كتاب أكاديميا

فجر تكتب: الوطن الأم

علقت جميع أحلامي على ناصية هذا الوطن..أصبحت بالنسبة لهذا الوطن كاللعبة في مسرح كبير تتجه حيث مايشاء كبار السلطات، الوطن كالأم الحنونة التي لم تقسو يوم عليك.. تلك التي تخاف عليك من الشوك في قارعة الطريق، تخاف عليك من الهجران، أن تتركها و تذهب إلى أرض بعيدة أو إلى أم أخرى تأويك و تحن عليك أكثر منها، أن تشعر بقرب تلك البعيدة والغريبة ب الأمان، أن تكون سعيداً هناك بلا جدوى و هي كانت تحرث جبينها تعب من أجلك ، أن تخاف عليك من لسعة البرد هناك رغم أن صيفها يكفيك بـ أن تشعل سيجارتك بلا قداحة.. أن تصيب بالملل بين ضواحي تلك المدينة السخيفة رغم جمالها، أن تفقد أصدقائك و تكون وحيداً ويتمزق قلبها خوف عليك من الوحدة المؤلمة، أن تبكي ليلاً من الغربة و ما أقسى كلمة غربة ببلد غريب و ناس غرباء و هي تنتظرك بفارغ الصبر و كأنها جعلت كفيها لدموعك منديلاً خشية عليها من أن تسقط على الأرض هكذا دون اهتمام.. أن تتذوق طعاماً لا تشتهيه نفسك على الاطلاق و هي تحضر لك العشاء الذي اعتدت عليه منذ طفولتك تحت عنايتها.. أن تكون ذو عادات و تقاليد و أطباع غريبة لا تشبهك تماماً و تصاب بالغرابة و أن تفقد المعرفة بذاتك التي رافقتك منذ المهد.. أن تنسى ذاكرتك ملامحها الرائعة رغم الجفاف و أن تأتي إليها من جديد كغريب لا يعرف إلى أين يمضي في مسقط رأسه.. لا تريدك أن تستعين بأحد آخر لتتصفح عن ملامحها من جديد.. لا تهجرها رغم كل شيء.

Twitter :

@Hdlanei

فجر

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock