أكاديميان يطالبان بوجود أكثر من «حكومية» وتنوع في «الخاصة»
تقليص الابتعاث… زيادة لمشاكل الجامعة
اكاديميا| الراي
رأى أكاديميان في جامعة الكويت أن تقليص الابتعاث للدراسة في الخارج، سيزيد من مشاكل الجامعة، مشيرين الى أن «مساحة الجامعة المكانية، وهيئتها الأكاديمية والإدارية، لا تستوعب الأعداد الكبيرة من خريجي الثانوية العامة»، مبينين أن «تقليص المبتعثين سيحول البيئة التعليمية في البلاد إلى بيئة غير صحية»، مشددين على أن «الاعداد الكبيرة من الطلبة في الفصل الواحد يؤثر بالسلب على جودة التعلم».
وأشار الأكاديميان، الى أن «تخطيط مدينة صباح السالم الجامعية في الشدادية ليس دقيقا، ولا يستوعب اعدادا اكبر من 40 ألف طالب كما هو الحال حاليا»، لافتين الى أن «الحل في وجود اكثر من جامعة حكومية، والتنوع في الجامعات الخاصة»، منوهين أن «توصية المحكمة الدستورية بالفصل بين الطلاب والطالبات في القاعات فقط، يمكن أن يسهم في حل جزء من المشكلة».
وقالت العميد المساعد للشؤون الطلابية في كلية التربية، جامعة الكويت، الدكتورة مريم المذكور، إن «كلية التربية لديها حاليًا 7208 طلاب وطالبات، وتعاني من قلة أعضاء هيئة التدريس والقاعات والمختبرات ونقص الشعب التي تلبي احتياجات الطلبة، وخصوصاً بعد إلغاء الإضافي من دون دراسة مستوفية»، مبينة أن «ما تعانية كلية التربية الآن نتيجة آثار سياسات القبول السابقة المرتفعة».
وأوضحت المذكور، أنه «لا المساحة المكانية من قاعات ومختبرات ولا أعداد الهيئة التدريسية والأكاديمية المساندة والهيئة الإدارية ولا الخدمات تستوعب خريجي الثانوية العامة من المواطنين في الكويت في حال الأخذ بتوصيات المستشار لوزارة المالية بتقليص عدد المبتعثين بدون دراسة وضع الجامعة الراهن»، مؤكدة أن «التعليم في الكويت سيدخل في أزمة أكبر حال الاخذ بتلك التوصيات».
وذكرت المذكور، «هناك مقترح في حال تنفيذ توصيات مستشار وزارة المالية، وهو ان تبقى جامعة الكويت كما هي ويتم تعجيل فتح مدينة صباح السالم الجامعية (الشدادية) كجامعة حكومية ثانية، ويتم تشجيع القطاع الخاص بفتح جامعات خاصة معتمدة ومرموقة برسوم مناسبة لاستيعاب الاعداد المتزايدة عاماً بعد عام».
وعن امكانية استيعاب جامعة الشدادية لطلبة الجامعة والمبتعثين في حال تقليص البعثات الدراسية، قالت المذكور، «للأسف لم يكن تخطيط جامعة الشدادية دقيقا ولم تُعد لاستيعاب اعداد اكبر مما عليه الحال الان، وتخطيط الشدادية بني على قاعدة بيانات ومعلومات الجامعة الحالية، فالطاقة الاستيعابية للمدينة الجامعية في الشدادية نحو 40 ألف طالب وطالبة، اي تقريباً نفس عدد الطلبة الحاليين»، مشيرة الى ان «الحل كما اشرنا ان تكون هناك اكثر من جامعة حكومية وليس فقط جامعة واحدة، ويكون هناك تنوع في الجامعات الخاصة، وتكون هناك آليات في الابتعاث للدراسات العليا وفتح برامج دكتوراه في الكويت والتعيينات والانتدابات».
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم جمعية اعضاء هيئة التدريس الاستاذ في كلية العلوم الطبية المساعدة الدكتور مساعد الزيد، «في الوقت الحالي فان جامعة الكويت تعاني من مشكلة زيادة اعداد الطلبة الذي يفوق استيعاب الجامعة من ناحية عدد قاعات المحاضرات التي تستوعب الاعداد الكبيرة للطلبة أو الحاجة الي شعب تدريسية كثيرة أو عدد المحاضرين نسبة الي عدد الطلبة»، مبيناً ان «تقليص الحكومة لعدد الطلبة المبتعثين الي الخارج سيضاعف حجم المشكلة ويزيد من الضغط على الادارة الجامعية لحلها وتوفير القاعات الدراسية كما سيزيد من الضغط على الهيئة التدريسية في تدريس اعداد كبيرة من الطلبة».
وأوضح الزيد، أن «الناتج من تقليص الحكومة لاعداد الطلبة المبتعثين هو تحول البيئة التعليمية في الكويت إلى بيئة تعليمية غير صحية أو غير مناسبة».
وأضاف الزيد، إن «الاعداد الكبيرة من الطلبة في الفصل الواحد يؤثر بالسلب على جودة التعلم وادوات التعليم وكيفية ايصال المعلومة والتواصل بين الهيئة التدريسية والطلبة».
وعن تشغيل جامعة «الشدادية» وامكانية استيعابها لاعداد اكبر من الطلبة، قال الزيد، «أعتقد ان توصية المحكمة الدستورية بالفصل بين الطلبة والطالبات في القاعات الدراسية فقط سيحل جزءا من المشكلة من حيث استيعاب عدد الطلبة بالنسبة للقاعات، ولكن تظل مشكلة نسبة الهيئة التدريسية الي عدد الطلبة الكبير»، متابعاً ان «الحل هو ابتعاث الخريجين الكويتيين لاكمال دراسة الماجستير والدكتوراه في الخارج ثم العودة للعمل كاساتذة في جامعة الكويت، ولكن هذا الحل يحتاج الي الكثير من الوقت والصبر».
وأوضح الزيد، ان «ابتعاث الخريجين للحصول على الدكتوراه هو افضل حل مستقبلي يعود بالنفع على الجامعة من حيث تعليم أفضل».
واختتم الزيد، محذراً من ان تقليل عدد مقاعد الابتعاث قد يدفع الادارة الجامعية الي الاستجابة للضغوطات الخارجية بتعيين هيئة تدريسية من غير مبتعثي الجامعة، علمًا بانتشار الشهادات الوهمية أو المسماة بشهادات (الدكاكين)»، واصفاً الخطوة بانها مخاطرة ومجازفة بجودة العلم والتعلم ومخرجات الجامعة.