“سايكوب” أوَّل مهرجانٍ بمصر لدعم التفكير العلمي لدى الأطفال
انطلقت الأحد 16 أكتوبر/تشرين الأول 2016 في مدينة طنطا 85 كيلومتراً شمال القاهرة فعاليات أول مهرجان علمي للأطفال بمصر والذي تستمر فعالياته ثلاثة أيام لجذب الأطفال إلى دراسة العلوم بطريقة تفاعلية تجمع بين الحقائق العلمية والترفيه.
تنظيم المؤتمر جاء بمبادرة من 5 شباب عاشقين للعلوم، هم: “الطبيب سعد لطفي، ومحمود كشك الطالب في السنة الأخيرة بكلية الهندسة، ومحمود عبد الحي الطالب بجامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا، ومي السيد المتخصصة في الجيوفيزياء، ولمياء نائل طالبة الماجيستير في الجامعة الأمريكية” مع مؤسسة “فصلة”، وهي إحدى الشركات المصرية التي تقوم بتبسيط العلوم، بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، ومركز بحوث تنمية إقليم الدلتا بطنطا، بالاشتراك مع مكتبة الإسكندرية، والجامعة الأمريكية، ومركز القبة السماوية، ومؤسسة “ناشيونال جيوغرافيك”، الجمعية العلمية لطلاب كلية العلوم في طنطا، بالإضافة إلى أكثر من 40 مبادرة علمية مختلفة.
ويهدف المهرجان كما قال سعد لطفي منسق الفعالية وخريج كلية طب الأسنان بجامعة الأزهر، لـ”هافينغتون بوست عربي”: إن تنظيم المهرجان في طنطا يهدف إلى خلق مجتمع علمي للأطفال في منطقة تفتقر لكثير من الأنشطة العلمية، ومن أجل غرس روح الابتكار، وحرية الإبداع عن طريق تقديم وشرح وتفسير بعض الموضوعات والظواهر العلمية، بالإضافة إلى دعم مهارات التفكير العلمي، وبناء قاعدة معرفية علمية سليمة.
علمي وأدبي
وأضاف لطفي، أن تبسيط العلوم المختلفة للأطفال، ينعكس بالإيجاب على الأطفال ما يسهم في زيادة وعيهم بقيمة العلم والتفكير العلمي مما ينمي لديهم حب الدراسة العلمية للحد من ظاهرة إقبال الطلبة في مصر على الدراسة بالقسم الأدبي في الثانوية العامة بمصر.
وأشار لطفي، إلى أن الإحصائيات الرسمية المصرية، تؤكد أن نسبة طلاب القسم العلمي في الثانوية العامة قدرت بنحو 70% من إجمالي عدد الطلاب في عام 1970، مقابل 30% بالقسم الأدبي، إلا أن هذه النسبة تغيرت وبشكل مفزع حيث بلغت نسبة الطلاب الملتحقين بالقسم العلمي نحو 31% عام 2008، مقابل 69% للقسم الأدبي، وهذا يؤكد عزوف الطلاب عن دراسة العلوم.
وأكد سعد، أن المهرجان يحمل رسالة إلى أولياء الأمور من خلال فعالياته بضرورة تشجيع أبنائهم وتحفيزهم نحو تعلم العلوم، كما يبعث أيضاً رسالة إلى مدرسي العلوم حول تطوير مهاراتهم التعليمية، وذلك من خلال عرض المواد العلمية للطلاب، وخاصة الأطفال بشكل تفاعلي.
العلم بالترفيه
وتتضمن فعاليات المهرجان ورش عمل في المجالات العلمية والهندسية ،بالإضافة إلى عرض مجموعة من الألعاب الترفيهية القائمة على أسس علمية، وإتاحة الفرصة للأطفال لتجريب هذه الألعاب، كما يعرض المهرجان مجموعة من الأفلام العلمية القصيرة الموجهة للأطفال والتي تتميز بالجمع بين العلم والترفيه.
وسيكون متاحاً لضيوف المهرجان فرصة مشاهدة متحف للديناصورات، ومعارض تفاعلية و عروض القبة السماوية، التي سوف تقدم 15 موضوعاً مختلفاً.
العلم في حياتنا اليومية
يأتي تنفيذ المهرجان الذي يقام في مقر مركز بحوث تنمية إقليم الدلتا في مدينة طنطا. أشبه برحلة قطار ينتقل فيها الطلاب من محطة علمية إلى محطة أخرى، فهو يستهدف الأطفال في الفئة العمرية من 5 إلى 15 سنة، في المقام الأول، وذلك من خلال الموضوعات التي يطرحها المهرجان، فكل محطة تضم بعض الموضوعات التي تعرض بأسلوب وشكل مميز عن الأخرى.
ويتوقع سعد أن يشارك في فعاليات المهرجان نحو 2000 طفل، بالإضافة إلى أولياء الأمور الذين يشاركون أبناءهم في الفعاليات.
لماذا نحتاج إلى أكثر من مهرجان علمي
وأشار سعد في حديثه مع “هافنغتون بوست عربي”، أن تعليم العلوم في مصر يواجه الكثير من التحديات، وأهمها عدم تعليم الطلاب مهارات التفكير العلمي، ما أدى إلى ظهور ما يعرف بالعلم الزائف من بعض الطلاب في مراحل التعليم المختلفة، لذلك يجب أن يكتسب الطلاب مهارات التفكير العلمي، لكي نتجاوز تلك الأزمة، والتي يمكن استخدامها في الحياة اليومية للتغلب على المشاكل التي يواجهونها، والخروج بحلول وفق أساس ومنطق علمي سليم.
كما أن تعليم الطلاب مهارات التفكير العلمي، يمنحهم فرصة جيدة لإكساب المعارف والخبرات العلمية المتراكمة التي تساعدهم في بناء قاعدة معرفية سليمة، ووفقًا لاختبارات “TIMSS” التي تقوم بقياس مهارات الطلاب في”المعرفة، التطبيق، والتفكير” في مجال العلوم والرياضيات، كان متوسط درجات الطلاب المصريين لم يتجاوز 400 في الاختبارات في حين أن الدرجة المتوسطة تبلغ 500 مما يوضح غياب بعض الثقافة العلمية لدى الطلاب. لذلك يعد مهرجان “سايكوب” للعلوم، خطوة أولى نحو مجتمع مثقف علميًا، ولديه القدرة على أن يواكب العصر وما يقدمه من علوم واختراعات.
المصدر: هافنغتون بوست