مخرجات جامعة الكويت لاتلبي احتياج «التربية» من المعلمين وتؤجل التكويت
كلية التربية تشهد عزوفا من الذكور… وخريجو 2016 فيها 640 منهم 590 من الإثاث
تربويون: التساوي في الترقية والراتب وزيادة النصاب يدفع التغيير التخصصي من الفيزياء إلى «الفنية»
المجتمع الكويتي ينظر إلى المعلم كمهنة في مستوى رابع بعد الطب والهندسة والطيران
أولياء الأمور يرون أن «التربية» الأكثر اقترابا من العادات والتقاليد فيدفعن بناتهن لها
محاولات وزارة التربية وديوان الخدمة المدنية تطبيق سياسة الحكومة وتوجهها نحو تكويت التعليم خالفتها احصائيات السنوات الأربع الأخيرة لخريجي كلية التربية جامعة الكويت التي كشفت عزوف الطلبة الكويتيين الذكور عن التوجه نحو اختيار كليات التدريس فيهما توافدت الإناث عليها واظهرت الاحصائية الأخيرة للعام الدراسي 2015/2016 ان اجمالي خريجي كلية التربية في جامعة الكويت بلغ 640 خريجاً منهم 50 من الذكور و 590 من الاناث.
واشارت الإحصائية الصادرة عن جامعة الكويت التي حصلت «السياسة» على نسخة منها الى ان عدد المقبولين المستجدين في الكلية في العام 2015 الى 2014 بلغ 221 طالباً وطالبة منهم 22 ذكوراً و199 اناثاً، فيما اظهرت ان عام 2014/2015 شهد اقبالاً اكبر على كليات التربية حيث بلغ خلاله اجمالي عدد المقبولين في السنة الاولى 671 طالباً وطالبة منهم 31 ذكوراً و 640 اناثاً وبلغ عدد خريجي العام نفسه 860 خريجاً منهم 43 ذكوراً و 817 اناثاً.
ولفتت الى ان العام الدراسي 2013/2014 كان الطلبة فيه اكثر اقبالا على كليات التربية حيث بلغ اجمالي عدد المقبولين في هذا العام 727 طالباً وطالبة منهم 36 ذكور اًو 691 اناثاً فيما بلغ عدد خريجي العام نفسه 702 منهم 42 ذكوراً و 660 اناثاً.
وافادت الاحصائية ان العام الدراسي 2012/2013 كان اكثر اقبالا من الطلبة الذكور على كلية التربية مقارنة بالاعوام الثلاثة التي تلته حيث بلغ اجمالي عدد الطلبة المقبولين خلال عامهم الدراسي الاول 934 طالباً وطالبة منهم 50 ذكوراً و 884 اناثاً فيما بلغ عدد خريجي الكلية خلال العام نفسه 680 منهم 41 ذكوراً و 639 اناثاً.
وتبين الاحصائية السنوية الاخيرة تضاعف اعداد الاناث مقابل ضعف اقبال الذكور على دخول كلية التربية عن السنوات الثلاث السابقة مما يترتب عليه حاجة وزارة التربية لسد نقص المعلمين المتوالي عاماً تلو الآخر خاصة مع افتقار العنصر الذكوري.
ورغم اعطاء الاولوية لتعيين الكويتي الا ان الاحصاءات تؤكد ان وزارة التربية مازالت بحاجة الى المعلم الوافد لسد العجز خاصة في التخصصات النادرة كمواد الفيزياء والكيمياء والرياضيات التي تشهد عدم اقبال لدى الطلبة الذكور حيث بلغ عدد الكويتيين في تخصص الفيزياء 4 معلمين مقابل 322 معلماً وافدا في مقابل الف و 292 معلم تربية بدنية كويتي يقابلهم 6 وافدين فضلا عن ان اجمالي مخرجات كليات التربية بشكل عام لا يسد احتياجات وزارة التربية من النواقص في المدارس الحالية ولاسيما مع افتتاح مدارس جديدة كل عام كل مدرسة منها بحاجة الى ما يقارب 115 معلماً لتدريس 500 طالب.
عمل روتيني
واكد تربويون لـ «السياسة» ان اسباب عزوف الذكور عن الالتحاق بكلية التربية تتعلق بالعديد من الاسباب منها ان المجتمع الكويتي يفتقر الى ثقافة النظر الى المعلم كمهنة حيث انه لايزال يراه كموظف عمله روتيني و اجازاته محددة اضافة الى النظر الى مهنة التعليم كمهنة ادنى مستوى من مهنة الطبيب والمهندس والطيار مايجعل اولياء الامور يدفعون ابناءهم الى المهن الاخرى لكونها في نظرهم اعلى مستوى من التعليم.
انعدام الرغبة
واضافوا ان طالب المدرسة ايضا يفتقر الرغبة في التدريس لعدم تثقيفه خلال المرحلة المدرسية بأهمية هذه المهنة وعدم ترغيب المعلمين وجذبهم للطالب مما يحتم على وزارة التربية عمل حملات توعوية للطلبة بأهمية التعليم وترغيبهم فيه.
معدل عال
وعلى الجانب الآخر اشار البعض الى ان البنات اكثر قدرة على التفوق الدراسي من البنين بحسب الإحصائيات التربوية، مبين ان ذلك يرجع للكثير من الاعتبارات مما يترتب عليه الحصول على معدل عال وبالتالي قبولهن في كلية التربية والتي يسعى معظم اولياء الامور لقبول بناتهن فيها لكونها الاكثر اقترابا من العادات والتقاليد من حيث اوقات الدوام القصيرة والاجازات المحددة و الدخل الجيد فضلا عن قلة الاختلاط مع الجنس الآخر وهذا ما يفضله الاغلبية العظمى اضافة الى ان هناك من يفضل الزواج بمعلمة لتدريس ابنائه مستقبلا وتزامن اجازات الصيف مع اجازات مدارس الابناء.
تساوي التخصصات
وحمل تربويون اخرون وزارة التربية مسؤولية ضعف اقبال الذكور على كليات التربية خاصة التخصصات النادرة بسبب عدم التفريق بين التخصصات، فمعلم التربية الفنية ومعلم الفيزياء المعينين في التاريخ بنسبة يحصلان على الراتب نفسه رغم اختلاف طبيعة المادتين واوضحوا ان المادة العلمية تحتاج مجهوداً اكبر وتدريساً وتحضيراً ومختبراً اضافة الى امكانية الاستعانة بالمعلم في الاشراف الاداري اما التربية الفنية فالمعلم لا يتحرك من مكانه حيث يمارس عمله في المرسم ونصابه في الحصص قليل ولا يستعان به في الاشراف الاداري اضافة الى امكانية ترقية معلمي التخصصين لرئيس قسم ومدير مساعد وموجه مايجعل طالب الفيزياء يفضل التحويل لتخصص تربية فنية و «يشتري راحته»!
بدل نصاب
وبالرغم من تمييز معلمي المواد العلمية بالتخصص النادر الا انه غير مستمر حيث يمكن ايقافه ان وصل العدد لاكثر من ٣٠٪ عن المتعينين الجدد مايجعل المعلم يحول لمادة اخرى وتساءل التربويون لماذا لا يتم منح معلمي اللغة العربية والانكليزية والرياضيات بدل نصاب خاصة وان نصابهم من الحصص اكبر و تحضيرهم للحصص يومي ولماذا لا يتم منح معلمي العلوم والحاسوب بدل مختبر ؟!
السياسة