كويتي يبيع الفلافل في مدريد.. أسّس مطعمه في 5 أيام وهذا ما قاله عن تجربته بإسبانيا
قد يبدو أن افتتاح مطعم للفلافل والمأكولات الشرقية في أوروبا مشروعاً متهوراً، لكن الشاب الكويتي أحمد فؤاد جمعة (29 عاماً) لا يعتقد ذلك أبداً، بل على العكس فهو واثق من النجاح ويتكلم بحماس شديد عن مطعمه Fun falafel الذي افتتحه في مدريد منذ سنة مع شريك لبناني.
جمعة الحاصل على دبلوم محاسبة، ضحّى بوظيفته في المستشفى الأميري كي يتفرغ لمطعمه. وهو يعشق مدينة مدريد وناديها لكرة القدم، وتجد في منزله نسخة عن كأس إحدى بطولات النادي العريق، ويقول إن زياراته لمدريد على مدى 8 سنوات جعلته يعرف كل شوارع المدينة، وأين يمكن فتح مشروع تجاري ليحقق حلمه.. في مدينة أحلامه.
ويضيف: «Fun falafel» مطعم عربي يقع في ساحة كالاو الشهيرة وسط مدريد، ويقدم الفلافل والشاورما والمشويات والحلويات العربية، وجاءت الفكرة عن طريق حلم رأيته ذات ليلة، ثم تحقق مع صديق لبناني يعيش هناك تعرفت عليه في إحدى ساحات مدريد ونشأت بيننا صداقة فأصبحنا شركاء.
عراقيل ووساطات في “الديرة”
وعن سبب اختياره لمدريد وليس الكويت، يقول جمعة للصحيفة: “اخترت مدريد بسبب عشقي لهذه المدينة الراقية ولفريقها وسكانها ومعرفتي بتفاصيل شوارعها وثقافتها العريقة. لم أفتتح مشروعي في الكويت لكثرة العراقيل والصعوبات والواسطات لإنهاء الإجراءات والأوراق والشهادات الصحية وجمع التواقيع”.
ويضيف: “لم يستغرق تأسيس شركة المطعم أكثر من 5 أيام في مدريد، كما استغرق إنهاء الأوراق والمستندات المطلوبة شهراً واحداً”. وكشف أن كلفة إنشاء المطعم بلغت 100 ألف يورو تقريباً.
ويتابع: “صعوبات التمويل في البداية وحاجتنا الماسة لبداية العمل في أسرع وقت جعلتنا نفتتح مطعمنا العام الماضي من دون طاولات وكراسي للزبائن، لكن بعد الإقبال المتزايد قمنا بتوفير المستلزمات بشكل تدريجي”.
أحتاج دعماً معنوياً فقط
ويؤكد جمعة عدم تلقيه أي دعم من الكويت أو من سفارتها في مدريد، ويقول: “لا أحتاج لأي دعم في دولة يطبق فيها القانون والمساواة بين الجميع، ما أحتاجه هو الدعم المعنوي فقط”.
ويضيف: “ساعدتني إعلانات إنستغرام أكثر من أي وسيلة دعائية أخرى، إنها وسيلة تساعد المشاريع الصغيرة على توفير أموال الإعلانات لتسديد مدفوعات أخرى”.
وإذ يبدي اعتقاده بأن بلده الكويت يلزمه الكثير لتسهيل الأعمال فيه وأولها يبدأ بتقصير الدورة المستندية التي تستغرق وقتاً طويلاً من دون مبررات مقنعة، يدعو الى التعامل مع جميع المبادرين من الشباب الكويتيين بسواسية وعدل وإنصاف، وينصحهم بالاستثمار في الخارج لأنها تجربة جميلة جداً ومليئة بالتحديات.
ولا يخجل جمعة أبداً بعمله في المطعم كأي موظف آخر كتنظيف الطاولات وغسل الصحون ولفّ السندويشات وأخذ الطلب وتقديمه للزبائن، ويقول: “أنا إنسان عادي وأحب العمل أياً كان، وكثرة أسفاري ومشاركتي في مشروع تجاري لا تجعلانني مغروراً، بالعكس فإن الاختلاط مع الجنسيات الأخرى علمني التواضع والبساطة”.
ويلفت الى أن أغلب زبائن المطعم من الخليجيين والعرب الذين يحبذون أكل مأكولاتهم الأصلية في الدول الأجنبية، كما أن الأجانب يحبون تجربة المأكولات الشرقية، خصوصاً أن الفلافل تكتسب شهرة عالمية كطعام شرقي، لكننا أضفنا أنواعاً أخرى من المأكولات والحلويات العربية لإرضاء أكبر عدد ممكن من الأذواق.
التكنولوجيا سهّلت حياتي
وعن كيفية تنظيم وقته بين الكويت ومدريد ومدينة مانشستر، حيث ينوي العيش مؤقتاً بسبب منحة جامعية حصلت عليها زوجته، يقول: “لا أجد صعوبة في ذلك بوجود التكنولوجيا التي وفرت عليَّ الكثير وسهلت حياتي، فحسابات وفواتير المطعم أتابعها عن طريق الواتساب والإيميل، كما أتابع عمل المطعم بشكل مباشر من خلال كاميرا تم ربطها بهاتفي الذكي”.
أما عن خططه للتوسع فيؤكد جمعة أنها موجودة بالفعل، لكنه لا ينوي التسرع بها، ويكشف عن تأجيله لافتتاح فرع في لشبونة البرتغالية بانتظار تسديد ديون الفرع الحالي.
المصدر:
هافينغتون بوست