معرض “رحلة إلى تراثنا التربوي الإسلامي” في كلية التربية الأساسية
أكاديميا | خاص
تحت رعاية مساعد العميد للشؤون الطلابية أ.د. شافي فهد المحبوب أقيم صباح اليوم معرض رحلة إلى تراثنا التربوي الإسلامي وذلك ضمن فعاليات قسم الأصول والإدارة التربوية في كلية التربية الأساسية. يركز المعرض – الذي يستمر لمدة يوم واحد – على الجوانب التربوية ونماذج من آليات التعليم في التراث التربوي الإسلامي في عصورها الزاهية ويقدم إيضاحات حضارية لمجموعة مفاهيم وممارسات تشكل سمات التربية الإسلامية. ولأن التراث مفهوم فكري واسع ومتشعب ثقافيا فإن المعرض التراثي المقام في كلية التربية الأساسية سلط الضوء على الآليات الملائمة التي استخدمها المعلمون قديما للنهوض بمجتمعاتهم والارتقاء بمستوى العلوم وأساليب التدريس وفنون التأليف ووسائل التأثير وفنيات التنوير.
وبهذه المناسبة قال أ.د شافي المحبوب أن كلية التربية الأساسية وبتوجيهات من الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب حريصة على إقامة الأنشطة الطلابية الابتكارية الداعمة لبناء شخصية الطلبة وأنه شاهد صباح اليوم تفاعل الطلبة وعنايتهم في استكشاف كنوز تراثهم في بناء صروح الحضارة وتحسين مستواهم الفكري والتدريسي مع تقدير جهود السابقين.
ومن جانبه أكد أ.د. عبدالله العازمي رئيس قسم الأصول والإدارة التربوية على أن مقرر تطور الفكر التربوي الإسلامي من المقررات المهمة مهنيا في مؤسسات اعداد المعلم ويقوم قسم الأصول والإدارة التربوية في كل فصل دراسي بتقديم مقرر تطور الفكر التربوي الإسلامي الذي يقبل عليه الطلبة لأهميته وضرورته، والمعرض الحالي يقدم للطلبة خبرات متنوعة توضح لهم الاسهامات الإسلامية في تطوير العلوم ومعرفة مسيرة التربية والتعليم حيث أن دراسة تاريخ التربية وفهم التطورات التي طرأت من متطلبات تكوين المعلم وضبط الممارسات التربوية.
أشار الطالب سيد مهدي محسن العلي إلى أن من أهداف المعرض اتاحة الفرصة للطلبة لاقامة المعارض الثقافية والتراثية، وتوظيف التقنية الحديثة (تقنية الواقع المعزز) في نشر روائع التراث الإسلامي في إطار الاعتزاز بمحاسن التراث التربوي الكويتي والاسلامي والانساني. ومن أهداف المعرض أيضا ابراز مواهب الطلبة وتشجيع إبداعاتهم والتواصل مع مؤسسات المجتمع ودراسة تطور الفكر التربوي من منظور أكاديمي.
وعن أركان المعرض قال الطالب مطلق راشد الهاجري أن المعرض ينقسم لأقسام عدة منها المجسمات والصور والكتب واللوحات والمقتنيات التاريخية. كما تم عرض فيلم عن خانقاه ومدرسة برقوق في القاهرة. وقال مطلق الهاجري أن من أركان المعرض المهمة ركن صفحات كويتية مطوية: وثائق الخالد التربوية، وركن الطفل والتراث وركن 1001 اختراع. وهناك ركن للتعريف التربوي التعليمي للمصاطب والمدارس في المسجد الأقصى وركن لبعض كتب ومجسمات إضافة إلى بوسترات عن حياة العلماء والاختراعات العلمية في الفلك والطب والهندسة والتربية الموسيقية وعلم التعمية. وهناك ركن كبير للمدرسة المباركية وآخر للتعريف بعدد من المربين في قسم الأصول والإدارة التربوية.
وقام الطالب عبدالرحمن محمد عبدالله بعمل تغطية إعلامية لمركز عبدالله السالم الثقافي مركزا على الجانب التراثي في المركز ومحفزا الطلبة على زيارته والإفادة منه. وقال الطالب عبدالرحمن إنه في زيارته التثقيفية اطلع على اسهامات الرازي والخوارزمي والجزري وغيرهما من العلماء الذي خدموا الفكر الإنساني ولاحظ فن التشويق في عرض المادة التراثية. وقدم علي هاني كرم ركن الخط العربي إذ عرض مجموعة لوحات فنية نالت استحسان الحضور. وقام الطالب عبدالرحمن داود سلمان الداود بعمل فيلم قصير عن تاريخ المدرسة المباركية، والمكتبة الوطنية من ناحية تاريخية.
وعلى مستوى اللجنة العلمية للمعرض فلقد شارك في الاعداد للمعرض والاشراف على المادة العلمية عدد من المختصين التربويين منهم أ.د بدر ملك، وأ.د لطيفة الكندري، ود. يحي علم مير، والأستاذ حسين الديحاني، والأستاذ فيصل المحمد، والأستاذ أحمد الكندري والأستاذ فايز المطيري. وقام د. فهد الفيلكاوي بالإشراف على عدد من الطلبة الذي عملوا أنشطة ومشاريع (بنارات) تخدم أهداف المعرض كما قام د. فهد الفيلكاوي بتوجيه الطلبة للإفادة من العرض وحسن عرض المواد العلمية حيث أنه شارك في الاشراف على العديد من أنشطة المعرض. ولقد نوه الأستاذ أحمد الكندري إلى أن المعرض يدرب الطلبة عمليا على ربط الفن بالعلم والحياة وحسن عرض المعلومات بصورة شائقة.
وأعربت أ.د. لطيفة الكندري مساعد العميد لشؤون الطالبات عن سعادتها برؤية هذه الانتاجات التراثية وقالت أن بعض هذه الانتاجات في المعرض من صنع طلبة وطالبات كلية التربية الأساسية وأن تضافر جهود البنين والبنات فيه نفع كبير للصالح العام. وأشارت أ.د. لطيفة الكندري إلى أن الكلية حرصت على تنويع أنشطتها الثقافية لتحقيق أهداف مقرراتها ومنها ابراز دور العلماء المسلمين في خدمة العلم والفكر الإسلامي ونهضة المؤسسات التعليمية علما بأن المعارض الثقافية التراثية تقدم ذخيرة علمية لطلبة العلم وتنمي خبراتهم وتبصرهم بمراحل نشأة وتطور التعليم محليا وفي أقطار العالم الإسلامي وتقدم توضيحات للتغيرات التي طرأت مسيرة الفكر الإنساني إلى يوم الناس هذا. وقالت د. لطيفة الكندري أن المعرض يتضمن في أركانه ركنا خاصا لمصنفات وأبحاث أعضاء هيئة التدريس في قسم الأصول والإدارة التربوية ونبذة عن عدد من المربين في هذا القسم الذي يقوم بتدريس مقررات الفكر التربوي. ومن جانب آخر قامت مكتبة الكلية بتقديم مجموعة من الكتب المتعلقة بالتراث التربوي الإسلامي لإرشاد الطلبة والأساتذة في هذا المجال الحيوي. وشكرت د. لطيفة تلفزيون الكويت -برنامج صباح الخير وبرنامج مساء الخير يا كويت- لتغطيتهم وقائع المعرض كما شكرت جهود الطلبة والطالبات الذين بذلوا جهدا مشرفا في إنجاح هذه الفعالية.
ومن جانبه قال أ.د. بدر محمد ملك بأن المعرض جرى التنسيق له مع أ.د. شافي المحبوب مساعد العميد للشئون الطلابية وأ.د. عبدالله العازمي رئيس قسم الأصول والإدارة التربوية منذ بداية شهر رمضان الكريم وأن الطلبة في مقرر تطور فكر تربوي إسلامي ساهموا بشكل مشرف في بلورة الأفكار إلى معرض يتضمن مئات الصور والمجسمات والاصدارات التي تقرب الأفكار والمصطلحات التربوية في التراث التربوي وتدفع الشباب نحو الاعتزاز بتراثهم العريق ومواصلة طريق الابداع والابتكار تحت شعار “تراثنا التربوي ننطلق منه ولا ننغلق فيه”.
هذا وقام الطلبة والضيوف بالتجول في أرجاء المعرض والتحاور في محتوياته وربطه بالمقررات الدراسية وتسجيل الملاحظات وتدوين الفوائد لأن تدوين العلم والانتفاع منه من أهم المقاصد التعليمية.