كتاب أكاديميا

بن العميد بطعم جديد | كتب: بشار العثمان

  

 

كثيراً من الناس اعتادوا على شرب القهوة بأنواعها المختلفة والمتنوعة، فمنها: التركية والفرنسية والعربية والأمريكية والإسبريسو، والعديد من الأسماء الحديثة والمستحدثة، والحقيقة أن موضوع القهوة له عدة جوانب وآثار فمنها الجانب الاجتماعي والاقتصادي والصحي، لذلك سنتناول عادة شرب القهوة من زاوية واحدة وهي العلاقة بين المرؤوس أو المراجع وقهوة المسؤول.

إن عادة شرب القهوه في الصباح الباكر تلازم صاحبها لفترة طويلة من الزمن، وتصبح جزء لا يتجزأ من حياته وتصل في كثير من الأحيان لدرجة الإدمان، ومن يتأخر عن شربها في الصباح يشل تفكيره وتسوء تصرفاته اتجاه من يقابل أو من يتحدث معه، وفي بعض الأحيان تكون تصرفاته غير مسؤولة ومشوشة الذهن والتفكير وخاصة إن كان من المدخنين الشرهين، والذي يمزج شرب الفنجان بتدخين سيجارة الصباح والتي عادة ما تحتاج إلى هدوء وسكون في محيط المكان، لذا عزيزي القارئ إن كان مسؤولك في العمل ممن اعتاد على هذه السلوكيات والطقوس الصباحية من شرب فنجان القهوة والتدخين معاً، يتوجب عليك الحذر والتعرف على ثقافة التعامل مع هذه النوعية من المسؤولين، فلا تقابله أو تتحدث معه حتى يصفي ذهنه ويكون مؤهل للسماع والإصغاء لما تقول، ولا تشرح له أية فكرة أو قضية ما حتى ينتهي من شرب الفنجان كاملاً، وإن وجدته مشوش الذهن والتفكير ولا يعي ما يقول ويهلوس في الحديث، وقد يتأتئ في الكلام أحياناً فتوقع أنه لم يشرب قهوته الصباحية أو على الأقل لم يأخذ كفايته منها، ولذلك فهو يفتقد للنيكوتين والكافيين معاً، وهو يحتاج إليهم و بشكل سريع حتى يتوازن تفكيره ويعي مايقول، وانخفاضهم في الدم هو السبب الرئيسي لهذه التصرفات وإن كانت هناك أسباب أخرى تؤدي بهذا المسؤول لسوء التصرف مع محدثيه كضغط العمل وضعف الميزانية ونقص الكفاءة والقدرات اللازمة لشغل وظيفته وغيرها من أسباب، وقد يكون السبب أيضاً عدم قدرته على تحمل المسؤولية في المرفق الذي يديره وضعفه في اتخاذ القرارات في مؤسسته، لذلك نقدم نصيحة لجميع المرؤوسين والمراجعين بعدم مقابلة المسؤول في الصباح الباكر وتأجيل المقابلة إلى ما قبل الظهر، حتى يصفي ذهنه وتزول إحدى أسباب نقاط ضعفه، وإن كنت مضطراً للزيارة الصباحية فلا مانع من اصطحاب فنجان قهوة من الحجم الكبير وذات التركيز العالي من الكافيين للمسؤول من قبيل الاحتراز والاحتياط والحذر.
أما عن نصيحتنا للمسؤول من محبي القهوة الصباحية ومن المدمنين على شربها بمكاتبهم، بأن يشرب فنجان قهوة الصباح وأن يأخذ كفايته منها في منزله قبل أن يتوجه إلى العمل، وبذلك تكون منشرح الصدر ومبتسم ومتفائل ومستعد للتحاور مع العاملين والمراجعين والتناقش في قضايا تهم العمل والمصلحة العامة، وبأن لا تحمل الناس وزر نقص الكافيين في دمك.

بقلم: بشار العثمان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock