كتاب أكاديميا

يوسف عوض العازمي يكتب: إعادة هيكلية للمسئولية الإدارية (6)

” التعليم يحرس البلاد أفضل من جيش منظم “

( ادوارد افريت )

مالذي نريده من التعليم ، ماهي الأسس والإستراتيجيات المنظمة له ، هل هناك عائد ملموس للمجهودات والبذل في هذا الشأن ؟

لنبدأ أولا” من اسم الوزارة المعنية ، أسمها وزارة التربية ، إذن لنتوقف اولا” عند هذه التسمية ، هل وزارة التربية تهتم فعلا” لا قولا” بترجمة هذه المسئولية إلى واقع ، هل تلمس أحد أن الوزارة تضع مهمة التربية كأولوية ذات صفة مهم جدا”  ؟ هذا السؤال برسم الجميع !

قبل الدخول في التفاصيل المختصرة ، علينا النظر بجدية للمناهج الدراسية ، وفائدتها وتحليل ماقدمته ، و كذلك النظر بشكل عام للعملية التعليمية من خلال سيرها وتركيب لوائحها ، وعدم تقديس بعض الامور ، فهنا أتمنى ان يتم الاخذ بقياس علمي معقول غير قياس نجاح الطالب او رسوبه بناء على اختبارات نهاية الفصل الدراسي ، والتي قد تتعرض لعوامل تؤثر عليها ، واللبيب بالإشارة يفهم ، العالم يتطور ، وطرق التدريس والتقويم تتطور ، ونحن حتى الآن على خطط لها عقود من الزمن ولم يثبت نجاحها حتى سبعون بالمائة ! 

لنبدأ بالأهم في سلم وقواعد وزارة التربية ألا وهم أطراف المعادلة ( المدرسة / الطالب / المعلم ) ، هنا سنتحدث بصراحة مالذي تطور في المباني والمقرات الدراسية منذ زمن ، هل تغير شئ ، بل هل هناك خطط صيانة وتشغيل و تطوير مستمر لهذه المباني الكبيرة والمكلفة ماديا” ، هل هناك إدارة متخصصة منتجة تقوم بأدوار الصيانة الدورية الملحة وتراقب الأعمال ذات الشأن بالصيانة والتشغيل بشكل جيد ، علينا قبل الإجابة أن ننوه بألا يفهم معنى الصيانة والتشغيل بإستقدام حراس مدارس أو عمال نظافة ، وهنا يعلم كل متابع انه حتى موضوع الحراسة والتنظيف يحتاج مقالات لوحده ، هناك تقصير واضح في أعمال الصيانة والتشغيل وتجهيز المدارس وإداراتها المختصة ، وأعتقد يفترض إعادة النظر بالنظرة العامة حول هذه الإدارات الهامة جدا” ، لتشكيل و تصميم و تنفيذ خطة طموحة قادرة على تحقيق أفضل فائدة ممكنة ، والأمر لايحتاج سوى مسئول مخلص يتابع ويقرر .. فقط لاغير ..

بالنسبة للطالب أعسر مايعانيه الطالب هو ضعف بعض المعلمين او التقصير في تقديم المادة وإدارة الفصل الدراسي ، خاصة في بعض المقررات الغير سهلة ، مما يجعل الطالب في حاجة لدروس خارج المدرسة أو مايسمى بالدروس الخصوصية ، وهو الامر الذي اثقل كاهل أولياء الأمور بدفع مبالغ باهظة لذلك البند الفادح ماليا” على ميزانية الأسرة !

الحل سهل لمن اراد الحل ، وهو تعيين فقط المعلمين المؤهلين المخلصين + متابعة مستمرة لهم ،ومتابعة الطلبة انفسهم بتحصيلهم الدراسي ، زائد متابعة أمنية وتعامل حاسم مع اي معلم يقوم بتقديم دروس خصوصية بمقابل مادي ، لاشك الامر صعب ، وهناك تطور في هذا الصدد من خلال القيام بالتدريس اون لاين ، وممكن حتى من خارج البلد ، لكن متى ماصدقت النوايا وعمل بإخلاص وفق خطط واضحة وقرارات صارمة فقد يصل نجاح معقول ، وعلينا الإقتناع بأن النفوس الآمارة بالسوء لن يمنعها ضمير حي ، بل يردعها القانون الرادع !

بالنسبة للمعلم أول شئ توجيه أي معلم بالحصول على  ” رخصة المعلم ” ، للتأكد من قابليته لممارسة الرسالة التربوية التعليمية ، وفي زمن مثل زمننا هذا لم تعد الشهادات العليا مقياسا” صادقا” عن كفاءة الشخص ، لذلك مهم التأكد من كفاءة المعلم ، إضافة إلى تحفيزه معنويا” وماليا” ، و عمليا” من خلال تطويره بدورات تأهيلية مستمرة ، وتعديل بعض اللوائح الجامدة التي لانكافئ المجد ، بل تلعب على وتر الاقدمية والتي لها حقها المصان ، لكن الكفاءة أيضا” تستحق النظر والتحفيز ..

أيضا” من خلال الحديث عن المعادلة السابقة لانغفل أهمية تأهيل وتقويم الإدارات المدرسية ، وتزويدها بمايلزم للقيام بواجبها على اكمل وجه ، و كذلك مكاتب الأخصائيين النفسيين وأهمية الدور المناط ، وهو مهم  ، كذلك وتفعيل الإشراف الحقيقي على الإدارة المدرسية بشكل عام كونها العمود الفقري ، و دعمها كونها المراقب الأقرب لسير العملية التعليمية ..

والحديث يطول وماسبق مجرد خطوط عريضة ، أما التفاصيل محلها كتابات اخرى قد نراها مستقبلا” ، وبالطبع لابد من وجود إيجابيات ونقاط مضيئة ، لكننا هنا فقط لتقديم نبذة سريعة ماسمح المقال بذلك ..

يوسف عوض العازمي
alzmi1969@

. . . .
▪ تم نشر المقال باللغة الإنجليزية بجريدة KUWAIT TIMES ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock