معرض متنقل في لوس انجلوس يسلط الضوء على أفشل الابتكارات
يتيح معرض جوال في لوس انجلوس لزواره التعرف على بعض المنتجات التي منيت بفشل تجاري خلال العقود الماضية بينها أطعمة مجمدة من انتاج شركة “كولغيت” ولعبة لاختبار المهارات الذهنية باسم دونالد ترامب، وهي مقتنيات مقدمة من “متحف الفشل” الذي فتح أبوابه أخيرا في ستوكهولم.
ويضم المعرض الذي يستمر حتى شباط/فبراير في كاليفورنيا مئة من أهم المنتجات والابتكارات الفاشلة، من سيارة “ديلورين” التي خلدتها الشاشة الكبيرة في فيلم الخيال العلمي “باك تو ذي فيوتشر” إلى القناع الكهربائي الذي نسبت اليه مزايا متصلة بزيادة نضارة البشرة وروجت له نجمة مسلسل “داينستي” الشهير ليندا ايفانز، مرورا بنظارات “غوغل”.
ويوضح المحلل النفسي ومدير المتحف السويدي صمويل ويست لوكالة فرانس برس أن جهات عدة فضلت أن يطوي النسيان مواضع الفشل المذلة هذه، وقد رفضت +كولغيت+ أن تقدم للمتحف نموذجا عن اللازانيا التي صنعتها.
ويفرد المعرض جناحا كاملا للرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي وصل الى البيت الابيض في 2016 مخالفا كل التوقعات والمعروف بتباهيه بنفسه على أنه شخص “ناجح” في كل ما يقوم به.
ومن بين المنتجات المتصلة بترامب، لعبة لاختبار المهارات الذهنية بعنوان “أنا عدت وأنت مطرود” اضافة إلى كتاب عن جامعته التي فتحت أبوابها لبضع سنوات فقط في مطلع العقد الأول من القرن الحالي قبل أن تصبح موضع ملاحقات قضائية ويتم حلها.
ويشير ويست إلى أن ترامب “بنى صورته على فكرة أنه رجل أعمال مكلل بالنجاح (…) لكن اذا ما نظرنا الى مبادراته، الكثير منها مني بالفشل”.
ومن المنتجات المعروضة أيضا نظارات “غوغل” أو “نايكي” التي كان يتعين على مستخدمها لصق مغناطيس على الوجه لوضعها، اضافة الى مشروب “كوكا كولا بلاك” بطعم القهوة أو عبوة “بيبسي كريستال” الشفافة، وكلها ذهبت طي النسيان.
كذلك فشلت دمية “ليتل ميس نو نايم” ذات العينين الحزينتين في الإطاحة بدمى الأميرات التي تستأثر بقلوب الفتيات الصغيرات.
ويقدم معرض الفشل هذا رسالة أميركية بامتياز مفادها أن الحق في الخطأ متاح للجميع.
ويؤكد ويست أن “طريق النجاح في التقدم التقني دونها عثرات كثيرة (…) عندما نتعلم أمورا جديدة نقترف أخطاء. يجب تقبل هذا الأمر”.
ويضيف “نعيش في مجتمع مهووس بالنجاح. من المهم أن يقوم الناس باختبارات ويستكشفوا بأنفسهم، لذا يتعين المجازفة بالفشل”.
هذا المعرض الذي يستمر حتى الرابع من شباط/فبراير في متحف الهندسة والتصميم “ايه + دي” في لوس انجليس، سيجول في مختلف انحاء الولايات المتحدة.
وتزخر مدينة لوس انجلوس بالكثير من المتاحف الغريبة الأخرى، مثل متحف للقلوب المحطمة وآخر مخصص للأرانب وأيضا متحف الموت.
وليس لويست أي جهة راعية تدعمه اذ ترفض كل الشركات ربط اسمها بمتحف يتمحور حول الفشل، لكنه يتلقى هبات سنوية. وفي أحد الأيام، تلقى كيسا من البطاطا المقلية بطعم الكابوتشينو، وآلة للعصير شديدة التعقيد بتصميمها لدرجة أنها تباع بسعر خيالي يبلغ 700 دولار.
ويقول أحد الزوار كريس وايتهيد الموظف في مجال المعلوماتية إن ما يقدمه المعرض “غير اعتيادي”، مضيفا “في العادة تذهب الأمور التي لا يحالفها النجاح طي النسيان (…) في خلال ثلاث سنوات” فيما “الأمثولة برأيي هي أن الفشل قد يكون له أثر دائم”.
وأقام صمويل ويست موقعا أشبه بكرسي اعتراف يمكن للزوار أن يخبروا عن تجاربهم الشخصية الفاشلة من دون كشف هوياتهم في حال ارادوا ذلك.
واستعان وايتهيد نفسه بهذه الإمكانية اذ تحدث عن رسوبه في امتحان الحصول على رخصة القيادة ست مرات. أما آخرون فيشتكون من العثرات التي تعترض حياتهم العاطفية، فيما يتحدث البعض عن فشلهم بسبب انتخابهم دونالد ترامب
المصدر:
كويت نيوز