انطلاق فعاليات المؤتمر المصرفي العربي السنوي للعام 2017
انطلقت فعاليات المؤتمر المصرفي العربي السنوي للعام 2017 بدورته ال23 اليوم الخميس تحت عنوان (توأمة الاعمار والتنمية معا لمواجهة التحديات الاقتصادية) بمشاركة كبار المسؤولين العرب في القطاعين الاقتصادي والمالي.
واكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في كلمة القاها في افتتاح اعمال المؤتمر اهمية علاقة لبنان باشقائه العرب قائلا “علاقاتنا مع اشقائنا العرب يجب ان تكون الاساس وعلينا البحث بكل الوسائل للوصول الى لبنان الذي ينأى بنفسه بالحقيقة والفعل لا بالقول فقط”.
وشدد على سعيه للعمل من أجل الحفاظ على الاستقرار في البلاد مؤكدا السير على خطى والده رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري في سبيل النهوض الاقتصادي وتثبيت الاستقرار في لبنان.
واشاد بنجاح حاكم مصرف لبنان رياض سلامه في الحفاظ على وضع الليرة اللبنانية في ظل الاجواء السياسية التي شهدتها البلاد اخيرا.
بدوره اعتبر الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط ان اثار الصراعات المشتعلة في عدد من الدول العربية لا تنحصر ضمن هذه الدول بل تتعداها الى الدول المجاورة مضيفا ان الخروج من الدمار يحتاج الى تكاتف جميع الدول العربية.
وقال ابو الغيط ان كلفة الدمار الذي افرزته الصراعات والنزاعات المحلية والحروب في الدول العربية منذ العام 2011 تجاوزت 640 مليار دولار امريكي داعيا الى تنحية المصالح الضيقة جانبا واقتناص فرصة اعادة الاعمار عربيا.
وراى ابو الغيط في اعادة الاعمار فرصة حقيقية لتشكيل جهد عربي متكامل ومنسق قائلا “لن يبني مدن العرب سوى العرب” داعيا المصارف الى ابتكار اليات تمويل جديدة تلائم هذا الظرف الاستثنائي و”ان لا تكون عملية التنمية مقتصرة على الحجر بل تتعداه الى بناء القدرات الانسانية”.
من جهته قال رئيس مجلس ادارة اتحاد المصارف العربية الشيخ محمد الجراح الصباح ان “هدف المؤتمر الوصول الى تبني مبادرة متكاملة لاعادة الاعمار والتنمية في العالم العربي بمشاركة الحكومات والقطاع الخاص تشمل مختلف نواحي الحياة” معتبرا ان الوقت حان لوضع استراتيجية اقليمية لاعادة الاعمار.
واضاف “نحتاج الى رؤية جماعية تتجاوز الحدود الوطنية تقوم بتجميع الموارد البشرية والمالية في المنطقة” مشيرا الى سعي اتحاد المصارف العربية الى تعزيز ثقافة الاستثمار في القدرات المستدامة على المستويات الوطنية والاقليمية ومعالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية ضمن رؤية اقليمية متماسكة.
بدوره اكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اهمية القطاع المصرفي في المساهمة في التنمية الاقتصادية مضيفا ان النمو المتوقع في لبنان لهذا العام سيكون بحدود 5ر2 بالمئة كما ان نسبة التضخم من المتوقع ان تتراوح ما بين 3 و5ر3 بالمئة.
وقال ان الكتلة النقدية لدى المصرف تدل على محدودية التأثيرات التي تعرضت لها الاسواق النقدية في الفترة الاخيرة بسبب الازمة السياسية مؤكدا استمرار الاستقرار النقدي.
واضاف “اصبح لدى القطاع المصرفي احتياط كاف لمواجهة اي تباطؤ اقتصادي ان حصل” مشددا على اهمية تطبيق المعايير المالية الدولية ليبقى القطاع المصرفي اللبناني منخرطا في القطاع المصرفي العربي وفي العولمة المالية.
من جهته قال مدير الشرق الاوسط واسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد ازعور ان “الاقتصاد العربي يقف على مفترق طرق مهم حيث يشكل التعافي العالمي فرصة لانعاش الاقتصاد في المنطقة التي تسعى للتكيف مع اسعار النفط المنخفضة وتأثير الصراعات فيه”.
واقترح خارطة طريق للنهوض للمرحلة المقبلة ترتكز على خمسة محاور هي “الاستقرار كمدخل للازدهار” و”ضمان صلابة الاقتصاد والنمو الاحتوائي” و”الاستفادة من التكنولوجيا كمدخل للتحول الاقتصادي في المنطقة” و”التعليم كمفتاح للنهوض” و”تحسين الحوكمة”.
وقال ازعور ان صندوق النقد الدولي يتطلع الى استقرار الوضع الامني في المنطقة للمساهمة في اعادة اعمارها معتبرا ان “الدعم الدولي سيكون ضروريا لدعم الجهود المحلية ولتجنب ارهاق هذه البلدان الضعيفة من اعباء الدين ما يستلزم توفير الحد الاقصى من المنح والتمويل بشروط ميسرة والحاجة الى تدفقات كبيرة من القطاع الخاص”.
من جانبه قال رئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد المصارف العربية جوزف طربيه ان الحاجة ملحة لارساء قواعد الاستقرار والمبادرة سريعا الى استحداث فرص عمل لاستيعاب ملايين الشباب في العالم العربي لافتا الى خطورة ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب على الاستقرار واختلال الكيانات السياسية في منطقتنا.
واشار الى الامكانات المالية والبشرية الكبيرة التي تمتلكها المصارف العربية وما يمكنها ان تقوم به في تعزيز التنمية الاقتصادية ومشاريع اعادة الاعمار عبر شراكات مع القطاع العام وانشاء تكتلات مصرفية ضخمة.
من ناحيته اعتبر رئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان عدنان القصار ان الدمار الذي نجم عن الصراعات والحروب التي شهدتها منطقتنا اصبح يهدد المكاسب التنموية التي تحققت فيها خلال السنوات الماضية كما يهدد مسيرة التكامل الاقتصادي العربي.
وقال ان الوضع العربي “يتطلب صحوة عربية حقيقة وتعاونا عربيا فعالا لاعادة المنطقة الى سكة النمو والتطور من جديد” مؤكدا اهمية الاستقرار السياسي في دعم مسيرة التنمية.
ودعا القصار الى اعتماد الحوار الداخلي الوطني لوقف الصراعات في دولنا مع اعتماد التضامن العربي على الصعيد السياسي كمدخل لتحقيق الاستقرار السياسي في العالم العربي وضرورة اطلاق ورشة اصلاحات اقتصادية وسياسية لتدعيم الاقتصادات الوطنية مع وضع التكامل الاقتصادي العربي على السكة الحقيقية.
وكان المؤتمر الذي يستمر حتى غد الجمعة منح الحريري جائزة الاعمار والتنمية كما منح جائزة “محافظ العام 2017” لمحافظ البنك المركزي المصري طارق حسن عامر وجائزة “الانجاز” لكل من الرئيس التنفيذي السابق في البنك المركزي العماني حمود بن سنجور الزدجالي ومستشار المجلس الاحتياطي الفدرالي الامريكي السابق سركيس يوغورادجيان.
وسيتضمن المؤتمر طاولة مستديرة حول (الحوار المصرفي العربي الصيني: الشراكة الاستراتيجية للتنمية المتبادلة) الى جانب جلسات عمل تتناول الاثار الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للنزاعات في الدول العربية وتحديات الاعمار في المنطقة العربية وتمويل التنمية في المنطقة العربية.(كونا)