دعوة أكاديمية وصحية إلى دعم اختبار مسحة عنق الرحم في الكويت
توقعات بارتفاع الإصابات بثلاثة أضعاف بحلول عام 2035
ذكرت استشاري أمراض النساء بوزارة الصحة د.ايمان التوحيد أن اختبار مسحة عنق الرحم يعد حجر الأساس للوقاية من سرطان عنق الرحم، مضيفة أن العديد من النساء لم يجرين هذا الفحص نهائيا.
وبينت د. التوحيد أنه في عام 2012 تم تشخيص 34امرأة مصابة بسرطان عنق الرحم وتوفيت 12 منهن نتيجة هذا المرض، مبينة أن الأرقام السابقة لا تعكس العدد الفعلي لحالات النساء المصابات بسرطان عنق الرحم في الكويت لعدم وجود برنامج وطني للفحص والتقصي، أي أن هناك نساء بيننا قد أصبن بسرطان عنق الرحم ولم يتم كشفه بعد أو بالمراحل الأولية من سرطان عنق الرحم قبل انتشاره.
واستطردت د.التوحيد قائلة: “أنه إلى حد الآن لم يحظى سرطان عنق الرحم على الاهتمام الذي يستحقه، ليس في الكويت فحسب، لكن في الخليج بأكمله مرجحة ذلك إلى أسباب عديدة منها محدودية الوصول إلى المعلومات بالنسبة إلى المهنيين الصحيين والناس، وعدم وجود برامج وقائية وطنية شاملة ومستدامة، وكذلك نقص الأطباء المدربين جيدا، ووجود حواجز اجتماعية وثقافية مرتبطة بتشخيص سرطان عنق الرحم.
وبينت د. التوحيد أن المؤتمر الخليجي الثاني المشترك للسرطان في المملكة العربية السعودية شهد مناقشة المهنيون الصحيون من دول الخليج وبعض الجمعيات الدولية لعبء السرطان في منطقة الخليج، بما في ذلك سرطان عنق الرحم،وأوصى المتحدثون بالمؤتمر على ضرورة تطوير برامج شاملة لفحص عنق الرحم والتطعيم ضد المرض، وقد أسندت إلى وزارة الصحة في الكويت بالتعاون مع كلية الصحة العامة وغيرها من الشركاء لدى المجتمع المسؤولية بوضع برنامج وطني شامل لمكافحة سرطان عنق الرحم.
من جانبها ذكرت الأستاذ المشارك بقسم العلوم الاجتماعية والسلوكية بكلية الصحة العامة بجامعة الكويت د.إليني تولما أن المهنيين الصحيين من جميع أنحاء العالم يستخدمون اختبار PAP (المعروف أيضا بإسم مسحة عنق الرحم) كخط أول للكشف عن سرطان عنق الرحم، وهو جزء من برنامج شامل للكشف عن هذا النوع من السرطانات منذ الخمسينيات من القرن الماضي، مضيفة أن هذا الاختبار يعد بسيطا وفعالا للكشف عن سرطان عنق الرحم في مراحله الأولى والذي تزيد بها فرص المريضة للشفاء، مبينة أن الفحص المبكر ساهم بإنقاذ أرواح الكثير من المصابات والحد من العبء العاطفي والنفسي على مرضى سرطان عنق الرحم وعائلاتهم.
وكشفت د.تولما أنه وفقا للوكالة الدولية للبحوث المتعلقة بالسرطان (IARC) فإن هذه الأرقام ستتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2035، ما لم يستجيب المهنيين الصحيين في الكويت للحد منها، منوهة أن سرطان عنق الرحم من القضايا الهامة في مجال الصحة العامة على الصعيد العالمي، وأن الجانب الإيجابي يكمن في أن التشخيص المبكر يساهم بشكل فعال في منع هذا المرض.
ودعت كل من د.ايمان التوحيد و د.إليني تولما الأوساط المهنية الصحية والجمهور إلى تبني هذه المبادرة ودعم الجهود نحو تصميم وتنفيذ برنامج لمكافحة سرطان عنق الرحم في الكويت من مبدأ “درهم وقاية خير من قنطار علاج“.