دراسة أكاديمية تحدد خطوات تحديث المنظومة التربوية: تطوير المناهج والمعلمين و«تمهين» التعليم
خلصت دراسة أكاديمية حديثة إلى أن القائمين على المشروعات التطويرية التربوية يأملون تحسين الممارسات والمخرجات للمنظومة التربوية للإسهام في تنمية البلاد معرفيا واقتصاديا واجتماعيا لتحقيق التنمية المستدامة من خلال عدة خطوات تشمل تطوير المناهج، والمعلم، والبيئة والقيادة المدرسية وغيرها.
ورأت الدراسة التي اعدها استاذا المناهج وطرق التدريس في كلية التربية بجامعة الكويت د. عمار صفر، وناصر آغا، بعنوان «اتجاهات التربويين نحو المشروعات الخاصة بتطوير المنظومة التربوية في الكويت» ان المساهمة في تطوير المنظومة التربوية بحاجة لتطوير المناهج الدراسية وبنائها وفقا للاستراتيجيّات والوثائق والمعايير التربوية الوطنية المقتبسة من الاستراتيجيّات والوثائق والمعايير والكفايات التربوية الدولية الصادرة من المؤسسات والمنظمات الدولية العلمية والأكاديمية والبحثية.
رخصة المعلّم
وشددت الدراسة على ضرورة الارتقاء بأداء المعلّم من خلال إنشاء رخصة المعلّم وتهيئة إدارة مدرسية منتجة وخلق بيئة مدرسية جاذبة ومتكاملة مع بيئة المنظومة التربوية، الى جانب استخدام أدوات متنوّعة للتقويم والقياس العلمي الموضوعي والمحايد، وتوظيف وسائل وأدوات وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات في مختلف مكوّنات المنظومة التربوية.
وكشفت نتائج الدراسة التي استطلعت آراء أهل الميدان التربوي حول قضية تطوير النظام التربوي في البلاد أن الكويت تحتل مراكز متأخرة في المؤشرات التربوية رغم أنّ عملية تطوير المنظومة التربوية بدأت منذ بداية الألفية الجديدة لكي تساهم في رفع جودة المخرجات التربوية حيث إنّ «تقرير التنافسية العالمية» الصادر سنويا من قبل «المنتدى الاقتصادي العالمي» يُشير باستمرار إلى هذا التراجع.
مراكز متدنّية
ولفتت نتائج الدراسة الى «أنّنا لم نشهد أي تطوّر وتقدّم ملموس وواضح في المنظومة التربوية على مر السنين التي مضت؛ فما زالت الكويت تحتل مراكز متدنّية وتتراجع في الترتيب العالمي في الأغلبية العظمى من المؤشرات التربوية! بمعنى أنّنا كُنّا نهدر الأموال والطاقات ونتأخّر ونتخلّف أكثر فأكثر».
وانتهت الدراسة الى تحديد عدة توصيات للارتقاء بتطوير المنظومة التربوية حتى تواكب رؤية الكويت 2035، اولها التأكيد على ضرورة إرساء شراكة مجتمعية توعوية إعلامية بضرورة تطوير المنظومة التربوية وأهميّتها ومواجهة التحديّات التي تؤثّر وتعوق مسار تطويرها بأسلوب علمي وموضوعي حتّى لا تُحيد وزارة التربية عن الاتّجاه الصحيح.
وأكدت النتائج ضرورة إنشاء مركز وطني مستقل للتقويم والقياس التربوي للإشراف والرقابة على جودة وكفاءة المنظومة التربوية وقياس المخرجات بصورة مستمرّة ومستدامة وتطبيق مشروع الحوكمة الذي يهدف إلى حوكمة المنظومة التربوية في البلاد بوضع آلية أو استراتيجية علمية وعملية لتطوير الإطار الهيكلي للمؤسّسات التربوية وذلك بتحديد العمل المؤسّسي من خلال التفكير والتخطيط للمبادرات والمشروعات التنموية واعتمادها.
كما اوصت النتائج بإنشاء آلية فعّالة للاتّصال والتسويق تعمل بشفافيّة تامة ووضوح مع كل الأطراف المعنيّة والمستفيدة من المنظومة التربوية، وأنْ تستمر وزارة التربية في التعاون مع الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية لإعداد الخطط التنموية الاستراتيجية السنوية للمشروعات الإنمائية التربوية وذلك من خلال الخطط الاستراتيجية المرحلية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى كالخمسية والعشرية والعشرينية وغيرها لما لها من أثر كبير في رسم المسار الصحيح للقطار التربوي التنموي.
عقوبة سوء التخطيط
طالبت الدراسة بضرورة الترشيد في التمويل الفعّال للمشروعات التطويرية التربوية الذي يُفضي بدوره إلى مستويات عالية من الجودة والكفاءة والتميّز وعدم التسرّع والاستعجال في الحصول على النتائج المرجوّة من مشروعات تطوير المنظومة التربوية، لأنّها أمور أساسية في سبيل تحقيق النجاح والتميّز والإتّقان، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة محاسبة المسؤولين عن المشروعات التربوية التطويرية الفاشلة لسوء التخطيط.
شراكات وطنية وخليجية
دعت الدراسة الى الاهتمام بالشراكات الاستراتيجية الوطنية والخليجية للاستفادة من الخبرات والكفاءات المحلية الى جانب الاهتمام بالشراكات الاستراتيجية الإقليمية والعالمية للاستفادة من الخبرات والقدرات الدولية لتحقيق الغايات الطموحة للتطوير.
تحفيز البحث العلمي
شددت الدراسة على ضرورة تحفيز الطاقات البشرية من الأكاديميّين والأساتذة والباحثين والدارسين المُختصّين في المجال التربوي، على البحث العلمي والأكاديمي باعتباره دعامة رئيسية من دعائم التنمية الشاملة المستدامة.
22 مركزاً لمدارس النجاة في أولمبياد العلوم
أعلنت مدارس النجاة انها حصدت ٢٢ مركزا في التصفيات النهائية للأولمبياد الوطني للعلوم لطلاب المرحلة الثانوية من مجموع ٣٧ مركزا على مستوى التعليم الخاص في البلاد.
وجاءت النتيجة كالتالي:٧٠٪ من مراكز تخصص الفيزياء، و٩٠٪ من مراكز تخصص الكيمياء و٦٠٪ من مراكز تخصص الأحياء، و٣٠٪ من مراكز تخصص الجيولوجيا، كما حصد طلبة المرحلة المتوسطة ٥ مراكز من مجموع 10 مراكز ما يمثل %50 من المراكز لذات المسابقة.
كما فاز الطالب يوسف العنزي بالمركز الأول في تخصص الفيزياء وتأهل لتمثيل الكويت في الأولمبياد العالمي ببلغاريا، فيما فازت الطالبة منى صالح بالمركز الثالث والميدالية البرونزية في تخصص الجيولوجيا.
وفي المسابقة العلمية للعلوم حصد طلبة المرحلة الابتدائية %66 من مراكز مسابقة حياة بلا سمنة، وحصد طلبة المرحلة المتوسطة %50، وطلبة المرحلة الثانوية %63 في تخصصات الفيزياء، والكيمياء، والأحياء، والجيولوجيا.
القبس