لقاءات أكاديمياقسم السلايدشوحصري أكاديميا

احتفالات الأعياد الوطنية .. مابين إيجابية وسلبية

 

 

 

 

الرفاعي: للأسف انتشرت ثقافة تجاوز الحريات والتعدي على الآخرين
الحسيني: الاحتفالات واجب وطني أصبحت لها هوية وطنية
اللوغاني: الاحتفالات هي تعبير جميل لحب الوطن وللأسف البعض يحتفل بطريقة خاطئة
الرفاعي: أفضّل أن تكون ترجمتنا لمشاعرنا بالمسيرات الوطنية بعيداً عن السيارات حتى لا تتحول هذه الفرحة
المحيسن: بالآونة الأخيرة شهدنا الكثير من التجاوزات المنافية للذوق العام و الإستهتار و الرعونة
كرم: ما يفعله البعض أقرب إلى لغة “إفساد فرحة وطن”
العوضي: الاحتفالات تضفي علينا طاقة جميلة، على الرغم من افسادها بالبعض باللهو بالماء
الشمري: الاحتفالات الوطنية لا تقتصر على المواطنين، بل للوافدين والخليجيين

أكاديميا | تقرير خاص
إعداد: دلال الشمري – فاطمة الخالدي

شهدت الكويت احتفالاتٍ واسعة خلال شهر فبراير الماضي، فالكويت تكتسي بأجمل الحٌلل وتزهو في شهر فبراير إحتفالاً بأعيادها الوطنية ، ويتغنى جميع من عليها من مواطنين ومقيمين بأهازيجها الوطنية مردديين في دماءهم الإنتماء لحب هذا الوطن.

احتفالاتنا الوطنية آتخذت أشكالا عديدة ولهذه الإحتفالات العديد من المظاهر السلبية و الإيجابية ولهذا إتخذت (أكاديميا) آراء العديد من الشخصيات بهذا الشأن ..

فبدأ الإعلامي أحمد الرفاعي حديثه ، إن مناسبة الأعياد الوطنية ماهي إلا مناسبة سعيدة على قلوبنا جميعاً فيجب علينا كمواطنين لهذا البلد أن نترجم محبتنا من خلال أفعالنا أثناء هذه الإحتفالات الوطنية بشكل يليق بمستوى محبتنا لها.
ويؤسفني جداً أننا بالآونة الأخيرة اصبحنا نرى إنتشار هائل لثقافة تجاوز الحريات والتعدي على الآخرين من خلال سلوكيات غير سليمة و غير صحيحة، فتارة نجد بعض الشباب يقومون بفتح أبواب السيارات ورشق الراكبين بالماء عنوة أو قيام الأطفال برمي البالونات على الطرف الآخر دون وعي و إدراك عن الآذى والأضرار الجسيمة التي ستلحق الطرف الآخر.
وكذلك لا نغفل عن الرعونة والإستهتار في الطرق، والركوب في أعلى السيارات، والقيادة بسرعة جنونية أثناء الإحتفالات .!
كل هذه التصرفات المشينة تفسد من فرحة الإحتفال بالأعياد، فنحن نود أن يبقى لإحتفالنا الوطني بهجة خاصة بدلاً من أن يصبح كارثة وطنية. وفي هذه الفترة من هذا العام و العام السابق شهدنا إرتفاع عدد الحوادث والإصابات المتفرقة للأطفال وتزايد أعداد المشاجرات والخلافات.
ومن جانب آخر أضاف إنه يجب ألا نغفل عن هدر كمية كبيرة من المياه خلال الإحتفال و نحن مسؤولين أمام الله سبحانه و تعالى عن هذه النعمة ،فيجب علينا العمل للحد من هذه التجاوزات . و الدولة سعت من جانبها بالعديد من الأمور ولايمكن أن نضع اللوم كامل على الحكومة لذلك يجب علينا أن ننمي الحس الذاتي و الرقابة الذاتية من خلال أنفسنا وأن نكون مسؤولين عن كل مانقوم به وأن نلتزم بحريتنا دون أن نؤذي الآخرين.
و كذلك يجب ألا نغفل عن زرع ثقاقة احترام كبار السن لدى الأطفال الصغار، فأصبحنا بالآونة الأخيرة نجد احترام الصغار للكبار بدأ يقل !
فنحن الآن بأشد الحاجة إلى مراجعة أنفسنا برقابة ذاتية وإعادة تقييم للثقافة التي يجب أن نزرعها في نفوس أبنائنا. وختم الرفاعي حديثه ، نسأل الله أن يحفظ الكويت وأن تكون هذه البلد بلد أمن و آمان و طمأنينة و إنسانية كما عودنا صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه فبلد الإنسانية يجب أن تكون فيها تصرفات إنسانية لاتعدي وإنتهاك للحريات.

وأضاف الإعلامي سعود الحسيني: إن الإحتفال بالعيد بالوطني ماهو إلا واجب وطني من قبل كل مواطن على هذه الأرض الطيبة، بما فيه من وسائل تعبير عن حب والإنتماء لوطننا الكويت ، بالإضافة إلا أنه أصبح لإحتفالاتنا الوطنية في الكويت هوية خاصة ومميزة ذات طابع وطني جميل ، حيث تكتسي الشوارع بأعلام الوطن الغالي و كذلك تمتلىء الشوارع بالمسيرات والأهازيج الوطنية ، ويتزين الأطفال بأزياء علم الكويت، ولم يقتصر الإحتفال الوطني على الأماكن العامة ، بل أصبح أرباب البيوت يبدعون بمظاهر هذا الإحتفال الوطني داخل منازلهم وسط جموع الأهل والأقارب.
ولهذا إن إحتفالاتنا لا تقل قيمة وطنية عن الأعياد الأخرى وهذا ما يميز الشعب الكويتي في الخليج والوطن العربي وعلى الرغم من إرتفاع تكاليف الإستعدادات للعيد الوطني وغلائها، إلا أن لها طابع خاص بات مٌقلد في بقية الدول.
وختم الحسيني حديثه بأن ادعو الله أن يديم نعمة الأمن والآمان على الشعب الكويتي حكومةً وشعباً وأن يحفظ الله الكويت ويديم الأفراح فيها، وكذلك أتوجه بالشكر لجريدة أكاديميا على هذه الإستضافة.

ومن جانب آخر الأستاذة لطيفة اللوغاني ، خبيرة في فن الإتيكيت والبروتوكول الدولي أضافت: لطالما زين علم الكويت بلادنا في الأعياد الوطنية بهذه المناسبة الوطنية ، وهذا ماهو إلا تعبير جميل وراقي لحب الكويت.
فوطننا الغالي شامخ ولعلمه مكانة كبيرة في قلوبنا جميعا، ومع الأسف الشديد أن نرى العديد من الشباب يستخدم العلم بشكل خاطىء ويتعامل مع هذه المناسبة الجميلة بطريقة غير حضارية من خلال الرقص في الشوارع وإتداء الملابس الغريبة، والأقنعة ومضايقة الآخرين والإستعراض بالسيارات.
وعلى الرغم من حملة لعلم الدولة إلا أنه يخالف قوانينها بالإضافة لعدم الإلتزام بالقيادة بسرعة معقولة ، وسط الحشود و التجمعات مما يتسبب في مضايقة المشاركين بالإحتفال، فمن وجهة نظري إن لعلم الدولة إحترام خاص، وأفضل ألا يستغل أي شخص هذه المناسبة إستغلال سيء.
فالأعياد الوطنية ذات طابع وطني خاص ومميز، لذلك هذه السلوكيات المنافية للذوق العام ليس لها علاقة بحب الوطن ! ويجب علينا أن نحترم قانون الدولة ولا نخترقه بحجة العيد الوطني وكذلك علينا تحمل مسؤولية هذا العلم.
وختمت اللوغاني حديثها أن حب الوطن لا يقتصر على الإحتفال في اليوم الوطني، فتميزك في وظيفتك، عطاؤك وتفانيك وإلتزامك في العمل تعبير صادق لحبك وعشقك للوطن.

وأضاف من جانبه الكاتب / سعد الرفاعي: في السادس والعشرون من فبراير لعام 1991 كنت في العاشرة من عمري، فكنت من المحظوظين أن أعيش لحظات الفرح الأولى لهذه الذكرى ، عندما أعود بذاكرتي إلى الوراء أستذكر فرحتنا الصادقة للحظات الأولى من تحرير الكويت ودموع المواطنين الوفية الصادقة تترجم مشاعرهم بعودة الوطن، ولا أخفي عليك فهناك شتان ما بين أن تعيش لحظات الفرح وبين أن تعيش ذكراها. ولله الحمد إني عشت هذه اللحظة وكذلك تزامنت معي ذكراها ودعني أحدثك أن الفرق كبير جدا بين أن تعيش وكل أملك أن تحرر أرض الوطن، حينها لحظات الفرح الصادقة تكون مسيطرة فكنا نجد الدموع تنزل من أعيننا سعيدين بهذه اللحظات وتعانق المواطنين مهنئين بعضهم البعض بهذا التحرير فكانت الفرحة بمثابة أن تجد إنتماءك من جديد بعد الضياع.
ولكن في الوقت الحالي ليس بإستطاعتنا منع الأشخاص من الفرح وأفضل أن تكون ترجمتنا لمشاعرنا بالمسيرات الوطنية بعيداً عن السيارات حتى لا تتحول هذه الفرحة لمأساة ففي كل عام تتزامن هذه الذكرى مع فقد أحد الأحبة سواء رجال الشرطة أو الأطفال و حتى الشباب بسبب إستهتار البعض و رعونتهم !
ورغم كل هذا البعض غير مدرك لأسباب هذه الفرحة ! فيجب على الدولة تقديم برامج توعوية و قوانين مشددة و ضوابط وتحديد أماكن خاصة للمسيرات الوطنية و يفضل أن تكون سيراً على الأقدام عرفاناً و حباً لهذا الوطن الطاهر المعطاء ، كما كنا سابقاً ، و أن نستذكر شهدائنا الأبرار وتضحياتهم لهذا الوطن.
وختم الرفاعي حديثه أتمنى أن لا تتوقف أعيادنا وإحتفالاتنا بهذه الذكرى و لكن ضمن ضوابط تجعلها أجمل.

وأضاف من جانبه الإعلامي دعيج المحيسن: نهنىء أنفسنا كمواطنين و جميع الشعوب المقيمة على هذه الأرض الطيبة في الإحتفالات الوطنية.
قد تكون هذه الإحتفالات إنتهت قبل بضعة أيام ولكنها تركت في طياتها أثر كبير وجميل في داخلنا فإنتماءاتنا الوطنية لا تقتصر على الأعياد الوطنية فقط ، فهي إنتماءات راسخة و يجب ترجمتها بشكل يليق بهذه المُوَاطَنة.
نحن لا ننكر سعادتنا العارمة بهذه الإحتفالات ومنظر جميل عند مشاهدة كافة الشعب يحتفل بهذا الشهر المميز ومن مختلف الأعمار وحتى كبار السن مع أحفادهم ومن جانب آخر يجب ألا نغفل عن المظاهر السلبية التي باتت تشهدها إحتفالاتنا مما عكر بعض من صفوها.
فشهدت إحتفالاتنا بالآونة الأخيرة الكثير من التجاوزات المنافية للذوق العام و الإستهتار والرعونة مما تسبب في مضايقة الكثير من رواد هذا الإحتفال بالإضافة إلى أنه يجب أن نركز على الأطفال لماذا نحتفل بتاريخ ٢٥ و ٢٦ فبراير وما الفرق بينهما! وكذلك من الظواهر السلبية المشاجرات التي تحصل بسبب المضايقات التي يفتعلها بعض الشباب المستهتر ، لذلك يجب علينا تسليط الضوء للحد من هذه الظواهر السلبية ، فنحن نود أن تكون إحتفالاتنا الوطنية راقية سعيدة و مسالمة أسوة بإسم دولتنا الحبيبة ومكانتها في قلوبنا.

وأضافت الإعلامية وفاء كرم: هل نعي حـُب الوطن أو هي مجرد كلمات نرددها..؟ إنتهىٰ موسم الإحتفالات بالأعياد الوطنية وذكرى مرور 27 عاماً على تحرير بلدنا العزيز من الغزو العراقي الغاشم.
سادت البلاد موجة عارمة من الأفراح وعبر الكثيرين من خلال تلك الإحتفالات والمسيرات عن فرحتهم من المواطنين والمقيمين ، ولكن للأسف شابت تلك الإحتفالات بعض من المظاهر الغريبة التي تكاد تخلو من لغة التعبير عن “محبة وطن”، وكانت الأقرب لوصفها هي لغة ” إفساد فرحة وطن” !!
عذراً مني إن قسوت على أبنائنا بهذا الوصف، ولكن هل الفرحة تتجسد بتسبب الأذىٰ لمن يود أن يشاركنا هذا العُرس الوطني الجميل برمي بالونات الماء عليه ؟ هل إهدار أطنان كبيرة من الماء والعبث بها تعكس مدى محبتي لوطني بيوم عرسه؟ منذ متى عهدنا من المُحِب الأذى لمحبوبته؟ المُحِب لا يقسو على حبيبته بل يسعى أن يظهر بمظهر العاشق الملهوف الذي ينتظر المناسبة والذكرى الجميلة التي يُظهر بها لعشيقته مدىٰ محبتهُ لها ، فما بالك لو كانت تلك المعشوقة هي الكويت “وطن النهار” محبوبة الجميع !!
إخواني وأبناء وطني الأعزاء ، بالرغم من كل تلك التصرفات الدخيلة على مجتمعنا، تواجد صاحب السمو أمير البلاد أطال الله في عمره ، بوسط تلك المسيرات وحرصه على مشاركة أبناءه مظاهر الفرح أنسانا كل تلك التصرفات الغير مسؤولة التي شهدناها من البعض.
وطني إن شغلت بالخلد عنه
نازعتني عنه بالخلد نفسي
نسأل الله عز وجل أن يحفظ الكويت أميراً وشعباً وأن يديم علينا بنعمة الأمن والرخاء وأن يوفقنا على طاعة ولي أمرنا ويسخرنا جميعاً لخدمة هذا الوطن الجميل المعطاء.

وأضافت الأستاذة أسماء العوضي (عضو هيئة تدريب بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في المعهد العالي للخدمات الإدارية): في البداية نبارك لدولتنا الحبيبة اليوم الوطني و يوم التحرير ، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان يا رب العالمين.
في الحقيقة نحن جميعاً ننتظر قدوم هذه المناسبة السعيدة بشغف عام تلو عام ، لما للأعياد الوطنية من طاقة إيجابية هائلة لا أعلم ماهيتها ، كما أن لأجواء الإحتفالات الوطنية و الأهازيج وزخات المطر الجميل في تلك الفترة من كل عام ما يضيف لها رونق خاص يضفي علينا هذه الطاقة الجميلة.
من إيجابيات الأعياد الوطنية إجتماع الأهالي وإكتساء الجميع بلباس يمثل علم الكويت وإجتماعهم في البيوت مما يسود جو الألفة ، فنجد المواطنين و المقيمين من جميع الجنسيات والطوائف يترجمون محبتهم بإرتداء العلم الكويتي و المشاركة في إحتفالاتها الوطنية وهذا إن دل فيدل على محبة هذه الشعوب لأرض الكويت.
أما الظاهرة السلبية الوحيدة هي اللهو بالماء من خلال البلونات أو الألعاب المائية للأطفال (المسدسات) فإننا إنتقدناها وبشدة من رأيي الخاص حب الوطن يترجم بأفعال أخرى و ليس بهذا الشكل.
فنجد في البلدان الأخرى هناك العديد من الإحتفالات الوطنية الجميلة التي تعكس مدى وعي الشعب و لذلك نوجه اللوم على بعض التجار الذين يستغلون هذه المناسبة بتوفير هذه الألعاب مما يساهم بتدمير هذه المناسبة.

وختاماً أضاف فهد الشمري – مساعد تنفيذي في الهيئة العامة للصناعة من جانبه: الأعياد الوطنية ماهي إلا مناسبة غالية على قلوب جميع الكويتيين و باتت الإحتفالات بالأعياد الوطنية لاتقتصر فقط على المواطنين ، فأصبحنا نلاحظ مشاركة جموع كثيفة من الخليجيين والوافدين و هذا دليل على محبة الكويت فهي بلد المحبة و السلام.
وكذلك يجب أن لا نغفل عن العديد من السلوكيات التي تسيء لهذه الإحتفالات الجميلة و تفسد زهو فرحة الشعب الكويتي فنجد بعض الشباب يفتقر للإلتزام بقوانين المرور ويحدث فوضى خلال الإحتفال مما يعكر صفو هذه الإحتفالات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock