لكل بلد وصفته للسعادة
أساتذة وطلبة بدولة بوتان يختمون اليوم الدراسي بلحظات صمت وتأمل يعتبرونها بمثابة تنقية وإنعاش للدماغ (رويترز)
يرى الكاتب الدانماركي مييك ويكينغ في مؤلفه “هيغي” (السعادة) أن لكل بلد وصفته للسعادة، وقد قدَّم فيه منهج “هيغي” لإحداث تحوّل داخل الإنسان نحو مشاعر السعادة والدفء. واعتبر هذا المنهج نجاحا حقيقيا لويكينغ مدير معهد كوبنهاغن لبحوث السعادة.
وذكرت صحيفة لوباريزيان الفرنسية أنه تم بيع 50 ألف نسخة من الطبعة الأولى لكتاب “هيغي” في فرنسا. وأشارت إلى أن المؤلف قام بجولة عبر العالم “يصطاد” ما سمتها جواهر الأفكار والعادات والتقاليد من مختلف الثقافات لأجل عيش أحسن وأسعد.
وعرض ويكينغ خلاصته من تلك العادات والأفكار فيما سمي منهج هيغي، ودعا الناس لاتباعه من أجل عيش سعيد. ومن العادات التي ذكرها الخبير الدانماركي أخذ الفرنسيين وقتا أطول لتناول الطعام في فضاء فسيح باعتباره فرصة لتبادل الود وتقاسم الرأي ونوعا من الرفاهية.
أما الدانماركيون وخاصة في العاصمة كوبنهاغن، فيجدون متعة وسعادة في استعمال الدراجات الهوائية بدل السيارات، وهي في الوقت نفسه وسيلة جيدة لأجل ممارسة رياضية هادئة. ويعتبر ويكينغ أن انتقاله في عمله من الطابق الرابع إلى الطابق الأرضي عبر الدرج بدل المصعد لأخذ قهوته المفضلة أمر لا يمكن التفريط فيه بعدما كان يستصعبه في البداية.
“أخذ حمام الغابات على الطريقة اليابانية” عادة أخرى ذكرها الكاتب باعتبارها جالبة للمتعة، وهي تقنية تدعى “شينرين يوكو”، التي يعتبرها البروفيسوركوينغ لي من الكلية الطبية للصحة اليابانية طريقة لخفض ضغط الدم وتقليل مستوى الكورتيزون فيه، وتحفيز جهاز المناعة.
وأشار ويكينغ إلى أن البلد الصغير بوتان -الواقع بين الهند والصين- جعل ما سماها السعادة الوطنية الخام مؤشرا على مستوى رضا سكانها، وذكر أن الأساتذة والطلبة في بعض مدارس بوتان يختمون اليوم الدراسي بلحظات صمت وتأمل، ويعتبرون ذلك بمثابة تنقية وإنعاش للدماغ.
ونصح ويكينغ الدول الغربية باعتماد هذه الطريقة أو التقنية التأملية، لأن الدراسات أظهرت أنها تزيد بشكل كبير الشعور بالسكينة وتحسن مستوى الأداء التعليمي.
المصدر:
الجزيرة