لماذا تتشابه اللغات.. أحياناً؟
بغية التواصل مع الآخرين، اخترع الإنسان مجموعة من الأدوات على غرار إضرام النار وقرع الطبول، إلى أن توصل إلى اكتشاف لغة يبني بها عملية تواصلية تتكون من المرسل والمرسل إليه والرسالة.
وأشارت مجموعة من الدراسات السابقة إلى وجود تشابه بين بعض اللغات، وتوصلت دراسة حديثة إلى أن بعض هذه التشابهات في اللغات ربما تقوم على تفضيل الدماغ معالجة المعلومات بكفاءة، وفق ما أشار إليه موقع “ميديكل اكسبريس”، نقلا عن دراسة صادرة في مجلة “علم النفس”.
وأوضحت الدراسة الأمريكية أن اللغات الإنسانية تبدو ظاهرياً مختلفة كثيراً، غير أن هناك بالفعل قواسم مشتركة ضمنية، وهي ما يطلق عليها غالباً بـ”عموميات اللغة”، وأضافت أن أغلب النظريات تفترض أن السبب وراء ذلك ينحصر ربما في الدماغ البشري.
وقال المشرف على الدراسة والأستاذ بجامعة “اريزونا”، ماشا فدزيتشكينا “إذا كانت عموميات اللغة هذه حقيقية بالفعل، وإذا ما فهمنا أسبابها فيمكنها أن تخبرنا شيئاً عن كيفية اكتساب اللغة أو معالجتها من طرف الدماغ البشري” وأضاف: “وهذا أحد الأسئلة المركزية في علوم اللغة”.
واعتمدت النتائج على تجربة شملت مجموعتين من الأفراد الناطقين باللغة الإنجليزية، إذ تم اختبارهم على مدى ثلاثة أيام، بالاعتماد على لغة مصطنعة صممها الخبراء بطريقة مختلفة عن اللغة الإنجليزية. كما تعلم المشاركون طريقتين للتعبير عن نفس الفكرة.
وأكدت الدراسة أن المشاركين فضلوا بشكل كبير ترتيب كلمات تعتمد على امتداد قصير (المسافة بين الكلمات التي تعتمد على بعضها البعض من أجل عملية التأويل والفهم)، وأضافت أن تفسير ذلك قد يكمن ربما في تفضيل الدماغ بطريقة طبيعية (الكلمات والمسافات بينها) القصيرة. وأردفت أنه إذا كانت الكلمات ذات امتداد طويل، فإن ذلك يُصعب من مسألة الفهم بسبب (قيود) إمكانيات الذاكرة.
وقال الأستاذ فدزيتشكينا: “وجدنا أنه عندما يكون للمتعلمين خيارين لزيادة (تعلم) التراكيب، فإنهم يميلون إلى خيار تقليص طول الكلمات، وهو ما يجعل معالجة الدماغ البشري للجمل في اللغة أمراً سهلاً”.
يشار إلى أن عدد لغات العالم يقدر بنحو 7099 لغة، يتعرض ثلثها تقريباً لخطر الاندثار، فيما تمثل 23 لغة تقريباً أكثر من نصف سكان العالم.
المصدر:مواقع