خطاب التخرج الذي أغضب الصينيين

أثار خطاب تخرج ألقته طالبة صينية في جامعة ماريلاند الأميركية، ردود أفعال غاضبة في مواقع التواصل الاجتماعي الصينية وعلى المستوى الرسمي، حيث أشادت الطالبة بالهواء النقي وحرية الرأي والتعبير في الولايات المتحدة، وهو ما كانت تفتقده في بلدها على حد تعبيرها.
وقالت يانغ شوبينغ في خطابها خلال حفل التخرج الذي نظمته الجامعة الأميركية في 8 مايو/أيار الجاري، “غالبا ما يسألني الناس لماذا جئت إلى جامعة ماريلاند؟ أقول لهم بسبب الهواء النقي”.
وذكرت أنها نشأت في مدينة بالصين “أضطر فيها إلى  ارتداء قناع الوجه في كل مرة أخرج إلى الشارع، خوفا من الأمراض، ولكن في اللحظة التي خرجت فيها من المطار استنشقت نسيم الحرية”.
ورددت يانغ -التي تخرجت بدرجة ثنائية في مجالي علم النفس والدراسات المسرحية- مقولات عن الحرية للفيلسوف والكاتب المسرحي الفرنسي جان بول سارتر، مثل “الديمقراطية والحرية الهواء النقي الذي يستحق القتال من أجله” و”الحرية خيار” و”مستقبلنا يعتمد على الخيارات التي نصنعها”، مشيرة إلى أن حرية التعبير حق مقدس في الولايات المتحدة.
غضب عارم 

وبمجرد انتشار مقطع الفيديو لخطاب الطالبة الصينية، توالت ردود الأفعال الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، واتهم نشطاء الطالبة بأنها تقلل من قيمة وشأن بلدها وتضر بسمعتها في الخارج، وطالبوا السلطات الصينية بعدم السماح لها بالعودة إلى الصين.
وكتب مغرد على حسابه في موقع “ويبو” الصيني -المعادل لتويتر- “أشعر بالخجل من إذلال بلدنا أمام هذا الحشد من الطلاب في الجامعة الأميركية”، مضيفا أن “الصين دولة كبيرة، وهي قوة اقتصادية عظمى، يجب أن نشعر بالفخر كوننا صينيين بدلا من توجيه الإهانات لبلدنا بهذه الطريقة”.
لي كانغ دعا الطلبة لتوخي الحذر في الحديث عن بلدها للخارج (وسائل التواصل)
وعلق آخر “هذا الخطاب ينسجم مع الأحقاد التي تضمرها الولايات المتحدة للصين، يجب عليهم منحهاالبطاقة الخضراء عرفانا منهم لهذه الدمية”.
ولدى البحث عن أصل الطالبة والمدينة التي تتحدر منها، وجد صينيون أنها من كونمينغ بمقاطعة يونان جنوب غرب الصين، وهي مدينة تشتهر بهوائها النقي وأجوائها الطبيعية مقارنة بالمدن الصينية الأخرى.
وفي تعليقه على الموضوع، أصدر مركز مدينة كونمينغ للأرصاد الجوية بيانا على موقعه الإلكتروني، أشار فيه إلى أن درجة نقاء الهواء في المدينة في اليوم الذي ألقت فيها يانغ خطابها في حفل تخرجها كانت 100%، وأن درجة نقاء الأجواء في المدينة لا تقل عن 95% على مدار العام.
تعليق رسمي 

وفي معرض رده على سؤال بشأن خطاب الطالبة، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية لي كانغ -خلال إفادة يومية- إن على الطلبة الصينيين أن يكونوا أكثر حذرا في الحديث عن بلدهم في الخارج، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الطلبة الذين يدرسون في دول أخرى يتأثرون بثقافات تلك الدول ويخضعون لعمليات تغيير في طريقة تفكيرهم.
من جهتها قالت صحيفة “غلوبال تايمز” المقربة من الحزب الشيوعي، إن حديث يانغ العلني عن حرية التعبير “غير ناضج”، متهمة الطالبة بنشر “آراء راديكالية”.
كما وجهت صحيفة الشعب اليومية -وهي صحيفة رسمية ناطقة باسم الحزب الشيوعي- اتهامات للطالبة يانغ بتعزيز الصور النمطية السلبية للصين في الخارج.
وفي محاولة واضحة لنزع فتيل الأزمة، كتبت الطالبة يانغ اعتذارا على صفحتها على موقع ويبو، أوضحت فيه أن الخطاب كان مجرد مشاركة لجزء من تجربتها الدراسية في الولايات المتحدة، وأنها لم تكن تقصد التقليل من قيمة بلدها، وعبرت عن أملها في ألا يؤدي الخطاب إلى أي هجوم عليها في المستقبل.
من جهتها أصدرت إدارة جامعة ماريلاند بيانا لم يتطرق مباشرة إلى الضجة التي أثارها خطاب يانغ، قالت فيه إن الجامعة تدعم حق يانغ شوبينغ في التعبير عن وجهة نظرها، وتثني على قدرتها في إيصال صوتها والتعبير عن قناعاتها بهذه الجرأة.

المصدر:

الجزيرة