لطيفة الكندري تكتب :التدريب .. بين الماضي و الحاضر
يختلف مفهوم التدريب من شخص لآخر ، و لكن الجميع يتفق على أن التدريب هو أن يكتسب المتدرب المعلومات و المهارات التي تساعده على تطوير أدائه الوظيفي و تحسين سلوكه في بيئة العمل ، و بالتالي زيادة الإنتاج و رقي الأداء الذي يؤدي إلى تطور البلد و نموه .
نما التدريب في الفترة الأخيرة بصورة سريعة جدًا و ملحوظة ، و هذا إن دل فإنما يدل على أن له أهمية كبيرة و دور فعال ومهم لمواكبة التطورات السريعة في سوق العمل .
لذا يجب علينا أن ندرك أن التدريب اليوم يختلف عن التدريب في السابق ، فقد كان يعتمد المدربون على طرق محدودة غير فعالة و أساليب بدائية مملة لتوصيل الفكرة أو المعلومة و كانت تعتمد بشكل كبير على المدرب دون إشراك المتدرب في العملية التدريبية ومن هذه الوسائل : المحاضرة ، الإلقاء ، الندوات ، الحوار …. فالإعتماد عليها إعتمادا كليا في العملية التدريبية يؤدي إلى الملل و الرتابة و طمس روح الإبتكار لدى المتدرب، فتلك الأساليب لها ظروفها فلا يجب الاعتماد عليها طيلة فترة التدريب .
و لا ننكر أن لهذه الطرق التقليدية بعض المميزات ولكن سلبياتها أكبر بكثير مما نعتقد ، فهي تعتمد على أسلوب التلقين الذي يجعل من المتدرب مستمعًا و الذي من خلاله يتم اهمال الأنشطة التي تُظْهِر الإبداعات و المواهب ، فهذا الأسلوب يهتم غالبا بالجانب النظري و العقلي للمتدرب ، إلى جانب أنه لا يراعي الفروق الفردية بين المتدربين ، كما أن تلك الأساليب بعيدة كل البعد عن الإستنتاج و التحليل و التفكير و الإبتكار و الإبداع ، لذا فمن الواجب علينا نحن كمدربين أن ننتقل من تلك الطرق القديمة التقليدية إلى الطرق الحديثة و المتطورة التي تخدم العملية التدريبية ، فهي كثيرة و متنوعة لا يمكن حصرها .
تتميز أساليب التدريب الحديثة باعتمادها على الجانب التطبيقي في استخدام الوسائل و الطرق المختلفة فهي تعزز التعلم الذاتي لدى المتدرب ، حيث يقوم باكتشاف المعلومات معتمدًا على نفسه ، هذا إلى جانب إدخال الألعاب في العملية التدريبية ، يتم من خلالها تحويل التدريب إلى لعبة مسلية يستخدمها المدرب لإيصال فكرة معينة للمتدربين تطرد الملل و تضفي روح المرح و تثير نشاط المتدرب ، و هذه الألعاب متنوعة منها ما يعتمد على العقل و الفكر و منها ما يعتمد على القوة العضلية و الحركية و من الممكن أن تكون ألعاب فردية و جماعية وتناسب جميع الفئات و الأعمار .
هذا إلى جانب الأفلام التدريبية المتنوعة و العروض التعليمية و التربوية ، و تمثيل الأدوار ، و دراسة الحالة، و الزيارات الميدانية ، و إدخال استراتيجيات التدريب النشط المختلفة و المتنوعة التي لا تعد و لا تحصى في العملية التدريبية يساعد بصورة أو بأخرى على تنمية مهارات الإبداع و التفكير لدى المتدربين ليصبح لهم دور فعال و نشط ، و هذا يؤدي إلى زيادة الشعور بالمرح و المتعة أثناء التدريب وتجعل المتدرب مبدعا مبتكرا، و بالتالي ينتج لدينا متدرب : يساهم إيجابيا في الزيادة الإنتاجية و هي رفع معدل الإنتاج و تقليص التكلفة الإنتاجية ؛ يساهم في تطوير الجودة و تحفيز التحسين المستمر لجودة الإنتاج ؛ يساهم في التطور التكنولوجي وهو تأثير و تأثر التدريب بالتكنولوجيا ؛ و أيضا يساهم في تفعيل دور الإدارة الفعالة .
فالتغيرات المطلوب إحداثها كمًّا و نوعًا في معارف و مهارات و سلوكيات العاملين بغرض الوصول إلى مستويات الأداء المطلوبة و تهيئة بيئة العمل الجذابة ، لا يتم إلا من خلال تحديد الهدف للخطة التدريبية و الإعتماد على طرق ووسائل التدريب الحديثة و المتطورة لتحقيق هذا الهدف .. فيجب علينا أن نبدأ بالتغيير .
أ. لطيفة عيسى الكندري
معهد التمريض