كتاب أكاديميا

الأمن الغذائى الأولوية القصوى … بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الحمود الصباح

منذ فجر التاريخ والإنسان يسعى إلى تحقيق أمنه الغذائى ،وهذا السعى الحثيث منه لسد جوعه جعله يطور آليات تحقيق هذا الأمن الذى تحتاجه كل الكائنات الحية وليس الإنسان فقط ، وبالملاحظة والتجربة استطاع الإنسان أن يوفر هذا العناء واستغلال ما وهبه الله من مَلَكة التفكير والابتكار ليس فقط ليبقى على قيد الحياة ولكن لينطلق فى تعمير الأرض وتنفيذًا لسنن الله وحكمته ومشيئته التى اقتضت أن يكون الإنسان هو خليفة الله فى الأرض .
والحقيقة أن الأرض ضجت بأفعال البشر وظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيديهم ، وأصبحنا نواجه أزمات غذائية ومناخية وصحية واجتماعية السبب فيها هو الفساد والأنانية فى أشد صورها و أصبحنا نواجه فى هذا العصر تراكمات الفساد البشرى عبر التاريخ .
والحقيقة أن الأمن الغذائى والصحى والمناخى يكمل بعضه بعضا ، ورغم أن التقدم العلمى أفاد البشرية غذائيًا وصحيًا إلا أنه أوجد أزمة المناخ و خاصة ظاهرة الاحتباس الحرارى التى أفسدت الكثير من المحاصيل الضرورية لغذاء الإنسان ،وقد رأينا دولة الهند وهى تمنع تصدير القمح هذا العام بسبب ارتفاع حرارة الجو التى أدت إلى نقص انتاجها، بالإضافة إلى أن استمرار الاحتباس الحرارى سوف يؤدى إلى ذوبان الثلوج فى القطببين وغرق الشواطئ !! .
أما فى منطقتنا العربية وخاصة بعد الخريف العربى المستمر منذ أكثر من عشر سنوات فنجدها أشد تضررا من الأوبئة والأزمات المناخية والغذائية وذلك بسبب الاستبداد والفساد الإدارى وغياب الوعى المجتمعى والاعتماد الكلى على استيراد التكنولوجيا فى مختلف المجالات وعدم وجود كوادر حقيقية متسلحة بسلاح العلم تدير الأزمات وتبادر بخطوات استباقية تفاديًا لوقوع الأزمات ، وقد وضح هذا الأمر جليًا فى الواقع الذى نعيشه بعد تفشى وباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وما نتح عنهما من التضخم ودخول العالم فى أزمة غذائية لن ينجو منها إلا من استعد لها فى يقظة ، ولن تفلت الشعوب التى تغط فى سبات الفساد العميق من هذه الكارثة !!.
لذلك أتوجه بالنداء إلى مجلس الوزراء الكويتى بأن يعطى الأمن الغذائى الأولوية القصوى فى هذه المرحلة ، و أن تشكيل لجنة لتعزيز الأمن الغذائى فى الكويت بقرار مجلس الوزراء فى ٢٣ مايو ٢٠٢٢ ليس كافيًا ولكن نتاج عمل هذه اللجنة يجب أن يكون بتفكير خارج الصندوق وأن يتم الاستعانة بخبراء فى مجال الزراعة والثروة الحيوانية لتحقيق الاكتفاء الذاتى من خلال تكنولوجيا التوسع الأفقى والرأسى ، وكذلك التعاون مع أشقاءنا دول مجلس التعاون الخليجى وخاصة المملكة العربية السعودية وتخصيص مزارع فى الدول الصديقة لتعويض نقص الإنتاج المحلى وخاصة فى السلع الاستراتيجية كالقمح والتمور والشعير والعلف الحيوانى.
وفى الختام أرجو أن يوفقنا الله للأخذ بالأسباب والنجاة من كل أزمة ونسأل الله السلامة والأمن للجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock