غير مصنف

أ. افراح الردعان تكتب: التدريب التعاوني

تعد إستراتيجية التعلم التعاوني أحد نماذج التدريس غير المطبقة بشكل واسع في مدارسنا وجامعاتنا ، مع أن التعلم التعاوني يكفل رفع مستوى التعلم لدى الطالب وينمي مهاراته ويكسبه الاتجاهات والقيم الإيجابية ، كما أنه يزيد من روح الجماعة والمشاركة ، عن طريق ممارسة العصف الذهني وتبادل الأدوار والمناقشات الحيَّة بين الطلاب.
ولقد لاقى التعلم التعاوني اهتماما متزايداً من منتصف القرن الماضي حتى وقتنا الحاضر ، بل إن بعض الجامعات المتقدمة أنشأت مراكز متخصصة لدراسة التعلم التعاوني ، والسبب في ذلك يعود إلى أهميته في تطوير كثير من أوجه النمو المختلفة لدى الطلاب.
يمكن تعريف التعلم بأنه عملية اكتساب الطالب للمعارف والمهارات والاتجاهات التي تظهر من خلال التغيير في السلوك بعد المرور بخبرات أو القيام بممارسات يؤديها لتحقيق الأهداف التعليمية. ويعني هذا أن التعلم عملية يقوم بها الطلاب، وليس شيء يؤديه المعلم لطلابه أو يعلمه لهم. إن التعلم بهذه الصورة ليس عملية مشاهدة ، وإنما عملية تتطلب من الطالب المشاركة الفاعلة والنشطة بالانغماس في عملية التعلم (Johnson, 1994). أما التعاون فيقصد به عمل يقوم به الطلاب مع بعضهم عبر تقديم يد المساعدة والمؤازرة بصورة متبادلة وباستخدام أدوات الاتصال اللفظية وغير اللفظية مثل الكتابة أو الإشارة.

لذا لتمييز التعلم التعاوني عن غيره من أنواع التعلم، ينبغي مقارنته بالأنواع الأخرى للتعلم. ففي التعلم التنافسي يعمل الطلاب ضد بعضهم لتحقيق أهداف أكاديمية تلبي حاجات شخصية كالحصول على أعلى درجة في الصف والتي عادة ما تمنح لعدد محدود من الطلاب. كما يمكن مقارنة التعلم التعاوني بالتعلم الفردي الذي يقوم فيه الطلاب بتحقيق أهدافهم بصورة غير مرتبطة بالآخرين، والفرق بين هذين النوعين من ناحية التقويم هو أن التعلم التعاوني والتعلم الفردي يمكن تقويمهما بتوظيف مقاييس محكية المرجع، بمعنى أنهم يقومون وفقاً لمدى تحقيقهم الأهداف التعليمية. أما التعلم التنافسي فيتم تقويم الطلاب باستخدام تقويم معياري المرجع، بمعنى أنه يتم مقارنة أداء طالب بمجموعة من زملائه في الفصل .(Johnson, 1994).
أما التدريب التعاوني فإنه التطبيق الفعلي لإستراتيجية التعلم التعاوني في التدريب وكيف يمكننا استخدام الألعاب والتمارين التعليمية والتدريبية والمحفزات السلوكية لتحفيز المتدربين وكذلك كيف للمدرب أن يعمل على ترسيخ المعلومات خلال الساعة التدريبية.
ويسعى التدريب التعاوني إلى إكساب المتدرب معلومات جديدة وغرس سلوك حميد وتغير سلوك مُشين وكذلك تغير الإتجاهات والقناعات تجاه موضوع معين إلى الأفضل.
ويمكن أن نُلخص كيفية تطبيق التدريب التعاوني خلال الساعة التدريبية بالنقاط التالية:
– نقسم المتدربين إلى مجموعات دائمة منذ بداية العام التدريبي مع ترتيب القاعة تبعاً لطريقة جلوس المجموعات وفق إستراتيجية التعلم التعاوني.
– اختيار قائد لكل مجموعة ووضع قائد بديل في حالة تغيبه.
– زرع الثقة في المتدرب.
– حث المتدرب على احترام الذات واحترام الآخرين.
– المزج بين التعليم والتدريب من خلال استخدام التمارين والألعاب التدريبية لتحفيز مهارات التفكير الإبداعي لدى المتدربين وخلق جو من المرح والمتعة في التعليم.
– التحفيز الدائم للمتدربين من خلال المكافآت المادية كالهدايا أو الدرجات الإضافية أو المعنوية مثل كلمات الشكر أو العبارات التحفيزية .
– العمل بروح الفريق الواحد وبث التعاون بين أعضاء الفريق وجميع المتدربين في القاعة.
– بناء العلاقات الإجتماعية والتواصل الجيد والفعال بين المتدربين.
– نربط الدرس بالواقع اليومي من خلال تركيزنا على أن يكون الإمتاع بالقلب والإقناع بالعقل.

التدريب التعاوني يمكن أن نطبقه بشكل دائم أو مؤقت لكسر حاجز الروتين اليومي للمحاضرات أو الحصص الدراسية فهو سهل التطبيقي في كل المجالات التعليمية ولا يقتصر على مرحلة معينة أو مجال علمي
معين. ليس هنالك أروع من أن يأتي المتدرب إلى القاعة التدريبية وهو متشوّق لتعلم المزيد بلا كللٍ أو ملل .

أ. أفراح عبد الله الردعان
عضو هيئة تدريب
المعهد العالي للخدمات الإدارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock