أ. موزة العبيد تكتب: لاتجعلوا من أنفسكم أداة رقمية !
في ظل التطور التكنولوجي السريع حصلت الكثير من التغيرات على كافة المجالات حيث توالت الإخترعات والإكتشافات العلمية وظهر الذكاء الإصطناعي الذي ساعد الإنسان في حل الكثير من المشكلات مما جعل الحياة أسهل .
فلقد ساهمت التكنولوجيا في إتمام الكثير من التعاملات في عصرنا ،حيث ساهمت الوسائل التكنولوجية في تخزين مقدار كبير من البيانات وسهولة إسترجاعها وتوفير الوقت عند تعديلها حيث يتم تعديل البيانات بسرعة أكبر إضافة لحل الكثير من المسائل الرياضية المعقدة التي يعجز عن حلها العقل البشري
ومع وجود التكنولوجيا والحاسوب أصبح التعليم أسهل وأبسط ففي البحث العلمي يصل الطالب إلى المعلومات بوقت قصير فلقد اختصرت التكنولوجيا على الطالب المسافات والمال والجهد
فظهر التعليم عن بعد وأصبح تبادل الخبرات أسهل على صعيد البحوث العلمية وإكتشاف المبتكرين
إضافة لدور التكنولوجيا في الشركات والبنوك حيث تسهل التكنولوجيا المعاملات اليومية وتجنبنا الكثير من المشاكل والعناء
كذلك دخلت التكنولوجيا في عالم الطب وأجريت بفضلها أدق العمليات الجراحية التي كانت مستعصية سابقا
لقد دخلت التكنولوجيا في أدق تفاصيلنا اليومية فبفضلها أصبح التواصل بين الشعوب أسهل مما ساعد على تقريب المسافات وإكتشاف المواهب الدفينة لدى الشباب وتغيير مجرى حياة الكثيرين الذين ينتظرون فرصة تتبنى مواهبهم و إبداعهم .
ودخلت التكنولوجيا حتى في عالم الجرائم فمن خلال أجهزة المراقبة والكاميرات تم الكشف عن غموض جرائم كثيرة والوصول للجناه.
لاننكر دور التكنولوجيا في تقديم الترفيه لنا من خلال الألعاب الإلكترونية ومشاهدة المسلسلات والأفلام دون انقطاع أو إزعاج الفواصل الإعلانية.
بالرغم من الفوائد الكبيرة للتكنولوجيا إلا أن لها كذلك تأثيرا سلبيا علينا
فالجلوس لساعات طويلة أمام الحاسوب أو الجوال يضعف بصرك ويجهد عينك ويورثك الشحوب إضافة لقلة الحركة التي تؤدي لأمراض القلب والسمنة إضافة لطريقة الجلوس الخاطئة التي تسبب إجهاد العضلات والألم العام بالجسم .
كذلك إن جلوسك لساعات طويلة أمام حاسوبك أو جوالك يؤدي لإصابتك بنوع من الإدمان مما يعزلك عن عالمك المحيط وتصبح كائن إنعزالي شاحب متقوقع غير منفتح على محيطك وهذا ما نراه الآن في كثير من المجالس والبيوت التي بدأت تعاني غربة الروح فالجالسون لايجمعهم سوى المكان وأما عقولهم وقلوبهم وعيونهم متوجهة لمن يتواجد معهم على مواقع التواصل الإجتماعي
بالإضافة لإهدار وقتك على أشياء لن تنفعك أو تساهم بتطوير ذاتك بل فقط هي إستهلاك لعمرك دون أن تشعر
كذلك إن دخول التكنولوجيا ووقوعها بطريقة خاطئة من البعض وإستخدامها في أمور غير سوية تؤدي لإنتشار المشاكل والعقد النفسية التي بدأت تظهر كثيرا في عصرنا هذا
ومن الأضرار الخطيرة جدا للتكنولوجيا إستخدامها من قبل البعض في إنتهاك خصوصية الآخرين وإختراق حياتهم الشخصية بكل دناءة .
فالسؤال الذي يطرح نفسه !
هل أخذتنا التكنولوجيا من أنفسنا؟!
لذلك أعزائي
علينا أن نعلم بأن التكنولوجيا سلاح ذو حدين
و نحن من نحدد
إن كنا نصادق التكنولوجيا ونجعلها أداة لراحتنا ووسيلة لإعمار الأرض ..
أو نجعلها عدوة لنا تهدر أوقاتنا وتقتلنا ببطء وتبعدنا عن الحياة التي يفترض أن نحارب من أجلها
فلاتجعلوا من أنفسكم أداة رقمية “بلانبض ولاروح” تسيرها التكنولوجيا
بل أنتم استلموا دفة القيادة وقودوا تطورات الحياة لإسعادكم
فالحياة أنتم قادتها والنبض أنتم أولى به.
بقلم :
أ. موزة العبيد
عضو هيئة تدريب
المعهد العالي للاتصالات والملاحة