كتاب أكاديميا

عدم حصول جامعة الكويت على تصنيفات متقدمة شي مؤسف! بقلم د. سلوى عبدالله الجسار 

إن عدم حصول جامعة الكويت علي تصنيفات متقدمة في المقاييس العالمية مثل تصنيف ( QS ) وتصنيف (TIMES) شئ مؤسف رغم مرور ٥٠ سنة علي انشائها خصوصا انها قد حققت مستويات متقدمة في سنوات سابقة ولكن خلال اكثر من ١٠ سنوات أصبحت فى تراجع واضح حسب معايير تقويم المؤسسات الأكاديمية والتى منها :  
١- اعمال اللجان وإنجازاتها : توجد عدم شفافية فى اعمال اللجان الاكاديمية فى اغلب الكليات و لجان التعينات والترقيات والبعثات والتى يشوب البعض منها عدم الحيادية والمهنية والعلمية والوقوع فى المخالفات والتجاوزات ولقد انعكس ذلك علي نوعية المبتعثين والمدخلات من اعضاء هيئة التدريس وترقياتهم والوظائف المساندة ، ولازالت الجامعة تواجة ازمة التعينات السياسية والاجتماعية مما أضر ذلك علي مستويات الاداء فى الجامعة والكليات ، ولعل التأخر في اصدار القرارات في العديد من اللجان وعدم تطبيق اللوائح في تنفيذ العقوبات ادي الي تراجع المستويات الادائية وجودة المخرجات . بالاضافة الى التحدى الكبير فى ترقية أعضاء هيئة التدريس والمزاجية فى الترقيات أدى الى قلة درجات الاستاذية وتراجع الكثير من أعضاء هيئة التدريس للتقدم الى الترقية . 
٢- الادارة الجامعية : تواجة الادارة الجامعية المتمثلة في الادارة العليا وادارة بعض الكليات الجامعية العديد من التدخلات السياسية والاجتماعية من خارج الجامعة والذي لايعطي عملية صناعة القرارات ومستويات اتخاذ القرارات صفة الاستقلالية وفق القانون والنظم واللوائح الجامعية مما عرض الجامعة الي الوقوع فى العديد من التجاوزات القانونية والفنية ، وهذا اتضح فى تقارير ديوان المحاسبة وما زالت الجامعة تقع فى نفس الأخطاء والتجاوزات .
٣- زيادة إعداد المقبولين : ان زيادة اعداد المقبولين في جامعة الكويت منذ العام ٢٠١٢/٢٠١١ جاء علي حساب الطاقة الاستيعابية الفعلية للجامعة بسبب تدخلات سياسية مما ادي الي زيادة اعداد الطلبة في الشعب الدراسية والتى منها شعب مقررات التخصص في معظم كليات الجامعة مما أثر ذلك على نسبة عضو هيئة التدريس بالنسبة لعدد الطلبة فى المقرر ، ادى ذلك الى التحول من التعليم العملي والتطبيقي الي التعليم النظري التقليدى ، انعكس ذلك على جودة المخرجات التعليمية والإعداد المهنى والفنى لسوق العمل وخاصة في الكليات المهنية مثل كلية التربية والهندسة والعلوم الادارية وغيرها .
٤- مشكلة الشعب الاضافية : ظهور هذه المشكلة بسب عدم كفاية اعداد اعضاء هيئة التدريس وعدم مناسبة المباني الحالية لاستيعاب الاعداد الاضافية الامر الذي اخر تخريج العديد والمكوث فى الجامعة لعدد اكثر من السنوات الدراسية . 
٥-ميزانية الجامعة : عدم كفاية ميزانية الجامعة وقيام وزارة المالية في الاستمرار في خفض الميزانية مما انعكس ذلك علي مجال الابحاث والتدريب والاستشارات والتنمية المهنية والادارية حيث لازالت جامعة الكويت لاتلعب دور اساسي في برامج الشراكة المطلوبة مع القطاع الحكومي والخاص ، ان مساهمة الجامعة في مؤسسات المجتمع يمثل دورا هاما فى التنمية المجتمعية . 
٦- اختيار المنتدبين للتدريس : ان التوسع في زيادة اعداد الطلبة المقبولين ادي الي اختيار اعداد كبيرة من المنتدبين لا ينطبق على مجموعة منهم الشروط المهنية والاكاديمية ، ولقد أخذ طابع الاختيار محاصصات وأمزجة شخصية وليست علمية بالاضافة الى ضعف الخبرات المهنية والاكاديمية في التعليم والتدريس الجامعي ، مما أثر ذلك على مخرجات الكلية ، قيس على ذلك اعطائهم مقررات تخصصية ومتقدمة و رفع تقديرات الطلبة.
٧-ضعف آداء الطلبة : ارتفاع نسب النجاح فى الثانوية العامة ورسوبهم فى اختبار القدرات الجامعية مما أدى الى تزايد اعداد الطلبة في المقررات التمهيديه وهذا يعكس وجود خلل في التحصيل العلمي للطلبة في الثانوية العامة وغياب التنسيق في معالجة هذا الخلل بين وزارة التربية والجامعة . 
٨-الانشاءات والمبانى والامكانات والخدمات المساندة: لا يوجد تناسب منطقى بين إعداد الطلبة ،والامكانيات والمبانى والخدمات المساندة والمناهج التعليمية المعروضة وأعدادها والشعب المغلقة ، والمكتبات ومصادر التعلم والمختبرات .
بقلم / د. سلوى عبدالله الجسار

 عضو مجلس الأمة السابق والأستاذ المشارك في جامعة الكويت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock