د. عادل العوضي: أهمية وضع استراتيجية عامة لتقليل التلوث البيئي
أكد القائم بأعمال نائب المدير للعلوم الطبية بجامعة الكويت الدكتور عادل العوضي اليوم الأحد أهمية وضع استراتيجية عامة للمحافظة على البيئة وتقليل التلوث البيئي في البلاد للحفاظ على صحة المواطنين.جاء ذلك في تصريح للعوضي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش المؤتمر السنوي الثالث الذي نظمته كلية العلوم الصحية بالجامعة تحت شعار (تأثير التلوث الهوائي والتغير المناخي على صحة الانسان) ويستمر ليوم واحد.وقال العوضي إن التلوث الهوائي يتسبب بالعديد من الأمراض مثل أمراض القلب والصدر والسرطانات وغيرها مما دعا لاجتماع كل الأطراف المعنية بالجامعة ووزارة الصحة والمؤسسات البحثية والبيئة وبعض الجامعات العالمية لوضع استراتيجية لمواجهة هذا التلوث.وأضاف أن هذا المؤتمر يهدف إلى التباحث حول تأثيرات التغير المناخي السلبية ويجسد روح التعاون بين جامعة الكويت ومؤسسات الدولة متمنيا أن تكون نتائج وتوصيات المؤتمر بمثابة خارطة طريق للارتقاء بالمستوى الصحي للفرد والمجتمع.وذكر أن كلية الصحة العامة استقبلت الدفعة الأولى من الطلبة في سبتمبر الماضي في برنامج بكالوريوس الصحة ودراسات المجتمع والذين يعول عليهم الكثير في هذا المجال لتلبية احتياجات سوق العمل وإجراء الأبحاث العلمية.وأشار الى أن ذلك يأتي انطلاقا من رسالة الكلية وقيمها الأساسية لاسيما مع احتياج سوق العمل لمثل هذه الكفاءات بهذا المجال لافتا إلى أنه تم كذلك إطلاق برنامجي الماجستير في الإدارة والسياسات الصحية والصحة البيئية والمهنية فبراير الماضي بما يسهم في تحقيق هذه الغاية.من جانبه قال الاستاذ المساعد في كلية الصحة العامة الدكتور محمد الخميس في تصريح مماثل ل(كونا) ان الكلية تركز كل عام على احد الموضوعات المهمة ومنها التلوث المناخي وتأثيره على الصحة العامة ومستويات التلوث في الكويت.وأوضح الخميس أن ارتفاع مستويات التلوث في الكويت دفعتهم لدعوة متخذي القرار في الكويت لوضع استراتيجية لمكافحته وتقليل أثره على صحة المواطنين والمقيمين.وبين أن المؤتمر يناقش عدة محاور منها أسباب التغير المناخي وأسباب التلوث وتقييم الأثر البيئي في الكويت والحلول التي يمكن وضعها اضافة الى استعراض الانشطة التي قامت بها الجهات المعنية.وأفاد بان المؤتمر يستعرض أيضا الخطة الوطنية لتقييم الأثر الصحي لتلوث الهواء وتقييم الأثر البيئي ونظم معلومات الرصد البيئي ودورها.وذكر أنه سيتم رفع التوصيات التي ستخرج عن المؤتمر إلى الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الصحة والهيئة العامة للبيئة.وخلال أعمال المؤتمر قال عميد كلية الصحة العامة بجامعة الكويت الدكتور هاري فاينيو إن الزيادة السريعة في النمو السكاني وعدد المركبات وحرق الوقود الاحفوري في محطات توليد الطاقة ومصافي النفط يسهم في زيادة معدلات التلوث في الهواء.وذكر فاينيو أن الهيئة العامة للبيئة تعمل بجهد للتخفيف من حدة ارتفاع مستويات ملوثات الهواء التي يتم تصريفها بانتظام من السيارات واتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ عمليات التفتيش الصارمة للحفاظ على الامتثال الصارم لمعايير جودة الهواء.من جهته أشار الأستاذ بكلية لندن الإمبراطورية بالمملكة المتحدة باولو فينيس خلال المؤتمر إلى ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي والذي يتزايد طرديا مع التنمية الاقتصادية.وبين فينيس أن البلدان الغنية تساهم بارتفاع هذه النسبة بشكل أكبر بكثير من البلدان الفقيرة مثل بنغلاديش وغيرها والتي تعتبر الضحايا الرئيسية لتغير المناخ.من جانبه كشف المستشار بوزارة الصحة القطرية الدكتور روبرتو بيرتوليني خلال المؤتمر أن الاحصائيات الرسمية الأخيرة تبين أن الوفيات الناجمة عن التلوث والتغيرات المناخية تزيد عن الوفيات التي تسببت بها أمراض مثل الايدز والسل والملاريا مجتمعة.وأفاد بيرتوليني أن هذا الأمر يجعل التلوث والمتغيرات المناخية في المرتبة الخامسة عالميا بعوامل الخطر في عام 2015 مشيرا إلى أن تأثيره على الأطفال يفاقم من هذه المشكلة.بدوره استعرض الباحث في مركز أبحاث البيئية والعلوم الحياتية بمعهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور مفرح الرشيدي أهمية تقييم المردود البيئي في دولة الكويت كأحد الأسس التي يرتكز عليها التخطيط البيئي السليم لتحقيق الأهداف والخطط التنموية للدولة التي تكفل تحقيق التنمية المستدامة.وأشار الرشيدي إلى الدور الكبير للهيئة العامة للبيئة بهذا الشأن من خلال اصدار الدليل الإرشادي لنظام تقييم المردود البيئي والاجتماعي الذي تم تطبيقه بعد صدور القانون رقم (2 لسنة 2015) مؤخرا الذي يهدف إلى تحسين الأداء البيئي في دولة الكويت. (النهاية)
