يا وزير التعليم العالي أبعد الجامعة عن الصراعات السياسية
أكاديميا | الشاهد
ابتليت جامعة الكويت منذ سنوات طويلة بالحروب السياسية، وأصبح تعيين مديرها يخضع لحسابات معقدة لا علاقة لها بالكفاءة وحسن الادارة، فإن كانت الغلبة لليبراليين تم إقصاء كل من يخالفهم في الرأي وتصدر قوانين ولوائح تتماشى مع أفكارهم وأجنداتهم، وإن كانت للاخوان المسلمين زرعوا أعوانهم ومحبيهم في المناصب القيادية المؤثرة وأحالوا كل من يعارض هيمنتهم الى التحقيق، ولم يسلم أحد من أذاهم ومن عاند خرج بفضيحة مدبرة.
جامعة الكويت تحولت إلى ساحة للمعارك السياسية والنتيجة كانت هروب الكفاءات وتدني مستوى التعليم ومحسوبية في التوظيف، وقد كشفت لجنة الميزانيات بمجلس الأمة اخيرا جموداً وخللاً في نظام الترقيات بالجامعة، كما شهدت الجامعة تنفيعا في المشاريع والكل مازال يتندر حتى اللحظة عن المشاريع التي نفذتها زوجة القيادي السابق بالجامعة وادت الى خسائر بالملايين، اضف الى ذلك تأخر كل المشاريع وعلى رأسها جامعة الشدادية.
ولأن الفوضى ضربت اطنابها في كل ارجاء الجامعة زادت الطين بلة اللجان العليا حيث دهست القوانين وخالفت القواعد واللوائح والاعراف من أجل تثبيت المحسوبين على تيارها لهذا نأمل من الوزير الاصلاحي بدر العيسى الذي يعرف معظم خبايا وخفايا الجامعة تعيين شخصية مقبولة ليست محسوبة على تيار أو جامعة او حزب او فئة، شخصية لم تتلوث يدها بالسياسة ولم تستغل المشاريع لبلع الملايين، سجلها نظيف، ولتكن بداية الاصلاح في عهده.. نعلم ان الوزير يتعرض حاليا لضغوط من مختلف الجهات لتعيين المحسوبين عليها، وهذا ما أخر إعلان تعيين مدير الجامعة، كثيرون يؤيدون تعيين الدكتورة حياة الحجي التي تسلمت المنصب مؤقتا وخلال فترة توليها قامت بأعمال تحسب لصالح الجامعة، ونعم الحرم الجامعي بهدوء وابتعد عن التجاذبات لأنها ليست محسوبة الا على مركز عملها.
حان الوقت ليعيد الوزير العيسى أعلى مؤسسة تعليمية في البلاد الى مكانتها الطبيعية ويبعدها عن دائرة الصراعات، وليتفرغ الاساتذة والاداريون والطلبة الى التعليم وكفانا حروبا كانت أولى ضحاياها.. جامعة الكويت.