«التسرُّب» مشكلة تواجه المؤسسات التعليمية .. وتكلف الدولة مئات آلاف الدنانير سنوياً
مشكلة التسرب الطلابي في المؤسسات التعليمية قضية تعاني منها مختلف الكليات في جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، اضافة الى وزارة التعليم العالي، متمثلة في البعثات الخارجية.
مصادر مطلعة ذكرت أن مشكلة التسرب تكلف الدولة مئات آلاف الدنانير سنويا، جراء ترك الدراسة، ما يعد هدرا للمال العام.
مراقبون أكدوا أن للتسرب عدة اسباب أبرزها ضعف في المخرجات التعليمية من الثانوية العامة، اضافة الى ضعف في مستوى اللغة الانكليزية وقبول الطلبة في تخصصات لا يرغبون الدراسة بها، مبينين ان عزوف الطلبة عن إكمال الدراسة الجامعية ايضا يكون بسبب عدم تيقنهم من الحصول على وظيفة مستقبلاً.
ويضيف المراقبون «أصبحت قضية التسرّب من مقاعد الدراسة، الشغل الشاغل لدى الجامعات، لتحديد أسباب انتشار تلك الظاهرة التي تعد من أهم المشكلات الحياتية التي تؤرق الأسر وتهدد مستقبل أبنائهم».
واعتبر المراقبون أن غياب الإرشاد الأكاديمي والتوجيه المهني على أيدي متخصصين المشكلة الأولى والأهم في ظاهرة التسرب الدراسي من الجامعات، وفي الوقت نفسه هما الحل، فالإرشاد الأكاديمي والتوجيه المهني يمكنهما التعامل مع كل المشكلات السابقة بالقياس والتحليل والتوجيه، واضعين في الاعتبار حاجة سوق العمل، قبل وأثناء الدراسة الجامعية.
وقال استاذ تكنولوجيا التعليم في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د. بدر الخضري إن عدة أسباب تؤدي إلى تسرّب الطلبة من الجامعات تحدث مجتمعة أو متفرقة، منها عدم وجود أهداف ورؤية واضحة لدى بعض الطلبة وضعف مخرجات التعليم العام.
وأضاف أن من أسباب تسرب الطلبة من الجامعات تدني الدخل لدى الأسرة، حيث إن الطالب يفكر جديا في الانسحاب من الجامعة والتوجه إلى سوق العمل من أجل رفع المستوى المعيشي لأسرته.
المعدل الدراسي
فيما أكد استاذ المناهج في كلية التربية د. محمد الكندري أنه لوحظ أن إجراءات القبول مؤخرا تعتمد على آلية المفاضلة حسب المعدل الدراسي فقط دون الأخذ في الاعتبار الميول المهنية والقدرات الذهنية المختلفة لدى الطلاب، حيث إن ذلك يؤدي إلى قبول الطلاب في تخصصات لا تناسبهم في أغلب الأحيان.
وأضاف أن الإرشاد الأكاديمي لطلاب المرحلة الثانوية مهم جداً لرفع الوعي الذاتي لميول الطالب وكذلك بمتطلبات سوق العمل في المجتمع، حيث يساعد ذلك أصحاب المعدلات العالية من خريجي الثانوية على التوجه إلى التخصصات المختلفة التي تناسب ميولهم وقدراتهم ورغباتهم بغض النظر عن الضغوط الاجتماعية والأسرية التي تجبر الطالب على تخصصات معينة.
الظروف المعيشية
من جانبه، بين استاذ القانون د. يوسف الانصاري أن السبب الرئيسي الذي يواجه الطلبة يكمن في السنتين الأوليين وبشكل خاص عند طلبة الكليات العلمية لتخصصات الهندسة والطب والعلوم، بسبب صعوبة المقررات الدراسية بشكل عام، لافتا الى أن غالبية الطلبة من خريجي التعليم العام يدخلون للجامعة ليصدموا بواقع آخر على الرغم من تفوقهم الدراسي في المرحلة الثانوية.
إهدار تربوي
أكد محمد الكندري أن التسرب هو إهدار تربوي وتأثيره سلبياً على جميع نواحي المجتمع وبنائه، فهو يزيد من حجم الأمية والبطالة ويضعف البنية الاقتصادية الإنتاجية للمجتمع والفرد، ويزيد من الاتكالية والاعتماد على الغير في توفير الاحتياجات، ويزيد من حجم المشكلات الاجتماعية من انحراف الأحداث والجنوح كالسرقة والاعتداء على الآخرين وممتلكاتهم، ما يضعف خريطة المجتمع ويفسدها.
الظروف المعيشية
أوضح يوسف الأنصاري أن الظروف المعيشية للطالب لها دور بارز في الحالتين، ففي المجتمعات المترفة بشكل عام تجر الطالب الى عدم الاهتمام والحرص على شهادة ذات مستوى أكاديمي عال خاصة في المجال العلمي، على عكس ما نراه في المجتمعات البسيطة.
القبس