يا دكتورة .. للحقوق حدود
تابعت كما تابع غيري قضية أستاذة في جامعة الكويت طلبت من طالباتها إما نزع الحجاب أو الخروج من القاعة، وذلك بحجة التفتيش عن السماعات والتأكد من عدم الغش، ونتج عن ذلك رفض بعضهن ذلك وفضلن الخروج من الإختبار النهائي. وقد يترتب على ذلك حرمان الطالبات من درجاتهن وإعطائهن حقوقهن.
طبعاً لست مهتماً بطبيعة الأستاذة وميولها الفكري ولا حتى تعاملها المعتاد مع طالباتها، إنما القضية هنا قضية حدود .. سواء حدود قانونية/مدنية أو قد تتصل للحدود الشرعية. نقر بكل إحترام حق الدكتورة التأكد من صاحبات النقاب من هوياتهن، وكذلك التأكد من صاحبات الحجاب عن وجود أي وسائل تكنولوجية للغش، بشرط أن يكون الكشف مؤقت فينتهي. ولكن نرفض رفضاً قاطعاً طلبها بنزع الحجاب طوال المحاضرة أو حتى لجزء من المحاضرة، فكل قاعة دراسية لها نوافذ قد يرى منها المارة. بل بالنسبة لي أرفض من يقول هن نساء ولا يهم، بل هذا عذر واهن، فليس من حق أحد أن يطلب من الأخر أن ينزع شيء أو يلبس شيء تحت أي حجة وظرف. حتى وإن كان المحيط كله نساء، فللطالبة الحق بلبس حجابها لأسباب شخصية غير تلك الشرعية.
أقدر شجاعة الطالبات اللاتي رفضن هذا الطلب الغريب وفضلن الخروج لغيرتهن على الحدود الشرعية وعدم نزع الحجاب، لأمر كان من الممكن أن يحل بطريقة أفضل. على إتحاد الطلبة وإدارة الجامعة وقف هذه الممارسات الغريبة وأن تكون هناك حدود وآليات للتعامل بمثل هذه القضايا لحفظ حقوق الجميع، سواء الأساتذة أو الطلبة. ولا يمكن أن تترك الأمور هكذا بفوضوية بلا ضوابط عامة تنسق هذه القضايا وتحفظ حقوق الجميع، فلسنا في غابة حتى “يحكم” كل شخص كيفما يريد.
من أيد الدكتورة على فعلها فإننا نقول أن للطالبات حقوق أيضاً خصوصاً الحقوق المتعلقة بالجانب الشرعي. ويحق للرافض لموقفها أن يسأل المؤيد لها، فيقول: وأين حقوق الطالبات؟ أليس للحقوق حدود؟
أخيراً، التعامل مع الطلبة يفترض أن يبنى على الإحترام والثقة، لا على الشك والتخوين وعدم المصداقية. فلم أسمع أن أستاذ جامعة في الخارج طلب من طالبة نزع الحجاب للتأكد من عدم وجود أجهزة للغش فيجعلون التفتيش والفحص منهجاً لهم مع سائر الطلبة، بل التعامل يكون بإحترام والإبتعاد عن سوء الظن. والأهم تقدريهم لحق المحجبة الشرعي وحريتها بلبس الحجاب. فهم أولى بهذا الطلب، ولكن سبحان الله لا نسمع عن هذه الأفعال إلا في مجتمعاتنا!!
كلنا ثقة بإدارة الجامعة وأنا على ثقة بأنهم يرفضون هذه الممارسات ويقدرون حقوق الطلبة وأن لكل تعامل حدود. ونتمنى أن نجد حل لهذه الإشكالية.
.
عبدالله العازمي
عضو هيئة تدريس – التطبيقي
رئيس تحرير جريدة أكاديميا
