أحدث وسائل الغش: سماعة مغناطيسية بـ 60 ديناراً
مع انطلاق اختبارات الثانوية العامة كل عام، يلجأ الطلبة الغشاشون إلى وسائل تقنية حديثة للسطو على المعلومات، والحصول على نجاح «بطعم الفشل». هؤلاء الغشاشون ومعاونوهم يستغلون التطور التكنولوجي المتسارع، وبعد أن ظهرت العام الماضي الكروت الذكية والملصقات التجارية عبر عبوات المياه المعدنية استحدثت هذا العام ما يسمى «السماعات المغناطيسية».
وأكدت مصادر تربوية لـ القبس ان السماعات المغناطيسية تعد الوسيلة الأحدث في عمليات الغش، وتم اكتشافها فقط منذ أيام، وضبط العديد من طلاب الصف العاشر والحادي عشر بها داخل اللجان في عدد من المناطق التعليمية.
وبيّنت ان الطالب الغشاش يقوم بوضع السماعة الصغيرة جداً في الحجم تحت لسانه قبيل دخول اللجنة لضمان عدم اكتشافها بسبب الإجراءات المشددة وعمليات التفتيش الدقيقة من قبل الملاحظين بناء على تعليمات القيادات التربوية، موضحا انه يستخرجها دون أن يراه أحد ويضعها داخل اذنه.
وأشارت الى ان عملية اكتشاف هذه الوسيلة صعبة جدا لصغر حجم السماعة، وبعد انتهاء الاختبار يقوم الطالب باستخراجها عبر مغناطيس صغير الحجم بمجرد تقريبه للأذن يقوم بسحب السماعة، محذّرا من خطروتها على صحة الطلاب.
كيف تُكتشف؟
وحول كيفية اكتشاف الأمر، قالت المصادر هناك في الكنترول ما يسمى بـ «لجنة التدقيق» وهي المسؤولة عن مراجعة درجات الطلاب خاصة المنازل والمسائي، وتبين ان الكثير منهم يدّون إجابات نموذجية يحصلون على درجات عالية رغم تواضع مستواهم، ومن خلال التركيز عليهم ومتابعتهم تم اكتشاف الوسيلة، وتم التعميم على جميع المراقبين في اللجان ليتبين ان الأمر منتشر بين الطلاب.
وذكرت انه من خلال عمليات البحث توصلت وزارة التربية الى وجود بعض المحلات التي ترّوج لهذه السماعات وتقوم ببيعها للطلاب حيث وصل سعر السماعة الواحدة الى 60 ديناراً، لافتا الى ان أشهر محلات البيع لوسائل الغش ومنها السماعات المغناطيسية يوجد في حولي وتحديدا بشارع ابن خلدون.
وطالبت المصادر بضرورة اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة ضد هذه الأماكن التي تعرض الطلاب للخطر وتهدد مستقبلهم الدراسي.
وأضافت: مشكلة الغش بدأت تتفاقم وتمثّل مرضاً اجتماعياً خطيراً، لا يجب التهاون بخصوصه، ومن الضروري أن توضع في مركز اهتمام إدارات المدارس ومكاتب الخدمة الاجتماعية بها وإيجاد صيغة للتعاون بين المنزل والمدرسة، لمواجهتها والقضاء عليها بوصفها سلوكاً غير مرغوب وغير مشروع.
تقنية خطيرة
كشفت مصادر مسؤولة أن الجهات الطبية المختصة حذرت من خطورة السماعات المغناطيسية على الصحة، مبينة أنها تسبب مشكلات للأذن بل يمتد تأثيرها إلى المخ، مطالبة بتحرك وزارتي الداخلية والتجارة لضبط عمليات بيعها للطلبة.