كتاب أكاديميا

قبلنة الانتخابات الجامعية.. وأمان

dresaam
لفت نظري منذ سنوات عدة ظهور ما يسمى «ممثل القبيلة» في الانتخابات الجامعية، على مستوى الجامعة، وعلى مستوى الكليات، ويصدر بيان رسمي ينشر في الصحف أحيانا، بأن فلان الفلاني هو ممثل القبيلة في الجامعة، ولا اعلم كيف يتم اختياره، وهل للتوجه دور في الاختيار؟!!!
الاشكالية هي ترسيخ فكر التعصب القبلي لدى الطلبة – وهو نوع من الفكر الطائفي – على حساب المصلحة العامة، فتجد مساومتهم مع القوائم فقط على المناصب، والغريب ان تجد قبيلة تؤيد قائمة ما في كلية، وتؤيد القائمة المنافسة لها في كلية أخرى!! وتزداد الغرابة عندما ترى تأييد قبيلة لقائمة ما في كلية، وتغيير التأييد لقائمة أخرى في ذات الكلية، لأن ممثلهم لم يحصل على منصب الرئيس!!
والأغرب انك تجد طلاب وطالبات القبيلة يلتزمون بقرار ذلك الممثل، دون النظر الى مدى صحة قراره، ودون التأكد انه لم يتخذه بناء على وعود ومصالح شخصية لا يعرفونها!!
ولشدة التعصب القبلي، رأيت بعض لقطات يوتيوب لطلاب ملتحين وطالبات منتقبات في بعض الكليات، وهم يؤيدون بقوة قائمة ذات توجه غير اسلامي ولا حتى محافظ، فقط لأنهم اعطوا من يمثلهم منصبا ما!!
إذاً أصبحت العملية الانتخابية الجامعية لديهم بلا مبادئ! طيب..أين موقع الفكر والعقل هنا؟! أين مصلحة الطلبة بشكل عام؟! أين مصلحة المجتمع؟!!
إن تنشئة الطالب الجامعي في انطلاقة حياته الشبابية بهذه الطريقة، وعدم استقلاليته في اتخاذ الرأي، تولد النزعة الطائفية والتعصب القبلي بشكلها الممقوت، فلا غرابة ان نرى في المستقبل اتساع اثر ذلك التعصب في الحياة المدنية والسياسية والاجتماعية والعملية، على حساب الوطن، لان القيمة التي يعمل من اجلها..«ماذا يكسب»!!
لقد حذر سمو الامير – حفظه الله – كثيراً من التعصب الممقوت والسلبي، ومن الخطأ ان يستمر الكبار بتنشئة أبنائهم بهذه الطريقة السلبية، التي قد يستغلها البعض لمآربه الخاصة، كما رأينا ما جرى في البرلمان عبر سنوات طويلة، في تسلسل طويل، ضحيته الوطن.
ولعلي أستذكر هنا ما حدث من خلاف بين المهاجرين والأنصار، فَقَالَ هَؤُلاءِ: يَا لِلْمُهَاجِرِينَ، وَقَالَ هَؤُلاءِ: يَا لِلأَنْصَارِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «دَعُوهَا فَانَّهَا مُنْتِنَةٌ»، ثُمَّ قَالَ: «أَلا مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ؟! أَلا مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ؟!».
لذا..فانني أدعو وجهاء القبائل الكرام لاعادة النظر في التعامل التربوي السلبي بهذه الطريقة، وترسيخ الفزعة او النصرة التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً.فقال رجل: يا رسول الله..أنصره اذا كان مظلوماً، أفرأيت اذا كان ظالماً..كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره».
لا أريد ان احمل الموضوع اكثر مما يحتمل، فكلنا مررنا بهذه المرحلة الجميلة في حياتنا الدراسية، وما فيها من صراعات ومماحكات، والانسان الواعي من يستفيد من تجارب الآخرين، والله الهادي الى سواء السبيل.
٭٭٭
ساءنا ما أصاب المربي الفاضل أ.صلاح أمان مراقب التعليم الابتدائي من اعتداء وتطاول من معلمة وزوجها، وبغض النظر عن الأسباب والتفاصيل، التي هي مجال التحقيق الآن، فاننا أمام ظاهرة غريبة وغير مسبوقة، وهي ابعد ما تكون عن الفكر التربوي، وهي ثقافة سلبية نأمل الا تتكرر.
وانا اعرف مدى تواضع أ.صلاح ودماثة خلقه، وهو رجل فاضل لم اسمع عنه ما يسوء.
وأتمنى ان يتم احتواء الموضوع، وان تسعى الوزارة الى حماية معلميها وموظفيها، وتنشر ثقافة التفاهم والحوار بين المعلمين والادارة.
٭٭٭
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سلوا الله العافية، فإنه لم يعط عبداً شيئاً أفضل من العافية».
د.عصام عبداللطيف الفليج
الوطن


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock