قسم السلايدشووزارة التربية

%6 من أطفال الكويت يعانون صعوبات التعلّم

 

 

أكدت استشارية علم النفس الأسري، المدربة الدولية المعتمدة في الذكاءات المتعددة د. سميرة الدوسري، ضرورة خلق جو أسري ومجتمعي يسوده الدفء والاستقرار والأمان النفسي للحد من المشاكل الاجتماعية والنفسية والسلوكية لدى ذوي صعوبات التعلم، لافتة إلى أن المصابين بهذا الاضطراب يحتاجون إلى وعي ثقافي وتعليمي وتضافر جهود المجتمع وجميع الوزارات والجهات الحكومية وبالتعاون مع القطاع الخاص لتحسين وزيادة المهارات الحياتية والسلوكية لديهم.
وشددت الدوسري في حديثها لـ القبس، على أهمية توعية أولياء الأمور حول كيفية التعامل مع هذه الفئة، مبينة أن الإصابة بهذا الاضطراب تزيد عند الذكور مقارنة بالإناث.

أشارت الدوسري إلى الفرق بين صعوبات التعلم وبطء التعلم والتعثر الدراسي من حيث نسبة الذكاء، والتي يمكن الكشف عنها عبر اختبار الذكاء المعتمد في الكويت (ووكسلر ودينيه)، لافتة إلى أن نسبة الذكاء لدى صعوبات التعلم عند تطبيق هذا الاختبار تصل إلى %85 فما فوق، بخلاف بطء التعلم الذي تصل نسبة الذكاء لديهم إلى أقل من %70، فيما تنخفض درجات المواد العلمية لدى المتعثرين دراسيا.
وذكرت الدوسري أن نسبة الإصابة باضطراب صعوبات التعلم في الكويت بلغت %6، مشددة على أهمية مراكز تشخيص حالات صعوبات التعلم والدسلكسيا في إيجاد العلاج السريع.
وذكرت أن مصطلح صعوبات التعلم يصف التحديات التي تواجه الأطفال ضمن عملية التعلم، وهم أسوياء رغم أنهم يظهرون صعوبة في بعض العمليات المتصلة بالتعلم كالفهم أو التفكير أو القراءة أو الكتابة أو النطق أو التهجي او اجراء العمليات الحسابية.
وقالت الدوسري ان الأطفال من سن 4 – 9 سنوات يعانون صعوبة في الربط بين الحروف وطريقة نطقها، فضلا عن الخلط بين الكلمات التي يقرأها وصعوبة في فهم العمليات الحسابية وبطء في تعلم المهارات الجديدة.
ودعت الآباء إلى ضرورة تفهم طبيعة مشاكل أبنائهم ومساعدة المدرسة في بناء برنامج علاجي شامل وتخطيط برنامج تعليمي خاص مناسب لكل طفل حسب نوع الصعوبة التعليمية التي يعاني منها، مشددة على أهمية معرفة نوع الصعوبة التي تواجه الطفل سواء عسر القراءة أو الكتابة أو صعوبة الحساب أو اضطرابات الانتباه والتركيز وصعوبة الحركة.
ونوهت بأن عسر القراءة من الظواهر المنتشرة في المجتمع العربي، لافتة إلى أن المصابين بفرط الحركة غالبا ما يعانون من الدسلكسيا، ويفضي ذلك إلى التعثر الدراسي في حال عدم متابعة الحالة.
وألمحت إلى العلاقة بين الاضطرابات النفسية والإدمان بجميع أشكاله، منوهة بأن الأطفال المصابين بفرط النشاط وتشتت الانتباه وقلة التركيز أكثر عرضة للإدمان بكل اشكاله.
وذكرت أن الأطفال المصابين باضطراب فرط النشاط لديهم نسبة ذكاء أعلى من نظرائهم الطبيعيين وتتراوح بين %20 و%30، داعية إلى ضرورة توظيف واستثمار هذا الذكاء بالطريقة الصحيحة التي تناسب ظروفهم.

مبادرة وقاية 
وأشارت الدوسري إلى أنه وفقا لاختبار الذكاءات المتعددة، فإن لدى المصابين بـ«الدسلكسيا» قدرات بصرية ويتمتعون بالابتكار والذكاء بخلاف المصابين بفرط النشاط الذين يتمتعون بذكاء الحس الحركي بشكل مرتفع، لافتة إلى انخفاض مستوى الذكاء اللغوي لدى متعسّري القراءة والكتابة وانخفاض الذكاء المنطقي لدى متعسري الرياضيات.
وتحدثت عن مبادرة وقاية التي ترأسها، والتي انطلقت في يوليو الماضي بهدف الحد من الظواهر الدخيلة على المجتمع العربي والكويتي منها العنف الأُسَري، الطلاق المبكر، الإدمان، السلوكيات الخطيرة، صعوبات التعلم، اضطرابات الهوية، محذرة من خطورة انتشار مثل هذه الظواهر وانعكاسها السلبي على الأفراد والمجتمع، حيث إنها تؤدي إلى فشل الحياة الأسرية وضعف المجتمع فضلا عن عواقبها الوخيمة على مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والتعليمية والتربوية.
وكشفت عن أن الكويت بصدد تنظيم المؤتمر العالمي الأول لمبادرة وقاية التوعوية بمشاركة عدد كبير من المتخصصين المحليين والعالميين، لافتة إلى أنه تم تأسيس اللبنة الأولى لمبادرة وقاية والتي حظيت بتفاعل شعبي ومجتمعي وحكومي قوي، الأمر الذي مهّد الطريق لافتتاح أفرع تحت التأسيس في البحرين والإمارات والسعودية وقطر وعمان وفلسطين.

«يا هناي»
وذكرت أنه تمت الاستعانة بخبير استراتيجي من خارج البلاد، وتم تأسيس اداة التخطيط لمتابعة الخطة الاستراتيجية التي على ضوئها تم تطبيق كل الخطوات لانطلاق المبادرة.
وأشارت إلى أن أهم إنجازات المبادرة تمثلت في المشروع الوطني الأسري الأول تحت عنوان «يا هناي»، الذي يهدف إلى التوعية المجتمعية حول أسس بناء الأسرة الناجحة وتنظيم دورات تثقيفية للمقبلين على الزواج من الجنسين وللتقليل من ظاهرة الطلاق المبكر، لافتة إلى أنه تم طرح المشروع على الجهة المختصة للموافقة عليه وتطبيقه.

برنامج تدريبي

أكدت د.سميرة الدوسري أهمية اخضاع من يعانون «الدسلكسيا» (عسر القراءة أو الكتابة أو الرياضيات) لبرنامج تدريبي متكامل لزيادة المهارات في نوع الاضطراب، فضلا عن المحافظة على النظام الغذائي.

نشر الوعي

شدّدت د.سميرة الدوسري على أهمية نشر الوعي والثقافة لدى أولياء الأمور حول كيفية التعامل مع اضطرابات فرط النشاط وقلة التركيز وتشتت الانتباه، إضافة إلى تكثيف الدورات التدريبية للمتعاملين مع صعوبات التعلم في الهيئة التدريسية.

تشخيص مبكّر

نصحت الدوسري بإجراء تشخيص مبكّر للأبناء لمعالجة الاضطراب، فضلا عن اجراء اختبار الذكاء في سن مبكّرة، للتعرف على مستوى الذكاء والتأكد عما إذا كان الطفل يعاني من بطء التعلم أو صعوبته!

مؤشِّرات

لفتت الدوسري إلى مؤشرات تدل على علامات صعوبات التعلم، التي يمكن الكشف عنها قبل سن أربع سنوات، منها عسر في نطق الكلمات ومشكلة في تعلم الحروف والأرقام وصعوبة في فهم الاتجاهات ومتابعتها وصعوبة في التحكّم في القلم، وربط الأزرار والحذاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock