كتاب أكاديميا

إصلاح التعليم العام قبل الاختبار الوطني | ا. د. بهيجة بهبهاني  

صرح وزير التربية، وزير التعليم العالي بان «موضوع اختبارات القدرات يحتاج الى معالجة، والاختبار الوطني سيكون بديلا عن اختبار القدرات في جامعة الكويت».

ان كثيرا من خريجي المرحلة الثانوية يعانون من تباين كبير بين نتائج الثانوية العامة ونتائج اختبارات القدرات، والذي هو شرط القبول في كليات جامعة الكويت. إن نتائج اختبار القدرات الحالية تمنع الطالب الحاصل على تقدير امتياز أو جيد جداً في الثانوية العامة من الالتحاق بالجامعة أو بالكلية التي يريدها. وهذا التباين يجعل كثيرين يتساءلون لماذا طوال السنوات الماضية لم تتم دراسة السبب؟! وبناء على نتائج الدراسة يتم وضع الحلول الإيجابية للارتقاء بمستوى الطلاب في مراحل التعليم العام المختلفة.

إن اختبار القدرات يعتبر معياراً موحداً لجميع الطلاب والطالبات المتقدمين للالتحاق بالجامعة، واعتقد انه لا يحتمل أن يكون سبب رسوب الطلبة المتفوقين بالثانوية هو هذه الاختبارات، حيث انها اختبارات مقننة وتقيس مهارات الطلاب والطالبات بدقة شديدة، والاحتمال الكبير هو انه يوجد خلل في نسب الثانوية العامة، والتي لا تعكس المستوى الحقيقي للطلاب والطالبات.. وهنا يجب على المختصين اعادة النظر فيما استفاد منه الطلاب والطالبات من حقائق ومفاهيم علمية خلال دراستهم في المرحلة الثانوية، وما قبلها من المراحل التعليمية.

ان المعلمين – وبخاصة المعلمون الوافدون – يقومون بتقديم ملخصات موجزة عن مضمون الكتاب لطلبتهم، خوفا من رسوبهم باعداد كبيرة، وبالتالي معاقبة المعلم والاستغناء عن المعلم الوافد، وبهذا يتساهل المعلمون في الشرح، ويلغي بعضهم بعض الدروس!

وهذا الامر غير الطبيعي يعانيه الاساتذة في قسم العلوم عند التحاق خريجي الثانوية العامة بكلية التربية الاساسية، حيث يطالبوننا باختصار المنهج الدراسي واعطائهم مذكرات مختصرة للمقرر الدراسي، كما كان الامر في التعليم العام.

ان طرق التدريس القديمة والمتبعة في مراحل التعليم العام، تجعل من الطالب مجرد آلة لتسجيل المعلومات، بدلاً من أن تعلمه الابداع والتفكير الخلاق الذي يتطلبه اختبار القدرات، كما ان المناهج الدراسية لا يتناسب مضمونها والثورة التقنية في العالم، حيث تم الاعتماد في اعداد المناهج على الكم وليس الكيف، فيما الحل يكمن في تقييم المقررات والمناهج الحالية واجراء دراسة لمعرفة مدى كفاءة هذه المقررات، وهل تتطلب الغاء ام تغييرا ام تطويرا، وذلك قبل تطبيق «الاختبار الوطني».
 أ.د. بهيجة بهبهاني

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock