يوسف عوض العازمي يكتب: تداعيات .. و غياب !
” الحواس لا تعلمنا طبيعة. الأشياء بل مقدار فائدتها لنا أو ضررها فحسب ”
( رينيه ديكارت )
كل غياب له ظروف عند كل ظرف تتكون ملابسات ذلك الغياب و حيثياته ، فأما تكون معقولة ، وأما غير مقبولة ،وللغياب ابواب إختياريا” الدخول إليها ، وإلزاميا” الخروج منها ، وله دواعيه واعذاره ، و تداعياته ومؤثراته ..
لزيارة بعض الاماكن إحساس رشيق يجول بك بأمكنتها ، لايمل ولايكل ، يدخلها بشوق الداخل ، ويخرج منها بشوق الخارج للعودة من جديد ..
كل إنسان له ذكرى مع أيا” من مناحي الحياة واماكنها وشخوصها ، تترتب عليها ذكريات محفورة في ذاكرة الذاكر ، او آلام تنخر في ذاكرة الحزن ، كل مكان له هيبة بالذاكرة ، وإن غادره تبقى الذكرى تفضح مايكنه ومايخفيه ، طبيعة البعض يكتم ، لكن الكتمان هو الشوق المتفجر ، لاقوة بأس تلجمة ، و لاشعور يسكت اصوات العودة ( هل للعودة اصوات ! )
حتى في العودة بعد غياب ، قد يحول حرس الأماكن عن الحضور ، وتقرع اجراس المنع ، وهي ملامح لن تكن غريبة إن حدثت ، بعد المنع الأول للعودة ، بأعذار قد تكون واهية ، و قد تكون غير موضوعية ، او إجتهادات ليست بمحلها ، بالنهاية قد تكون حظوظ الحضور قليلة !
هناك من يجزم بأنه حتى في الحضور يكون للغياب حضوره البارز ، بل قد يجلس الغياب في الأماكن الأولى للحضور ، هنا اؤكد على حضور الجسد وغياب الروح ، ما ابشع هذا الحضور المتشح بالغياب ، وكأنه حضور من لايرغب في حضوره ، حتى المشاعر تغيب و تحضر في نفس الجسد ، الذي يتثاقل من حجم محركات الشعور التي يحملها ، فقد يكون الشعور أثقل بكثير من قدرة الجسد البسيط على تحمله ، وما اتعب الجسد الذي يحمل شعورا” ثقيلا” !
يوسف عوض العازمي ..
@alzmi1969