«التربية»: الحضور «صفر» في بعض المدارس.. رغم تطبيق البصمة

طوابير، وزحمة على أجهزة البصمة، والتزام تجاوزت نسبته 90 في المئة في معظم جهات الدولة، ومطالب نقابية متزايدة بإعادة النظر في القرار لاستثناء بعض الموظفين الميدانيين الذين لا طائل من حضورهم في أروقة المكاتب.
هذا أبرز ما رصدت خلال جولة امس في أروقة الجهات الحكومية في أول دوام تطبق فيه البصمة إجبارياً على جميع العاملين والمديرين والمسؤولين كافة، ما عدا حالات محدودة للغاية، على رأسها ذوي الإعاقات الشديدة.
وكان من اللافت امس هدوء الشوارع والاختفاء النسبي للاختناق المروري رغم تطبيق البصمة بالكامل، فضلاً عن انسيابية حركة السير في أوقات الذروة المعهودة لدى الخروج للدوام والانصراف منه.
وكشفت الجولة عن تسابق الموظفين لإثبات الحضور بالبصمة خشية الوقوع تحت طائلة القانون، ففي المؤسسة العامة للرعاية السكنية بادر 250 موظفاًَ إلى تحديث بصماتهم بعد أن كانوا معفيين منها، ومن بينهم قياديون.
واكتظ مجمع الوزارات بالعديد من الموظفين الباحثين عن استثناءات للسماح لهم بالتأخير ساعة على غرار موظفي هيئة البيئة، وقوبل ذلك بتأكيد مصادر مسؤولة أنه لا تهاون مع المتكاسلين الذين جاءت البصمة على غير هواهم، وسيحال المتغيبون إلى جهات التحقيق.
القبس جالت في اروقة المجمع الذي زاد فيه عدد الموظفين المراجعين للشؤون الادارية اكثر من المعتاد في وزارات الدولة، ومنها المالية والشؤون والأوقاف والعدل والتجارة.
وأكدت مصادر مسؤولة في تلك الوزارات أن عدد الموظفين كان لافتاً امس، اضافة الى التزام المديرين بتطبيق القرار الذي نص على تواجدهم والغاء عدم تبصيمهم.
واشارت المصادر إلى أن عدد الموظفين الذين التزموا بالدوام امس فاق %92، وبلغت نسبة الإجازات الرسمية %8.
«السكنية»: 250 موظفاً عادوا للعمل.. بعد تطبيق البصمة
باشرت المؤسسة العامة للرعاية السكنية تفعيل بصمة الموظفين بلا استثناء إلا لعشرة موظفين، وعلى رأسهم المدير العام والوكلاء المساعدون، في حين عاد أكثر من 250 موظفاً إلى التبصيم بعد غيابهم الفترة الماضية.
وتابعت أمس الشؤون الإدارية في «السكنية» نظام البصمة الذي شهد ازدحاماً من قبل الموظفين الذي اصطفوا في طوابير لتأكيد حضورهم، في حين فوجئ بعضهم بعدم تعرف الأجهزة المنتشرة على بوابات المؤسسة على بصماتهم والحاجة إلى إجراءات جديدة.
وسمحت المؤسسة بـ30 دقيقة اضافية لتكون الساعة الثامنة صباحاً موعداً رسمياً لبدء العمل، في حين يعاقب كل من يتجاوزها بدقيقة بخصم من الـ 3 ساعات المسموحة شهرياً، وفي حال تم تجاوزها يتم تنفيذ قوانين العقوبات الأخرى التي تصل إلى خصم جزء من راتبه.
«التربية»: الحضور «صفر» في بعض المدارس.. رغم تطبيق البصمة
شهدت وزارة التربية أمس حالة من الهدوء والسكون رغم بدء تطبيق البصمة على جميع الموظفين وإلغاء جميع الاستثناءات عدا العاملين في المدارس وموجهي المواد الدراسية، وبدا الكثير من مكاتب الموظفين شبه خالية والمواقف فارغة من المركبات.
وعلى صعيد دوام الطلبة، بلغت نسبة الحضور في عدد من المدارس صفرا، لا سيما بالمرحلة الثانوية، بحسب ما أبلغت مصادر ميدانية مطلعة، بينما تفاوت حضور التلاميذ في باقي المرحل الاخرى، وكانت نسبة الغياب كبيرة جداً، لكن المعلمين التزموا.
وأكدت مصادر مطلعة أن يوم أمس دوام رسمي سواء للطلبة او الموظفين وتنطبق عليهم آلية الحضور والغياب.
.. وموجهون يعتصمون اليوم: عملنا ميداني.. والتبصيم مرفوض
تأكيداً لما نشرته القبس قبل أيام بشأن استياء أعضاء التواجيه الفنية في مختلف المناطق التعليمية غير المشمولين بقرار تأجيل البصمة وتهديدهم بالتصعيد، أعلن الموجهون عن تنظيم اعتصام اليوم أمام المبنى رقم 1 بوزارة التربية، وذلك اعتراضا على فرض البصمة عليهم.
واكدوا في تصريحات صحافية امس أن نظام البصمة يتعارض مع طبيعة عملهم التي تتطلب تواجدهم في الميدان التربوي، وقيامهم بزيارات ميدانية، مبينين انهم التزاموا بتنفيذ البصمة، أمس، الا انهم لم يغادروا مكاتبهم ولم يقوموا بزيارات ميدانية للمدارس.
«الأشغال»: غياب ملحوظ
في وزارة الأشغال لم يختلف الحال عن باقى الجهات الحكومية، إذ شهدت الوزارة غيابا ملحوظا بين موظفيها، الذين يقدر عدد من يداومون في ديوانها العام قرابة 3 آلاف موظف.
ومن جهته، قال الوكيل المساعد لقطاع الشؤون المالية والإدارية والقانونية في الوزارة حمد الغريب إن الأشغال مثل غيرها كان بها استثناءات لبعض العاملين في الوزارة وفقا لقرارات ديوان الخدمة السابقة، ومن هؤلاء من أمضوا 25 عاما في الخدمة وأصحاب الوظائف الإشرافية وبعض العاملين في المواقع الخارجية، والعقود الخاصة.
وأضاف الغريب أنه ابتداء من أمس فإن جميع العاملين في الوزارة البالغ عددهم 13 ألف موظف يعملون في 35 موقعا ملزمون بالبصمة دون استثناء عدا القياديين، والمعاقين من أصحاب الإعاقة الشديدة والمتوسطة.
وذكر أن معظم المواقع الخارجية يوجد بها أجهزة بصمة، لافتا إلى أن المواقع التي لا يوجد بها أجهزة حاليا يلتزم العاملون بها بالتوجه إلى أقرب موقع به بصمة إلى أن يتم تركيب الأجهزة في المواقع التي لا يوجد بها.
وأشار إلى أن من لا يلتزم بالبصمة سيتم تطبيق قرار ديوان الخدمة عليه واعتباره غائبا، ولو انقطع الموظف 15 يوما فذلك الأمر يعود إلى السلطة التقديرية للوزارة ويتم التعامل مع تلك الحالات بحسب قانون الخدمة المدنية.
وذكر أنه خلال الفترة الماضية شهدت الوزارة ارتفاعا في نسبة تقديم طلبات التقاعد مقارنة بالأعداد المعتادة، مرجحا أن يكون ذلك بهدف الاستفادة من قانون المعاقين الذى يتيح التقاعد للمعاقين أو من يعولهم بعد 15 عاما من الخدمة وهو إجراء مغر للكثيرين.
دعوى قضائية تطالب بإلغاء البصمة: تنقل الفيروسات.. وتسبِّب السرطان
لم تمض ساعات قليلة على إعلان بدء تطبيق البصمة في جميع جهات الدولة، حتى تم التقدم بدعوى قضائية أمام المحكمة الإدارية تطالب بوقفها في كل الوزارات الحكومية والهيئات الرياضية.
وقال المحامي محمد الأنصاري في الدعوى التي تقدم بها أمس: هناك الألوف من الموظفين يتوجهون يوميا إلى أشغالهم ومؤسساتهم، ولم يخطر ببالهم أن تلك الأماكن قد تكون سبباً في نقل الأمراض والفيروسات الخطرة، ما يؤدي في النهاية إلى الإصابة بالسرطان.
ولفت في دعواه الى أن هناك خطورة من استخدام جهاز البصمة المستخدم في عدد كبير من المصالح الحكومية والخاصة من أجل إثبات الحضور والانصراف.
واضاف: لقد ثبت أن تلك الأجهزة يمكنها نقل عدوى الفيروسات من شخص مصاب لآخر، مؤكدا ان استمرار استخدام تلك الأجهزة سيؤدي إلى أخطار جسيمة يتعذر تداركها، ومن جانب آخر، فإن استخدام جهاز البصمة من جميع موظفي الدولة دون تفرقة أمر يخالف مبدأ العدالة، فمن أفنى واجتهد في عمله يجب أن يكافأ لا أن يتساوى مع باقي الموظفين.
«الكهرباء»: حضور خجول
شهد اليوم الأول لتطبيق قرار البصمة حضورا خجولا من العاملين داخل أروقة وزارة الكهرباء والماء، إذ شهدت الساعة الأولى من دوام أمس قيام مئات الموظفين بالحضور للوزارة والتبصيم في ظل غياب ملحوظ من قبل الكثيرين لتزامنه مع يوم عاشوراء.
وفيما جددت نقابة العاملين بالكهرباء مطالبتها بإعادة النظر في القرار، أكد وكيل الوزارة م. محمد بوشهري الالتزام التام بتطبيق القرار على جميع الموظفين بداية من القياديين العاملين بها، إضافة إلى من هم بالمواقع الخارجية وذلك منذ سنوات.
وقال بوشهري في تصريح أمس، إن الوزارة حريصة على الالتزام بالعمل وتقديم الخدمات إلى المستهلكين بأفضل صورة دون أية عراقيل في جميع قطاعاتها المختلفة.
وذكر أن قرار ديوان الخدمة المدنية بخصوص البصمة واضح للجميع، مؤكدا أن أي موظف يتخلف عن الالتزام به سيتم اعتباره متغيباً وفقاً لقرار الديوان، مشيرا إلى أن الهدف من تطبيق هذا القرار هو مصلحة العمل.
مرور الجهراء: أزمة المواقف تبحث عن حل
مع بداية انطلاق البصمة على جميع موظفي الدولة، شهد مبنى مرور محافظة الجهراء أمس التزاما بالدوام من قبل الموظفين والموظفات العاملين، الأمر الذي كان ملحوظا للجميع حتى على مستوى المراجعين الذين عبر بعضهم عن الفرحة بهذا الالتزام.
وخلال جولة القبس في أروقة الإدارة، بدا أن العمل يسير بانتظام وسلاسة دون أي مشاكل، ومنهم من رأى ان الواسطة هي التي تنهي المعاملة بأسرع وقت ممكن دون انتظار الدور.
واشتكى موظفون ومراجعون من أزمة المواقف التي تبحث عن حل منذ فترة طويلة، مطالبين بضرورة تغيير المبنى كليا بمبنى جديد يشتمل على مبنى متكامل يشمل جميع احتياجات المراجع كتوفير صالات بجانب بعضها البعض بعيدا عن التنقل من مكان لآخر وخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن أسوة بمباني المرور الأخرى.
«الجامعة»: إعفاء العمداء والأساتذة خفَّف الزحام
لم تشهد جامعة الكويت زحمة في أي من كلياتها وإداراتها المختلفة والموزعة على مناطق متفرقة امس، مع تعميم البصمة من قبل ديوان الخدمة المدنية على موظفي الدولة، حيث كان الوضع طبيعياً ولم يختلف عن الأيام الماضية.
موظفون وإداريون أشاروا الى ان بقاء الأوضاع على طبيعتها بالجامعة وعدم وجود زحام او طوابير على اجهزة البصمة في كليات الجامعة المختلفة، يرجع الى استثناء الكثير من العاملين في الجامعة، من قرار البصمة، كالعمداء والعمداء المساعدين، اضافة الى اعضاء الهيئتين التدريسية والأكاديمية ومدرسي اللغات. في المقابل، طبقت البصمة على من كانوا معفيين منها، كالمديرين الاداريين، والموظفين والمراقبين، والتزم معظمهم بالوصول مبكراً لاثبات حضورهم بأجهزة البصمة، ولوحظ أن بعضهم لا يعلم عنها شيئا وكانوا يستفسرون من زملائهم ومن موظفي الامن عن اجهزة البصمة وطريقة استخدامها، اضافة الى مواقعها واعدادها في الكليات والادارات، مع كيفية نظام عملها.
أمين عام «نزاهة» لـ«القبس»: البصمة الإثبات الوحيد للحضور والانصراف
قال أمين عام الهيئة العامة لمكافحة الفساد «نزاهة» بالإنابة، د. محمد بوزبر، لـ القبس، إنه تم أمس تطبيق نظام البصمة كإثبات وحيد للحضور والانصراف على كل موظفي الهيئة من إشرافيين وتنفيذيين.
وأضاف بوزبر أن تطبيق البصمة جاء بناء على قرار مجلس الأمناء في اجتماعه رقم 16 لسنة 2017، المنعقد الأسبوع الماضي، مفيدا أنه تم اتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة نحو وضع هذا القرار موضع التنفيذ، وذلك تنفيذاً لقرار مجلس الخدمة المدنية الصادر رقم 8 لسنة 2017.
إلى ذلك، لم تشهد مداخل ومخارج الهيئة أي ازدحامات من قبل الموظفين، كما شهدتها جهات أخرى، كما لم يستثنَ أي موظف منها أو إداري، وتم تفعيل البصمة أمس لعدد من الموظفين والإداريين ممن تم استثناؤهم سابقاً.
انسياب مروري
رغم تطبيق البصمة على جميع العاملين في جهات الدولة بلا استثناء امس كان من اللافت انسيابية الشوارع والطرقات في معظم الأوقات، فضلاً عن الهدوء المروري في المناطق التي تشهد زحمة مع بدء الدوام ولدى الخروج منه، كما تراجع معدل الحوادث المرورية، وتواجد الدوريات الأمنية والمرورية في كثير من المناطق والشوارع الرئيسية.
لقطات
* عبر مسؤولون في جهات الدولة عن سعادتهم بالتزام الموظفين بالحضور، مشيرين إلى أن تطبيق القانون كفيل بضبط الأوضاع.
* تفادت المؤسسة العامة للرعاية السكنية الأزمة المتوقعة في مواقف السيارات، وأصدرت تعاميم تمنع غير الموظفين من الدخول عبر بوابتها الرئيسية بمركباتهم باستثناء أصحاب الإعاقات.
* شهدت وزارة التربية موجة استياء في أوساط الموجهين الفنيين احتجاجاً على شمولهم بنظام البصمة، معلنين عن تنظيم اعتصام اليوم.
* شدد مصدر مسؤول في مجمع الوزارات على أن الكثير من المتغيبين اتُّخذت بحقهم الإجراءات القانونية امس.
* عبر موظفو هيئة البيئة عن ابتهاجهم بالقرار الذي يسمح لهم بالتأخير ساعة في بداية الدوام على أن يعوضوها نهاية اليوم.
* كان من اللافت في بعض الجهات الحكومية حضور كثير من العاملين الذين لم يداوموا منذ أشهر.. حيث كان عملهم ميدانياً أو أنهم كانوا من الفئات المعفاة من البصمة.
* «وين جهاز البصمة؟».. كان هذا التساؤل لسان حال بعض الموظفين الذين لم يكونوا يحضرون في أروقة جهاتهم الحكومية.
* كان من اللافت مشهد الطوابير والتسابق على إثبات الحضور بالبصمة في كثير من الجهات.
القبس