعض المتعثرين على اجتياز مقررات الثقافة العامة بالكلية لن يؤثر في تحصيلهم الدراسي بشكل عام، فقد توقف تخرجهم على النجاح في المقررات التي نقدمها».
ضعف المدخلات
وتدني مستوى الطلبة، سبب رئيسي لخفض متطلبات بعض المقررات أو التساهل في بعض المهارات التي يجب أن يكتسبها طلبة الجامعة، وقد اعترفت دراسة أكاديمية – أعدتها أستاذة التربية الأساسية د. عهود العصفور ونشرتها القبس مؤخراً -، بوجود تلك الظاهرة، وحذّرت من تبعاتها السلبية على المخرجات.
واشارت الدراسة إلى أن ضعف مهارات البحث العلمي قد دفع بعض الأساتذة إلى خفض متطلبات اجتياز مقررات البحث العلمي، والذي من شأنه أن يضعف جودة مخرجات الكلية وقدرتهم على تطوير أنفسهم بعد التخرج، مبينة أن هذا الاجراء لم يؤخذ إلا لسبب عامل ضعف مدخلات الكلية وضغط الأعداد المنتسبة لها، والتي تشكل عبئاً على المواد المتاحة والطاقة الاستيعابية.
الحد من الظاهرة
من جانب آخر، أكد معنيون أن الاعتماد على تلك الأساليب غير العادلة يلغي الفروق بين الطلبة ويخلق تكاسلاً منهم عن التحصيل العلمي، خاصة أنهم يعرفون مسبقاً بتساهل بعض الأقسام العلمية أو الأساتذة في الكليات معهم، وطالبوا بمراقبة الدرجات الممنوحة للطلبة والحد من ظاهرة تضخمها بالتأكد من توزيع التقديرات على المنحنى البياني لكل شعبة دراسية، والذي يوفره «سيستم» الجامعة.
كما استنكر آخرون أن تكون تلك الأساليب حلولاً لتخريج عدد أكبر من الطلبة، بل تعد تعاملاً سلبياً مع مشكلة ضعف المدخلات، حيث يؤدي ذلك لخلق مظاهر أكثر سوءاً، وهي افتقاد بعضهم إلى المهارات التي يحتاجونها وقلة الاستفادة من المقررات، الأمر الذي يدعو إلى الحصول على الشهادة الجامعية من دون تعلم حقيقي.
نسبة الرسوب
بدت الجمعيات العلمية وادارات الكليات، في بعض الأحيان، شريكة في خفض مستوى المناهج ليتماشى مع قدرات الطلبة، بدلاً من البحث عن طرق مجدية لحثهم على الارتقاء بمعارفهم؛ إذ احتجت إحدى الجمعيات على ارتفاع نسبة الرسوب في بعض المقررات وما قد يسببه من تأخير لتخرج بعض الطلبة، فخاطبت مسؤولي الكلية لاعادة النظر في الدرجات ومتطلبات المنهج، والتمسوا مراعاة الطلبة في التقديرات الممنوحة لهم، ثم جاء الرد في بيان من العمادة أنه «بعد الاجتماع والتنسيق مع مسؤولي القسم قد تم اقرار نظام الكيرف وتسهيل مستوى المقررات كالموجود في كليات أخرى»، ما جعل الطلبة وممثلي الجمعية يشيدون بانخفاض نسب الرسوب لفصول دراسية لاحقة.
القبس