كتاب أكاديميا

نور العجيل تكتب: غوانتانامو تلحق بي!

في حين عودتي لوطني بدأت أتذكر جل الأشياءأتذكر حسن حينما أجبروه على التبول على ثيابه قبيل الفجر بثلاثة دقائق ومن ثم طلب منهم أن يصلي وما أحضروا له ثياب جديدة أتذكر احتقارهم لناقتلهم لمحمد الذي قالوا لنا فيما بعد بأنه قتل نفسه، كان يتلهف للعودة لوطنهلأستقبال مولودته الأولى، أتذكر خالد الذي تركتهيوصيني بأن أسأل عن أخته اليتيمة وأن أعاود مراسلته فيما بعد، عدت إلى وطني ومن ثم ماذا؟أخبرني عمر عنها قال لي بأنها اليوم تحتضن مولودها الأول، الكويت لوهلة أمست غربتي،غرفتي تلك التي  تفوق حجم زنزانتي الانفرادية في غوانتاناموبخمس مرات على الأقل تكاد ألا تتسع ليوكأن الحيطان بُنيت على صدري،لو تعلمين يا شغفي كم كانت ثقيلة أنفاسيقبل سبعة أعوام عدت إلى وطني أكاد أن لا أنسىكل لحظة جمعتنا معاً اليوم،  تلك نافذتي التي تطل على نافذتك، مازلت أسترق النظر لربما تفتحيها حين زيارة لمنزل أبويكِ!ماجعلني أكتب اليوم هو ملُهمي عزيز الصغيرفي فصلي أحبه جداً مشابه لأسمي،كان يذكرني بك إلا أني دائماً ما أقول ماهي إلا وساويس شيطان يُريدني أن أتذكرها وأخت خالد سارة لطيفة جداً لا تستحق خيانتي لهاهي اليوم زوجتيلن أعود لمتاهة شغف بعد ما أخرجني الله منها شارفت على نسيانها ، كل شيء كان يدلعلى أنه أبنك وكنت عن ذلك غافل يحملنظراتك الخجلا أرتسمت لي ملامحك حينما كان يحادث زميله أحمد يوم الإثنين في الحصة السادسة نظرت له في عين الغضب ومن ثم نظر إلى أسفل أنه يشبهكِ تماماً، يرفع حاجبه الأيمن حين يُستفز كما الحال معكِ، اليوم أتيتِلتعيديني لتلك المتاهة أتيتِ تسألين عن مستوى عزيز الدراسي!أي فرحة أي دمعة أي لهفة أحتوتني؟أي بسمة هي تلك التي رسمتها شفتي؟أي تنهيدة شقية خطفت قلبي مني؟أيا بلدتي المحتلة عدتي ؟أي نوع من الابتسامات رُسمت على شفتيفي حين علمت بأنكِ والدته ابتسامة تعانقها دمعةابتسامة وكأن قلبي حلق معها،تساؤلاتِ ما أنتهت قولي لي لِم ظهرتِ ؟لِم تركتي الطاولة حالما عينكِ عانقت عيني؟ولمِ جررتي عزيز حينما عانقني؟!لِم بكيتِ وأنتِ التي ما أنتظرتي عودتي!أتمنى أن تقرأي أتمنى أن تُجيبي!

nooral3jeel@


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock