أخبار منوعة

عبدالوهاب الوزان: الأسرة الكويتية مطالبة بكبح جماح إسراف أبنائها

يقول النائب الثاني لرئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت عبدالوهاب الوزان إن الله أنعم على مجتمعنا الخليجي، والكويتي بشكل خاص، بنعم كثيرة خلال الطفرة الاقتصادية الأولى، ليرتفع دخل الأسرة فيها بفارق كبير عن الدول العربية الأخرى. إلا أنه مع توافر السيولة المالية أخذت الأجيال تستسلم لأسلوب البذخ والإسراف، وتعجز عن الصمود في وجه مغريات الحياة، حيث ينفق كثيرون كل مدخولهم وأكثر وفق مبدأ «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب»، مستخفين بالموارد المهمة من طعام وماء ومال وطاقة وغيرها.

يرى الوزان أن أكثر الأسر في مجتمعنا تلهث وراء المصاريف وتُنفق دخلها إلى آخر دينار، بل كثير منهم يستدين ويشتري ويسافر حتى بالتقسيط، ليس لقلة الدخل وانما لكثرة المصاريف والاهتمام بالمظاهر وتقليد الآخرين، وتعود المجتمع على الترف والاسراف بشكل غريب وعلى كافة المستويات، أغنياء ومتوسطي الدخل وفقراء إلا من رحم ربي.

ويلاحظ الوزان انه مهما زاد دخل الأسرة الكويتية زادت مصاريفها، بل إن بعض الأسر إذا زاد دخلها زادت ديونها، لأنها تتعود على الإنفاق بلا حساب، مؤكداً أن الترف يجعل صاحبه رخواً لا يحتمل المصاعب، ولا طاقة له على العمل الجاد، وبالتالي فإن قدرة المجتمع على العمل والانتاج الحقيقي تضعف بقدر افراطه في الاستهلاك الكمالي، كما يؤدي ذلك إلى فساد الأخلاق والذمم.

ويرى الوزان أن الحكومة ساهمت في خلق شعب متكاسل يطالب بالحقوق دون بذل الواجبات المطالب بأدائها، وتَعود أن يأخذ دون أن يعطي، ولهذا فانه يتذمر ويشكو في حال طُلِب منه الترشيد وشد الأحزمة، لأنه يرى الحكومة نفسها متقاعسة تسرف في الإنفاق، مع صدور عبارات جديدة في الآونة الأخيرة من قبلها، مثل: ترشيد الانفاق، تنويع مصادر الدخل، والاصلاح الاقتصادي. وهي لغة غريبة لم يتعود المواطن سماعها في زمن الوفرة المالية الذي غاب عنه الحذر في الإنفاق.

ويؤكد أنه مع تراجع أسعار النفط بشكل ملحوظ وتأثيره على ميزانية الدولة التي تعتمد عليه كمصدر دخل وحيد للدولة، أصبح واجباً ولزاماً على الشعب أن يقوم بدوره تجاه بلده، ويساعد في تحمل المسؤولية، بأن يساهم في تحمل تكاليف استهلاك الكهرباء والماء الذي تقدمه الدوله وتدعمه، وأن يعزز مشاركته في الانتاج من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة وابتكار ما هو جديد، بما يعود بالفائدة على البلاد، مشدداً على ضرورة تحويل محنة هبوط أسعار النفط إلى منحة عبر تنويع مصادر دخل الدولة.
دور الأسرة

ويشير الوزان إلى ضرورة كبح الأسرة جماح الإسراف لدى أبنائها، وتعليمهم معنى الادخار، باعتباره أهم الطرق لتحقيق الاستقرار المادي، وتوفير المال للاستفادة منه في وقت الحاجة بدلاً من الإسراف فيه من غير طائل.

ويبين أن مفهوم الادخار والتوفير لدى الكثيرين يتمثل في وجود حساب مصرفي يتم إدراج المبالغ المالية وادّخارها فيه، وهذا المفهوم خاطئ، إذ ان الحساب المصرفي هو مكان بحفظ المال لا طريقة لحفظه، لافتاً إلى أن المال يُحفظ عن طريق حسن إدارته ثم يأتي إيداعه في هذا الحساب أو ذاك.

ويوضح الوزان أن الطريقة المثلى للادخار تتمثل في التخطيط المناسب للاحتياجات والمصروف اليوميّ والشهري، ومعرفة أين تكمن الحاجات الضرورية وأين هيَ الكماليات التي يستطيع الإنسان أن يستغني عنها، ثم تخصيص هامش مُعيّن من المبالغ المالية المرصودة شهرياً للتوفير والادخار.

ويطالب الوزان المواطنين باتباع العادات الإيجابية في الاستهلاك عبر البُعد عن الأنماط الاستهلاكية السيئة، وعلى رأسها التبذير، مع تعليم الأطفال عادات التوفير وضبط النفقات لأنهم يُساهمون بشكل كبير في التوفير والإدخار، ويتعلمون من خلال ذلك أهمية المال والمحافظة عليه.

وحول ما إذا كان يرى الأفضلية في إدارة ميزانية الأسرة الكويتية، للزوج أم للزوجة، يقول الوزان: المرأة الكويتية دائماً ما تثبت أنها مدبره جيدة وتتحمل المسؤولية، وتؤدي دورها دائماً على أكمل وجه، وهي عماد البيت، والمسؤولة عن ميزانيته، بحكم اطلاعها على كل صغيرة وكبيرة فيه ومعرفة ما يتطلبه من احتياجات، سواءً للزوج أو للأولاد أو حتى الخدم في المنزل، لذا فهي قادرة على إدارة البيت أفضل من الزوج، كما أنها عون له في تحمل أعباء الحياة.

القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock