د. أنوار الهلال: هزة أرضية حديثة في الكويت!
أكاديميا| خاص
على أثر الهزة الزلزالية التي حدثت اليوم الأثنين الساعة ١٠ صباحا الموافق ٨ يوليو ٢٠١٩، ومن منطلق الإثراء العلمي والمعرفي من خلال التواصل مع المراكز العلمية والبحثية في الكويت قامت الدكتورة أنوار بدر الهلال، أستاذ مساعد تخصص جيولوجيا من قسم العلوم ” كلية التربية الأساسية” بزيارة معهد الكويت للأبحاث العلمية وإجراء مقابلة علمية مثمرة مع الدكتور عبدالله العنزي “مدير الشبكة الوطنية لرصد الزلازل ومدير برنامج ادارة الأزمات ودعم متخذي القرار” والدكتور عبدالعزيز خيري “باحث مشارك في الشبكة الوطنية لرصد الزلازل” كما وافق الزيارة حضور تلفزيون دولة الكويت للتغطية الإعلامية وطمأنة الشارع الكويتي متمثلا بقطاع الأخبار والبرامج السياسية حيث دار الحوار مع الدكتور عبدالله العنزي مراسل تلفزيون الكويت الأستاذ الفاضل نواف الشراكي.
تم خلال الزيارة الاطلاع على أجهزة رصد الزلازل والتبادل المعرفي في تحصيل المعلومات عن آلية رصد وتحليل الزلازل. وقد أفاد الدكتور عبدالله العنزي في الحديث عن سلسلة الزلازل التي تم رصدها من قبل الشبكة الوطنية للزلازل والمتعلقة بالنشاط التكتوني لسلسلة جبال زاجروس حيث كان آخرها الزلزال الذي حدث اليوم الساعة ١٠ صباحا والذي بلغت شدة ٥.٩ على مقياس رختر للزلازل (متوسط القوة ) وكانت بؤرة الزلزال على عمق ١٠ كيلومتر في غرب جمهورية ايران (شمال شرق الخليج العربي) ويقع ضمن سلسلة جبال زاجروس التي تعتبر من المناطق النشطة زلزاليا على المستوى العالمي. يبعد الزلزال مسافة ٢٦٥ كم عن مدينة الكويت وشعر فيه الكثير من المواطنين الواقعة منازلهم بالقرب من المناطق الساحلية وقد حدثت زلازل رادفة للزلزال الرئيسي بلغت شدتها ٤.٦ و ٥.٢ حسب مقياس رختر لكن تأثيرهم كان محدود وغير محسوس بالنسبة لمدينة الكويت.
هذا وقد أفاد الدكتور عبدالعزيز خيري أن الشبكة الوطنية لرصد الزلازل تستقبل الموجات الزلزالية بمزامنة ذاتية من أجهزة الرصد الزلزالية (الجيوفونات) الموزعة على ٨ محطات رصد زلازل موزعة في مناطق الكويت المختلفة بحيث تغطي المساحة الكلية للدولة، كما قام بشرح المعالجة البرمجية التي تستقبل وتحلل الموجات الزلزالية وتحولها إلى بيانات رقمية يمكن من خلالها معرفة شدة الزلازل وعمقها وبعد بؤرة الزلزال عن مدينة الكويت مما يساهم في تحديد مدى خطورتها للوصول إلى الأساليب الأمثل في اتخاذ القرار وإدارة الأزمات.
وتجدر الإشارة هنا أن آخر ما شهدته البلاد وأثير إعلاميا في الكويت في السنتين الماضيتين ما سجلته الشبكة الوطنية لرصد الزلازل يوم الأحد الموافق ٢٥ نوفمبر ٢٠١٨ في تمام الساعة ٧:٣٧ مساءا زلزالا بلغت شدته ٦.٣ درجة على مقياس رختر ضرب الحدود العراقية الإيرانية شمال شرق بغداد بمسافة ١٤٥ كم ويبعد عن الكويت مسافة ٥٨١ كم وعلى عمق ١٠ كم .
هذا وفي عام ٢٠١٧ سجلت الشبكة زلزالا أيضا يوم الأحد الموافق ١٢ نوفمبر ٢٠١٧ في تمام الساعة ٩:١٨ بتوقيت دولة الكويت وكان زلزالا بقوة ٧.٢ على الحدود الإيرانية-العراقية، وبعمق ٢٠ كيلومتر بباطن الأرض ويبعد مركز الزلزال مسافة ٦٠٠ كيلومتر شمالا عن مدينة الكويت، كما رصدت الشبكة هزات ارتدادية أكبرها بمقياس ٤.٦ رختر في نفس المنطقة.
ومن الناحية الجيولوجية فإن السبب الرئيسي لهذه الهزات الأرضية هو وقوع دولة الكويت على الصفيحة التكتونية العربية التي تتحرك مبتعدة عن الصفيحة الأفريقية بسبب فالق البحر الأحمر الذي يزيد اتساعا بمرور الزمن ومتجه شمالا عكس عقارب الساعة وباتجاه الصفيحة الإيرانية في الشمال والشمال الشرقي حيث التصادم القاري بين الصفيحة العربية والصفيحة الإيرانية وتعتبر سلسلة جبال زاجروس (ايران) وطوروس (تركيا) هي إحدى نتائج التصادم القاري المسبب للزلازل.