أخبار منوعة

ما حدث منذ 20 عاماً تتذكره وكأنك شاهدته بالأمس.. ظاهرة غريبة تسمى “التقسيم” إليك معناها

هل صادفك منشور عبر الشبكات الاجتماعية يذكرك بأن فيلم “تايتنيك” قد مر عليه 20 عاماً، لتسأل نفسك بعدها هل كبرنا فجأة أم أن السنوات تمر أسرع مما نشعر بها؟

من الشائع جداً سماع الناس تقول إن الوقت يمر أسرع وأسرع كلما تقدموا في السن. العديد منا قد يرتكب خطيئة إذا وضع علامات مميزة ذلك لأنه سيشعر في بعض الأحيان أن الوقت يمر كالبرق.

أما لماذا يحدث ذلك، فهناك عدد قليل من النظريات على مر السنين، واحدة منها أنه بينما كنا صغاراً كانت السنة تشكل نسبة كبيرة من حياتنا. على سبيل المثال، في الرابعة من العمر، سيشكل عاماً واحداً 25% من مجمل عمرك، لذلك فمن المحتمل أن تشعر أنها أطول، وكلما تقدمت في العمر أصبحت هذه النسبة أصغر وأصغر.

وهناك احتمالية أخرى وهي أن ساعتنا البيولوجية تصبح أبطأ كلما أصبحنا أكبر، أو أننا ببساطة لم نكن نعطي أهمية لمرور الوقت حينما كنا أطفالاً.

قدمت دراسة جديدة منشورة في صحيفة Self and Identity ، نظرية جديدة، وربطتها بميل نفسي لما يسمى بـ”التقسيم”، وقد برزت هذه الدراسة من قبل BPS DIGESTK، بحسب ما نشره موقع Business Insider الأميركي.

نحن نقسم الذكريات الصغيرة معاً

قدم الفيلسوف دوغلاس هوفشتادتر فكرة التقسيم كطريقة لوصف شعورنا بتسارع الوقت، وقد اقترح ذلك لأننا مع مرور الوقت نميل إلى جمع ذكرياتنا في قوالب أكبر. فعل سبيل المثال حينما يذهب طفل صغير للتمشية مع والديه فقد يواجه العديد من التجارب الجديدة. قد يكون الجو مختلفاً، أو قد يقابل كلباً أو يكون صداقة في مكان اللعب. ستكون هذه تجربة فردية بالنسبة للطفل، في حين ان الكبار قد يدمجون هذه التجربة مع مناحي أخرى من الحياة في الحديقة داخل ذكرياتهم.

ومن ثم، يمكن أن يدرك الوالدان مرور الوقت بشكل أسرع، كما أن لديهم تجارب أقل خلال اليوم.

يبدو ذلك منطقياً إذا كنا نقيس الوقت بحسب الأحداث التي لا تنسى التي تقع لنا.

حينما نصبح أكبر قد تصبح حياتنا أكثر تكراراً، ونحن نملأها بالذهاب للمدرسة، العمل، وتحضير العشاء. حينما نكون في المدرسة من الممكن أن تكون هناك أحداثٌ اجتماعية أكثر مثل حفلات الرقص والمباريات الرياضية والأحداث الهامة مثل القبلة الأولى، والانكسارات العاطفية والزواج.

حدوث الكثير من الأحداث المكتظة في وقت قصير نسبياً، قد يعطي انطباعاً بأن الأيام الماضية كانت اطول، في حين أن الأحداث في الواقع قد تحدث في نفس الفترة الزمنية.

ولاختبار هذه النظرية، وظف الباحث مارك لاندو وفريقه بجامعة كانساس 324 شخصاً، للقيام بثلاث دراسات لمعرفة ما إذا كان الناس الذين يدمجون ذكرياتهم بشكل مُقسم يشعرون أن الوقت يمر بشكل أسرع.

في التجربة الأولى، طلب من 107 مشاركين أن يكتبوا الأحداث التي وقعت في العام الماضي من حياتهم، وكيف كانت مماثلة لخبراتهم في السنوات السابقة. كان ذلك فيما يخص المجموعة المُقسمة، أما المجموعات التى لا تُقسم طُلب منها أن تكتب كيف تبين لهم اختلاف الأحداث، وقد كان إدراك المُقسمين للوقت أنه يمر بشكل أسرع.

في التجربة الثانية طُلب من 115 مشاركاً لم يُنهوا دراستهم التفكير في الوقت الذي قضوه في القيام بأشياء مختلفة إما في اليوم الماضي أو العام الماضي، وذكر أولئك الذين قسموا العام الماضي أنهم شعروا بمرور الوقت أسرع من المجموعة الأخرى.

كانت التجربة الثالثة لـ105 مراهقين، باستخدام المخططات الدائرية ليشرحوا كيف قضوا وقتهم في العام الماضي واليوم الماضي، وكما حدث في التجربتين الماضيتين، أولئك الذين نظروا للعام الماضي بكليته بدا لهم لهم أن الوقت مر بشكل أسرع.

بشكل عام، فمن الممكن أن ننظر إلى الخلف في حياتنا، كمجموعة من السنوات الممتلئة بالتجارب مثل وقت الأسرة، العمل، المناسبات الاجتماعية، العطلات.

كتب واضعو الدراسة “إن النظر إلى الحياة على أنها سريعة المرور أمرٌ ضار نفسياً، محزن، ومحبط، وقد يتعارض حتى مع شعور أن الحياة ذات معنى.

وكما أنها قد تبدو قاتمة، ذلك هو السبب الذي خُلص الباحثون إلى كونه السبب في مرور الوقت سريعاً وهو أمر يمكن التصدي له. وقد اقترحوا على الناس تحديداً أن “يعيشوا اللحظة” أو يحاولوا تقدير اللحظات الخاصة على أنها فريدة حقاً.

المصدر:

هاف بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock