افتتاح فعاليات الملتقى الأول للجمعية الكويتية للإعاقة السمعية
بالتعاون مع قسم علم النفس – كلية العلوم الاجتماعية – جامعة الكويت
تحت شعار: “لُغة الإشارة في خدمة الصُمّ
تحت رعاية معالي وزير الشؤون الاجتماعية والعمــــلووزير الدولة للشؤون الاقتصادية الأستاذة هند صبيح براك الصبيح أقامت الجمعية الكويتية للإعاقة السمعية الملتقىالأول تحت شعار “ لُغة الإشارة في خدمة الصُم“، بالتعاون مع قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية – جامعة الكويت، خـــــلال الفترة ما بين 22-23/4/2018،بقاعة المؤتمرات بمسرح الشيخ عبد الله الجابر الصباح- الحرم الجامعي في الشويخ، وذلك بحضور الشيخة شيخة العبد الله الصباح (أم المعاقين) والشاعر عبد الكريم العنزي (سفير المعاقين) وشخصيات بارزة من دول الخليج العربية والمهتمين بمجال الإعاقة السمعية وممثلي الجمعيات الخاصة بدعم ذوي الإعاقات.
ويهدف الملتقى إلى توجيه اهتمام الباحثين والمتخصصين في مجال علم النفس والاجتماع إلى ذوي الإعاقة السمعية، وتحسين نوعية معيشتهم في دولة الكويت من خلال تقديم برامج واستراتيجيات وتداخلات علمية مدروسة من خلال أوراق عمل يُقدمها أساتذة أكاديميين من جامعة الكويت ومتخصصين من مؤسسات وجهات أخرى ذاتعلاقة بمجال الإعاقة السمعية، إضافة إلى العمل على تفعيل دور البحوث والدراسات العلمية المرتبطة بقضايا الصم واحتياجاتهم، فضلاً عن تبادل الخبرات بين المؤسسات المختصة والمهتمة بهذه الفئة من الإعاقة.
وبهذه المناسبة ألقت وزير الشؤون الاجتماعية والعمــــل ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية راعية الملتقى الأستاذة هند صبيح براك الصبيح كلمة قالت فيها “يطيب لي أن ألتقي معكم اليوم للمشاركة في فعاليات الملتقى الأول للجمعية الكويتية للإعاقة السمعية تحت شعار ” لغة الاشارة في خدمة الصم“ والذي يسلط الضوء على قضايا تهم فئة عزيزة على قلوبنا من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة وهي فئة الصم وتنظمه إحدى منظمات المجتمع المدني وهي الجمعية الكويتية للإعاقة السمعية “، مشيرة إلى أنه إن دل ذلك على شيء إنما يدل على أن الاهتمام بذوي الإعاقة ليس قاصراً على الاهتمام الرسمي الحكومي إنما هو اهتمام مجتمعي يشمل أيضا المجتمع المدني، كما يظهر هذا الاهتمام جلياً لدى القطاع الخاص لتكتمل بذلك الشراكة المجتمعية بين جميع اضلاع التنمية في البلاد وهي القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدن.
وذكرت أن تقدم الدول يقاس بما تقدمه لذوي الاحتياجات الخاصة من رعاية وتأهيل وخدمات على كافة الأصعدة الصحية والتعليمية والنفسية والاجتماعية، مشيرة إلى أن دولة الكويت تعتبر من أبرز الدول الرائدة في مجال رعاية مثل هذه الفئات وذلك انطلاقاً من إدراك الدولة لمسئوليتها الأدبية ومبادئها الانسانية المستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ومواد دستورها وتاريخها وقيمها، مؤكدة أن دولة الكويت أحاطت أبناءها من فئة ذوي الإعاقة بمختلف أوجه الرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية وتسعى جاهدة للوصول بهم إلى درجة تمكنهم من تلبية احتياجاتهم والعمل على تدريبهم وتأهيلهم وتشغيلهم بهدف تحقيق الدمج المجتمعي والأمن والأمان لهم.
وأضافت ” لقد توج حرص الكويت على رعاية الاشخاص لذوي الإعاقة مؤخراً بإصدار قانون المعاق الكويتي رقم (8) 2010 بما يشتمل عليه من مواد تكفل لهم حقوقهم وتضمن لهم حياة كريمة وفق قدراتهم البدنية والذهنيةحسب ما جاء في ميثاق الأمم المتحدة الأول الصادر في ديسمبر1971 والميثاق الثاني والخاص بحقوق ذوي الاعاقة وال صادر1975 في فقرته الثالثة (للشخص المعاق الحق في الأمر الاقتصادي والحياة الكريمة وله الحق أن يمارس أي عمل انتاجي ذا نفع يتماشى مع أقصى قدراته الانسانية) “، مؤكدة على أن الإعاقة لا تمنع العطاء ولا تقلل انتاجية المواطن ما دام يحظى بالمساواة في كافة حقوقه وعليه كافة الواجبات بحسب قدراته وإمكانياته.
وبدوره أكد عميد كلية العلوم الاجتماعية أ.د. حمود فهد القشعان أن الكويت تحظى بقانون لا يفرق بين صاحب حاجة من ذوي الاحتياجات الخاصة وبين المواطن العادي، مضيفاً أننا كلنا شركاء في تنمية هذا البلد، داعياً إلى التعاون مع رئيسة الجمعية الكويتية للإعاقة الدكتورة أمثال الحويلة في تمكين هذه الفئة في المجتمع من الاندماج في المجتمع بكافة صوره. كما شدد على أهمية لغة الإشارة في خدمة المجتمع لافتاً إلى أن هناك فئات ووظائف لاتعين إلا من يجيد لغة الإشارة.
ولفت إلى أن كلية العلوم الاجتماعية تفتح أبوابها وقاعاتها لتطوير لغة الإشارة في سبيل خدمة المجتمع بالتعاون مع هذه الجمعية، مشيراً إلى دراسة علمية تفيد بأن هناك 9% من الأسر لا تعرف إن كان أبناؤها لديهم مشاكل في صعوبة النطق أو السمع منذ السنوات الأولى، ونادى بضرورة التعاون يداً بيد من أجل خدمة ذوي الإعاقة والذي يصب في خدمة المجتمع ككل.
ومن جانبه أكد رئيس قسم علم النفس أ.د. عويد سلطان المشعان على أهمية لغة الإشارة في خدمة الصم كونها وسيلة الاتصال والتواصل بين الأصم وبين أفراد المجتمع، مشيراً إلى أن دولة الكويت لها باع طويل وحرص خاص على تقديم وتسخير كافة الإمكانيات لذوي الإعاقة بوجه عام، وللإعاقة السمعية بوجه خاص، وذلك من خلال تسهيل كافة متطلباتهم في جميع المجالات التربوية أو الثقافية، وتسليط الضوء على المناهج التي تلائم هذه الإعاقة، مؤكداًعلى أن لهذه الفئة الحق في الأنشطة الثقافية والترفيهية وتوفير كل ما يلزمهم من كافة الأمور حتى تبث فيهم روح الثقة والاندماج مع المجتمع العام، مضيفاً أنه في سبيل ذلك يستلزم من الجهات المعنية بالدولة العمل على تدريب الموظفين على لغة الإشارة لتسهل التواصل مع فئة الصم والبكم لجعل لغة الإشارة ركيزة أساسية في المصالح والدوائر التي تتعامل مع الجمهور بصورة مباشرة.
ولفت إلى أن الدولة لم تأل جهداً في توفير كافة الإمكانات ومقومات الحياة العصرية ضمن أولوياتها، وهو ما يترجم على أرض الواقع بالاهتمام المطلق بهذه الفئة، وأضاف أن هذا الملتقى يعكس ذلك من خلال الموضوعات المطروحة سواء الحلقات النقاشية أو الجلسات وورش العمل التي يقدمها الأساتذة الأكاديميين والمتخصصين ومن واقع الموضوعات المُدرجة في البرنامج المطروح والذي اشتمل على محاور متنوعة آملاً أن يكون لها أثراً طيباً في الوصول إلى نتائج جيدة ومفيدة.
ومن جانبها تقدمت رئيسة الجمعية الكويتية للإعاقة السمعية الدكتورة أمثال الحويلة بجزيل الشكر والتقدير لجامعة الكويت التي استضافت فعاليات هذا الملتقى، مشيرة إلى أن الجمعية الكويتية للإعاقة السمعية أخذت على عاتقها مسؤوليات كثيرة من أهمها نشر وتوعية أفراد المجتمع بالإعاقة السمعية وما يتصل بها من نواحي ثقافية واجتماعية وتربوية.
كما أكدت على ضرورة العمل على تفعيل الأنظمة واللوائح لمساعدة ذوي الإعاقة السمعية وتنظيم العمل معهم وتهيئة الوسائل والسبل لاستثمار أوقات فراغهم من خلال ممارسة الأنشطة الثقافية والاجتماعية، لافتة إن من أبرز الاعمال التي قامت بها الجمعية إقامة دورات للغة الإشارة في جامعة الكويت وقاموس إشاري إسلامي وقاموس عربي موحد والعديد من الأعمال المفيدة.
وأعلنت أنه سوف يتم التعاون مع إدارة التعليم الخاص لعمل دورات تدريبية للغة الإشارة.
وأبدت د. الحويلة تفاؤلاً أن هذا الملتقى الذي تقدمه الجمعية سوف يحقق الغايات المرجوة منه والتي بدورهاسوف تخدم في مجملها شريحة كبيرة من ذوي الإعاقة السمعية بل والمجتمع ككل.
يذكر أنه تم افتتاح معرض على هامش الملتقى تشارك فيه عدة جهات ذات العلاقة من مختلف قطاعات دولة الكويتإلى جانب جلسات الملتقى وورش العمل المقدمة.