كتاب أكاديميا

عبدالرحمن خالد القصبا يكتب: هل فيروس كورونا مرض خطير أم صديقٌ صالح؟

‏﷽

كورونا؛ كورونا هو ذلك الفيروس الصغير المجهول الذي لا يرى، هو نفسه من نشر الخوف و الرعب و الهلع في جميع أنحاء العالم من شمالها الى جنوبها، و من شرقها الى غربها، كما نعرف فلكل شيئ على هذه الكرة الارضية جانبين، ايجابيات و سلبيات، مميزات و عيوب، محاسن و مساوء، فهل يا تُرى تنطبق على فيروس الكورونا ؟

كورونا المرض الخطير؛ هو كما نعرفه ذلك الفيروس الذي أصاب عدد كبير من الناس و قد حصد و أخذ ارواح الكثيرين، فقد أصاب ما يفوق ال ٧٠٠ ألف اصابة و قد بلغ عدد الوفيات ما يفوق ال ٣٠ ألف -الى هذه اللحظه- و هما رقمان كبيرين نسبياً، إضافة الى هذا فان هذا الفيروس يتسبب بعزل المُصاب به و المشتبه به مما يؤدي الى حرمان عوائل المصابين من رؤيتهم الى حين شفائهم او انتهاء مدة الاشتباه، أما عن نتائج و اثار هذا الفيروس على حياتنا اليومية؛ فانه ادى الى ايقاف كافة الانشطة و الاعمال اليومية؛ ففي الجانب الرياضي فانه تسبب في ايقاف الرياضات كافة بشتى انواعها ، اما على سبيل الجانب الاجتماعي فانه تسبب في الغاء كافة التجمعات و الاحتفالات و المناسبات و تعليقها الى اجل غير مُسمى، اما على الجانب التعلمي فانه تسبب في تأجيل الدراسة مما ادى الى تغيير الخُطة الدراسية و تأخير بعض الطُلاب، اضافة الى تعليق العمل في كافة قطاعات الدولة و وزاراتها و مؤسساتها ، اما على الجانب الاقتصادي فلعب هذا الفيروس دورا كبير في هدم و نزول و انهيار الاقتصادات؛ فقد وصل سعر برميل النفط الكويتي الى ٨ دنانير فقط و هو ما يُعد من اقل الاسعار في تاريخ النفط الكويتي، قد يكون كُل ما ذُكر ليس بالشيئ المُحزن و الكبير و مساوياً بالقيمة للضرر الأكبر من هذا الفيروس و هو منع دخول الحرم المكي و ايقاف خطبة الجُمعة و منع الصلاة في المساجد، فيروس صغير لا يرى بالعين المجردة فعل ما لم يفعله أحد، و فعل ما عجز عنه احد، فمن كان مُتخيلاً أن فيروساً كان كفيلاً بفعل كل هذا؟ فعلينا بالصبر مستشهدين بقوله تعالى:
‫﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾‬.‬‬‬‬

كورونا الصَديق الصالح؛ نعم كورونا الصديق الصالح، كيف لفيروسٍ أغلق بيوت الله و حَصد الكثير من الأرواح ان يكون صديقاً صالحاً! ، كما تطرقنا للجانب المُظلم لهذا الفيروس فلنسلط الضوء قليلاً على الجانب المُشرق الذي يَغفل عنه الكثيرون، فبسبب انتشار فيروس كورونا و خوف الناس منه ادى الى بقاء الناس في منازلهم مما كان سبباً رئيسياً و لعب دوراً مهماً في صلة الرحم المُنقطعة، فادى هذا الفيروس الى ابقاء الناس في منازلهم و الجلوس مع عائلاتهم مما قد كان مفقوداً في الكثير من العوائل في السابق، فأصبح الوالدان أقرب لابنائهم، و اصبح الاخوة اكثر تماسكاً و سنداً لبعضهم الاخر، اضافة الى ذلك كان لهذا الفيروس دور كبير و مهم في زيادة التوعية على النظافة و التعقيم، فاصبح الجميع كباراً و صغاراً حريصون على غسل اليدين بشكل دوري و خصوصا بعد الامساك بالأسطح ، فقد غابت التوعية في السابق عن هذا الشي المهم و هو السبب الرئيسي في نقل الأمراض و الأوبة، ايضا فتسبب هذا الفيروس بوقت فراغ كبير للكثير من الناس ، مما قد يساعدنا اذا تم استخدام هذا الفراغ و استغلاله بشيئ يعود علينا بالنفع و الفائدة كقراءة القران و حفظه و انها فرصة للتقرب الى الله، ايضاً يمكننا استغلاله في تنمية المواهب و اسكتشاف الهوايات كالطبخ و القراءة و الكتابة، ايضا الى تطوير الذات و التخلص من العادات السيئة، و من الاشياء المكتسبة ايضا هي الاحساس و ادراك نعمة الامن و الامان في دولتنا الكويت، اضافة الى تقدير جهود كافة العاملين في الصفوف الأمامية في هذه الأزمة من الوزراء و الحكومة و الشعب كافة الذي تسبب فيروس كورونا بكشف معدن الشعب الكويتي الطيب و قوة و تكاتف هذا الشعب في التعاون و مواجهة هذا الفيروس في جميع المجالات الصحية و العسكرية و التطوعية، فكما قال الله تعالى: ‫﴿ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾‬.‬‬‬‬

و في الختام، لا نخفي عليكم خطر هذا الفيروس و لكن نستطيع تخفيف ذلك عن طريق رؤية ما كسبناه من هذا الفيروس الخطر، فهي شدة و غمة و ستزول بمشيئة الله تعالى، فلا حزن دائمْ، و لا عسر من دون يسر، فعلينا بالصبر و الدعاء بِ “اللهم ارفع البلاء و ادفع عنا الوباء” ، و تنفيذ الحظر الجزئي و الاحساس بالمسؤولية و البقاء في المنازل و تنفيذ اوامر السُلطات، فحتماً لا محالة سيزول الوباء بمشيئة الله، و تفتح المساجد و يلبي الناس لبيك اللهم عمره و حج، و يخرج الناس و تعود الحياة و تستعيد بريقها و جمالها، و في النهاية سيكون كورونا قصةً من الماضي مُسطرةً و مخلدةً في أذهاننا، فصبراً فان غداً لناظره لقريب و دُمتم سالمين.

بقلم/ عبدالرحمن خالد القصبا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock