أبرار القطان تكتب: إلى كُتابنا الذين لم يحالفنا الحظ في مزامنة عصورهم
عزيزي فرانز كافكا ،
كان من الواجب علينا أن نُخبرك أن كتاباتك التي لم ترغب بنشرها قد سُرّبت ونُشرت بعد وفاتك، وأن شهرتك طالت بيوت الأدباء والمُطلعين، وأن رسائلك الخاصة التي أرسلتها لميلينا لم تعد خاصّة أبدا، بل يعبث فيها المغردون والنُقال والمُترجمين ودور النشر على اختلاف ذممهم، ولكن كما قلت سابقا بأنك ستُقلع عن البحث ليتم اللعثور عليك، نبشّرك بأنه قد تم العثور عليك من قبل قُراؤك ومحبّيك، لترقد بسلام.
عزيزي حنا مينة ،
لا نخفي عليك سرّا بأنه بالرغم من أنك أوصيت في عام ٢٠٠٨ ( بعدم نشر خبر وفاتك في أي وسيلة من وسائل الاعلام )، إلا أن الإعلام لم يحمل إخفاء مثل هذا الخبر. في تاريخ ٢١/٨/٢٠١٨ ملأت صورك وصورة وصيّتك صفحات محبيك وكل من نصرهم قلمك على الاثير التكنلوجي أكمل، لترقد بسلام.
عزيزي دوستويفسكي
إنه لمن دواعي سرورنا أن نخبرك أن محاولاتك في جعل أدب الجريمة وسيلة من وسائل الاحتجاج ضد الظلم الاجتماعي قد باءت بالنجاح بل بالتطوّر، فقد استخدم سيغموند فرويد شخصيات رواياتك في تفسير أهم دواخل النفس البشرية وفي صناعة مادة اكاديمية تستعين فيها الجامعات اليوم على مدار العالم، وأن الحياة في موسكو اليوم لم تعد بذلك السوء والأوضاع كلها في تحسّن كبير، نحن آسفين جدّا لانك لم تعِش لتر كيف أصبحت بطرسبيرغ اليوم وجهة سياحية وثقافية خلّابة، لترقد بسلام.
عزيزي سيغموند فرويد،
نحن في أمس الحاجة بأن نخبرك بأننا نؤمن بك بالرغم من تكاثر نُقادك ، وحجهم المتمحورة حول كونك عالم نفس وفيلسوف ولم تفلح في إنقاذ نفسك من رهاب الانتحار، بل أن صرحا تذكاريا قد نصب لك في مدينة براغ للفنان ديڤيد كيرني يضعك في وسط أكبر مخاوفك تبدو فيه متدليّيا من أعلى أحد المباني ، كان علينا أن نخبرك بأن حملة شهادات علم النفس مدينين لك بالشكر ويرونك بطلا لا يُضام، ويلتقطون صورهم بجوار نصبك، لترقد بسلام.
عزيزي فان كوخ ،
يؤسفنا أن نخبرك بأن الحياة قد ابتسمت لك بعد قرنٍ ونصف بعد وفاتك، وإننا جد آسفين على أمجادك التي لم تشهدها في حياتك، فكما قلت سلفا: إن هذه الحياة بطيئة جداً عندما تسعدنا ولا تترد في خطف سعادتنا، لقد كنت على حق، كان عليك أن تتخطى موتك لتدرك مقدار المجد الذي أعدتهُ لك الحياة مُشرّفا جدا وشهرتك التي تطال الشرق والغرب عزاء لك على كل ذاك الألم ، لترقد بسلام.
أبرار القطان
@abrar_alq10