60 شاباً يواصلون تجسيد كفاح الأجداد في رحلة الغوص
شارك 60 شاباً من النواخذة والمجدمية والغاصة والبحرية، أمس (الثلاثاء)، في اليوم الرابع لرحلة إحياء ذكرى الغوص الـ32 على متن سفينتين، بدءاً من منطقة السالمية وصولاً إلى «الهيرات» بمنطقة الخيران، وذلك إحياء لتراث الرعيل الأول من الآباء والأجداد، وتجسيداً للتضحيات التي بذلوها في سبيل الوطن.
وجاءت هذه الرحلة لتكون بمنزلة محاكاة مصغرة للمعاناة التي عاشها الرعيل الأول من الآباء والأجداد، وللظروف التي مروا بها أثناء رحلات الغوص، لكي يتعلم الأبناء الاعتماد على النفس، والتأقلم مع الظروف المناخية والبيئية، وهو ما عايشه الشباب خلال هذه الرحلة من تحديات، ومن أبرزها حرارة الطقس الشديدة والرطوبة العالية.
وبدأ البحارة يومهم في هذه الرحلة مع طلوع الفجر، حيث أدوا صلاة الفجر، وبعدها تناولوا الإفطار، ومن ثم انطلقوا بالسفينتين مع بداية شروق الشمس إلى المواقع الرئيسية للمحار وسط صيحات النهام، الذي يشدو لرفع معنويات الشباب ويحمسهم أثناء رحلة الغوص.
عمل دؤوب
وبعد حصولهم على المحار افترش البحارة ظهر السفينة لتفريغه، وقاموا بفلق المحار للحصول على حبات اللؤلؤ، التي تختلف أنواعها من حيث الحجم والشكل، فالكبير منها يسمى دانة أو حصباة أو جوهرة، والصغير منها يسمى قماشة، أما الدر فهو الذي يستخرج من داخل المحار، وعقب ذلك قام البحارة بتنظيف السفينة، ومن ثم تناول وجبة الغداء.
وكانت رحلة إحياء ذكرى الغوص الـ32، التي ينظمها النادي البحري الرياضي الكويتي برعاية أميرية سامية، انطلقت في الـ12 من أغسطس الجاري بإجراء مراسم «الدشة»، وتنتهي غداً الخميس بحضور جماهيري من الأهالي، وتسمى نهاية الرحلة بـ«القفال».
وتهدف رحلة الغوص الـ32 إلى إحياء ذكرى الآباء والأجداد، وتعريف الشباب الكويتي بالمهنة الصعبة التي مارسها آباؤهم وأجدادهم في ظل ظروف صعبة ووسائل بدائية.
مواجهة التحديات بالعزم والصبر
استشعاراً لحياة الآباء والأجداد خرجت مجموعة من شباب الكويت راكبين البحر على متن سفن الغوص بمختلف أدوارهم «نواخذة ومجدمية وغاصة وبحرية»، وعايشوا تجربتهم من خلال رحلة إحياء ذكرى الغوص الـ32 بـ«الهيرات» في منطقة الخيران.
وقد امتهن أهل الكويت قديماً «الغوص على اللؤلؤ» في رحلات طويلة ومتعبة، تصل مدتها إلى أربعة أشهر، بحثاً عن الرزق، متسلحين بالعزم والصبر لتوفير العيش الكريم ولمواجهة متطلبات الحياة، إذ كان الغوص الوسيلة التي تؤمن حياة الإنسان الكويتي، لأنه مصدر رزقهم عن طريق المحصول الذي يجنونه من اللؤلؤ طوال فترة الرحلة.