طلبة الجامعة: الأساتذة يشجعون تجارة البحوث ويضيعون جهودنا
اعتبر عدد كبير من الطلبة أن البحوث العلمية التي يطلبها منهم أساتذتهم أداة غير مناسبة لتقييم مستوى الطالب الدراسي في جامعة الكويت، وأنها تسلب حقه من خلال اوراق بحثية لا تتعدى السبعين ورقة.
تعد البحوث العلمية من أهم السبل المتعارف عليها في مؤسسات التعليم العالي لتقييم مستوى الطالب عند الانتهاء من المقرر الدراسي، فالعديد من الأساتذة يطلبون مشروع بحث يقوم به الطالب قبل الانتهاء من المقرر الدراسي كي يتم تقييمه وإنصافه في الدراجات النهائية، إلا ان هذه الظاهرة اعتبرها الطلبة ظلما لجهودهم التي بذلوها في الدراسة والسعي من أجل النجاح بها، إلا أن «المضحك المبكي» لديهم هو تقييم جهودهم على بحوث علمية يتم اقتباسها من الانترنت وتباع بمبالغ باهظة الثمن في مكتبات خدمة الطالب.
ولإدراك ما تعنيه البحوث العلمية لطلبة الجامعة ومدى أهميتها بنظرهم خلال الدراسة جالت «الجريدة» في حرم جامعة الكويت بمنطقة الشويخ، والتقت الكثير من الطلبة الذين فتحوا قلبهم وأعربوا عن آرائهم، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية قال الطالب حسين الموسوي إنه لا أحد يختلف مع اعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت على أهمية البحوث في المجال العلمي والدراسي للطلبة، ولكن مما يخيب أمل الطالب هو ان البحوث أصبحت اداة لتقييم كافة جهود الطالب في المحاضرة، بحيث يتفق بعض الاساتذة في جامعة الكويت أن يعطي نصف الدرجة الخاصة بالمقرر الدراسي على البحث بحيث يكون 50% من مجهود الطالب مبنيا على اوراق A4، خلال المسيرة العلمية، وهذا من الأخطاء الشائعة، بحيث هناك اختبارات يجب التقييم من خلالها ومسائل الحضور والغياب، ولا يشترط المجهود الشخصي للطالب بأن يقدم بحثا علميا.
عامل أساسي
أما الطالب محمد يوسف فيرى أن البحوث العلمية في جامعة الكويت أصبحت تشكل عاملا أساسيا خلال تقييم مستوى الطلبة الدراسي، «ونجد أن الأساتذة في جامعة الكويت يطلبون من الطلبة بحوثا علمية تصل أوراق البحث الواحد إلى 70 ورقة موضحة بها كافة تفاصيل البحث العلمي، وما يرتكز عليه من أسس علمية، بينما نرى الأساتذة يهتمون بملخص البحث الذي يكون عادة آخر الأوراق، ولا نعرف ما الحكمة من حرص الاستاذ على كثافة الاوراق الخاصة بالبحوث العلمية.
وسائل تقليدية
وبدوره قال الطالب عبدالله علي إن لوسائل التكنولوجيا الحديثة عدة مهام أكاديمية، ولو نظرنا لوجدنا أن الجامعات الاخرى في الكويت تطبق مشاريع البحوث العلمية على «الفلاش ميموري»، بينما نجد الوسائل المتبعة في جامعة الكويت هي الأوراق المطبوعة، ويكون الغلاف الخاص بها مزودا باسم الطالب واسم البحث العلمي. ومن منظور آخر نجد أن البحوث العلمية أصبحت تشكل نسبة كبيرة على تقييم مجهود الطلبة، بينما يظلم مجهوده الآخر في مسائل الاختبارات وعدم الغياب في المحاضرة الدراسية.
تقييم مادي
وأوضحت الطالبة عبير القلاف أنه في الوقت الحالي قد كثرت المكتبات التي تختص في مجال البحوث العلمية ومساعدة الطلبة، ونجد ان الاساتذة في جامعة الكويت يلزمون الطلبة إعداد البحوث دون التدقيق عليها بالكامل، ولكن الاهتمام يكون فقط بخلاصة البحث، وبينما يحتاج الطلبة إلى الاساتذة في كيفية عمل البحث، الا اننا نجد ان الاساتذة في جامعة الكويت يرشدون الطلبة إلى اماكن المكتبات والتقييم لأسعارها، من دون حث الطلبة على العناء في البحث، وإرشادهم إلى كيفية عمل البحوث حتى يستفيدوا منها في حياتهم المستقبلية.