كتاب أكاديميا

هاشمية الهاشمي تكتب:إعدلوا هو أقرب للتقوى

تدعو الآية الكريمة في سورة المائدة الى العدل ، والمعنى ظاهر فهي ذريعة الحصول على التقوى ، فقد حثنا الباري عز وجل بالعدل في الحياة مع القريب والغريب ، فالعدل أساس الحياة ومن كان في عدله ثابتاً .. كان من أهل التقوى .

يقتضي علينا إقرار مبدأ العدالة والتي تحقق من خلالها المساواة في المجتمع تطبيقا للمعايير الدستورية الثابتة ، لأن المساواة قد تفوت الفرصة على المصالح الخاصة والأفراد الذين يكتسبون الكثير وهم متغيبون عن العمل ، ويقوم بعملهم آخرون بلا مقابل .. وهل يحق للمتغيب بأن يحصل على أموال لا يستحقها الى جانب آخرون يعملون بكل جهد وتفاني !

قد تحدث كثير من الأمور التي لا تغيب عن مخيلتي أحداثها المثيرة للجدل ، حينما أقرأها على صفحات الجرائد اليومية وتصدر من إحدى الهيئات الحكومية قانونا ب “أجر مقابل عمل” للبدون أو لأبناء الكويتيات ، ولكن هذه التسمية تطلق لعامل النظافة أو لمجموعة عمال مستأجرون من الشركات أو العمالة المنزلية على سبيل المثال ، وليس لأشخاص مثقفين يحملون شهادات عليا كالبكالوريوس أو الماجستير بتخصص مرموق .. أين القيم والعدالة !!

هناك مطالبات كثيرة لأبناء الكويتيات للعمل .. كثيرون من أبناءهم تخرجوا ومازالوا يبحثون عن وظائف منذ سنوات ، والأعداد تتزايد يوما بعد يوم .. من هو المتسبب في تفاقم هذا الأمر؟ فمن الغريب في الأمر، مطالبة الوزارات والهيئات الحكومية بسد الشواغر في بعض التخصصات من العقود الخارجية ، والإصرار على عدم توظيف أبناء الكويتيات ، مما يزيد الأمر غرابة وخرقا لجميع المعاني الإنسانية .

من المؤكد بأن أبناء الكويتيات سوف يحصلون على رواتب متدنية  اذا تمت الإستعانة بهم ، فهم يعلمون ذلك .. فأبناء المواطن يحصلون على وظائف عديدة ، يختارون من خلاله الجهة المراد العمل بها ، أما أبناء الكويتيات فلا خيار لهم بعمل أو رأي .. أو مأوى .

وفي “سورة البقرة” آية: 136 قال تعالى : ” لا نفرق بين أحد منهم ، ونحن له مسلمون ”

الحرمان ليس عدلاً ويتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي ، ومن  كان مطيعاً لله .. كان من أهل التقوى والإنسانية ، ونبعاً لكل حائر ..

وكيف نحقق لكيان الوحدة الوطنية مكانتها المرموقة ! ونحن نبعد أبناء الكويتيات عن دائرة الاهتمام والعمل ؟؟  الحياة إختبار للإنسان ، والخير زائل إن لم نتحد وتتغير بعض المفاهيم البالية لدى البعض .

” ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتفكرون ”  سورة الحشر/ 21

أجمل الأمثلة التي ضربها الله للناس ( النمل ) فهي حشرة اجتماعيىة وقوية الإرادة ، رؤوفة تحب الخير للآخرين ، فالنمل لا يأكل طعامه لوحده ، فلو رأى غذاءً أو قطعة سكر في مكان ما، تسرع الى مساكن النمل لتخبرهم وتدعوهم للغذاء وتجمعهم ليشاركوه في قطعة الخبز أو السكر ، فالنمل ودودٌ ومحب لأقرانه .. فماذا نتعلم من سورة النمل ؟؟

فالرسول الكريم حثنا على العطف ومحبة الناس ومداراة لحوائجهم ، فاعمل الخير وكأنك تموت غداً .. لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأبيض على أسود ، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى والعمل الصالح .

وذكر أحد الأشخاص بأنه يعمل في احدى الشركات ، وفي الشركة ذاتها يوجد عدة أشخاص يحملون نفس الشهادة العلمية ، وتختلف الرواتب بينهم بإختلاف الجنسية .. صعقت لهذا الخبر وأخبروني بأن الهيئات الحكومية كذلك تطبق تلك الشروط .. فالرواتب تختلف من شخص لآخر من حيث الشهادة العلمية والجنسية معا ، وبعض الجنسيات راتبها متدني جداً(غرائب)

من البديهي بأن راتب المواطن يكون مرتفعا والأمر طبيعيا .. أما باقي الجنسيات فيجب توحيد رواتبها كونهم جميعا مقيمين ، ولم التمييز بينهم ؟ فالفروقات التعددية لا أساس لها سوى هدر كرامة الإنسان وإضعافه .. فهم ينجزون الكثير، ويعملون بجد وكفاح لساعات طويلة وهم يعلمون بأنهم الأقل أجراً ..

يقاس قوت اليوم بالجهد والعمل والكفاح .. لا بجنسية الدولة التي جاء منها .

فأحبب لغيرك ما تحبه لنفسك ، واكره ما تكرهه لنفسك ، ولا تظلم كما لا تحب أن تُظلًم ، وأحسن كما تحب أن يُحسن اليك ..

 

 

 

بقلم : هاشمية الهاشمي

Twitter  :  @H_ALHASHEMMI

Email  :  [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock