يوسف عوض العازمي يكتب: الشهادات .. جزء مفقود!
” تشويه السمعة ، وسيلة كل حاقد “
( أرسطو )
التشهير بالناس و إزدرائهم ، والإستنقاص و الإستهزاء بهم جريمة أخلاقية قبل أن تكون قانونية ، خصوصا” في بعض القضايا التي تعمد لإثارة الرأي العام ، و قد يكون وراء أي حملة تشهير مآرب لايعلمها إلا الله ، خصوصا” لو تطم تفحص أسم المشهر به و موقعه في المجتمع ، ففي مثل هذه الحملات صعب أن تكون الدوافع وراءها بريئة ، و هنا المشكلة و جوهر الموضوع ..
قبل أيام أنتشرت وبسرعة البرق و عبر وسائل التواصل الإجتماعي حملة تشهير بأسماء اشخاص منهم رجال و منهم نساء ، و تصدر هذه الحملات معرفات مستعارة ، تختفي وراء هذا التشهير ، و غير معروف الهدف المقصود ، لاتحدثني عن شهادات مزورة أو شبهات حولها ، فالبينة على من أدعى ، إن كان لديك معلومات فعلية و حقيقية أذهب إلى المكان الصحيح المناسب ، عبر المؤسسات القضائية ، أو هيئة مكافحة الفساد ، و اعط الخباز خبزه ، اما ان تلجأ للتشهير في وسائل التواصل ، وعبر معرفات مستعارة ، و تقوم بالإستهزاء بأشخاص ورائهم عوائل و اهل و لم تتم إدانتهم رسميا” ، فهنا أكون أمام عمل غير أخلاقي !
القضية مكان البحث معروفة منذ سنوات ، و اشبعت بحثا” في القضاء و الجهات المختصة ، و واضح أن هناك خيوط غير معلنة ، و إلا كيف يتم الإعتراف بالشهادات و أن تصدر عدة احكام قضائية بصحة الشهادات ، لذلك هناك جزء من النص مفقود ، ويبدو أن هناك أمورا” غير معلومة ، و هذا لايهم سوى اصحاب الشأن الحقيقيين ، لكن لماذا سربت الاسماء ، و من سرب الاسماء ، و هل كان التسريب بهدف غير نزيه ، ام انه تصرف غير متعمد ؟
الأكيد أن لا احد يختلف على محاربة تزوير الشهادات ، و بيان صحة الشهادات ، لكن بنفس الوقت لا اعتقد ان هناك عاقلا” يقبل بالتشهير بأناس لم تصدر عليهم أحكام إدانة ، هنا نحن امام مشكلة اخلاقية قبل ان تكون قانونية .
صدقني النشهير الكاذب لن يرفع سمعة ، و لن يغير مكانة ، فكما قال المثل المعروف ” كلنا عيال قرية و كلن عارف اخية ” ، و من يشهر الآن بدافع غير اخلاقي ، قد يكون ضحية التشهير غدا” ، الله يمهل ولايهمل ..
قال تعالى :
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ “
( الحجرات _ 6 )
يوسف عوض العازمي
alzmi1969@