دليل الطلاب لحياة جامعية ناجحة.. 11 نصيحة تنير لك الطريق
الحياة الجامعية ليست مجرد فترة عابرة، إنها مرحلة تكوين الذات وبناء الشخصية، وتحصيل الخبرة، استعدادا للانخراط في الحياة المهنية والعلمية، من هنا تكتسب هذه الفترة قيمتها، ما يجعلها من الأهمية بمكان بالنسبة للطلاب.
تحتاج لاجتياز المرحلة الجامعية بنجاح إلى إدارتها بطريقة فعالة، تمكنك من تجاوز صعوباتها وتحصيل تكوين رصين وعلامات أفضل تفتح أمامك آفاقا علمية ومهنية، في هذا الدليل نعرض عليكم 11 نصيحة كفيلة بتحقيق أهدافك في هذه المرحلة الحساسة، راجعنا فيها اعتبار الطبيعة الخاصة للجامعات العربية، تمثل هذه النصائح عصارة تجربة حياة جامعية موفقة ومليئة بالأخطاء كذلك، تداركناها في بعض هذه الإرشادات.
1- ابدأ بقوة من البداية
ربما تعتقد خلال البداية في قرارة نفسك أنه لم يحن الأوان بعد لتجهد نفسك في الدراسة والاستعداد، أو أن السنة الأولى في الجامعة هي فترة فقط للاستئناس بالحياة الجامعية، إلا أنك في الحقيقة إذا لم تكن جديا بما فيه الكفاية منذ البداية فإنك قد تتسبب في ضياع عام كامل في دراستك الجامعية، رغم أنه كان بالإمكان تفاديه بقليل من الجهد إن قمت به مبكرا قبل شروع الموسم الجامعي.
تعرف جيدا على جامعتك من حيث مرافقها ونظامها الإداري ومتعلقات الدراسة، وقم بمسح أولي لكل ما يتعلق بتخصصك سواء تعلق الأمر بالأساتذة أو المواد التدريسية، وذلك بالاطلاع على دلائل السنة الماضية أو بسؤال طلاب لهم تجربة في تخصصك.
إن قيامك بهذا الأمر قبل شروع انطلاق المحاضرات سيسهل عليك الاندماج بشكل أسرع في الحياة الجامعية الفريدة في طبيعتها ونظامها.
2- اقرأ أفضل ما في تخصصك
اعلم أنك في المرحلة الجامعية الآن، وقد مضى زمن استقبال المعرفة من قبل الأستاذ، فأنت الآن مطالب ببناء المعرفة عبر القراءة والبحث والسؤال، فلا تعتمد على ما يقدمه الدكاترة المحاضرين، فهو بالتأكيد غير كاف لتحصل على تكوين مقبول فبالأحرى الجيد.
ابحث عن أفضل الكتب الجيدة في تخصصك وقم بتلخيصها، كن واثقا أنك بهذه الخطوة سيزيد رصيدك المعرفي بشكل كبير، ما يرتد عليك بالإيجاب طوال مسارك الجامعي.
اطلع على الرابط لعلك تجد ضالتك هنا.
3- استعن بالتعلم الرقمي
في ظل الأداء الهزيل لمعظم الجامعات العربية لا تنتظر تحصيل تكوين جيد، أنت بحاجة إلى الدعم بواسطة سبل أخرى، لعل أفضلها نعمة العصر الراهن “الإنترنت”، حيث يمكنك من اكتساب معارف ومهارات لا حصر لها وبتكلفة شبه منعدمة.
ضع قائمة في مفضلتك لكل المواقع المتخصصة في مجال دراستك لتتصفحها بشكل مستمر، ولا تغفل اقتناص الدورات التكوينية المتعلقة بمجالك، بالإضافة إلى ذلك استعن بالتطبيقات الذكية التي ستضيف لك الكثير في حياتك الجامعية.
4- تعلم اللغة الأجنبية
إن كنت لا تتقن لغة أجنبية واحدة على الأقل، فاعلم أنك لن تحقق الكثير سواء في مسيرتك الجامعية أو مسيرتك المهنية هذا إن نجحت، إذن فهذه فرصتك لتتعلمها قبل فوات الأوان، وبالتأكيد تأتي اللغة الإنجليزية على رأس قائمة الأولويات، فهي لغة العلم والعمل في عصرنا الحالي بدون منازع، وإن كنت تريد المزيد فأنصحك أيضا باللغة الفرنسية والإسبانية.
من الآن خطط بهدف تعلم لغة أجنبية بجانب دراستك، استعن بالصفحات الآتية:
5- تعرف على أصدقاء في تخصصك
لا تنتظر زملاءك في الدراسة للتعارف معك، كن أنت المبادر وتعارف مع العديد ممن يشاطرونك التخصص، إذ بجانب صداقة بعضهم الرائعة التي ستكسبها، سيفيدونك كثيرا في دراستك الجامعية.
حاول أن تحصل على هؤلاء الأصدقاء الزملاء في الواقع وعلى الشبكات الاجتماعية، فأنت بحاجة إليهم لتكون مطلعا على متعلقات دراستك، كما ستجد مع بعضهم رفقة جد مفيدة في مسارك الجامعي.
6- انسج علاقات مع الدكاترة المحاضرين
بداية أيا ما كنت تعتقده في دكاترة الجامعة، فاعلم أنك تطمح قبل أي شيء إلى علامات أفضل التي بدونها لن تُفتح أمامك آفاق جيدة في دراستك العليا ومسارك الوظيفي، ومن ثمة فالحصول على علاقات طيبة مع الأساتذة المحاضرين هو في غاية الأهمية خاصة بالنسبة لتخصصات العلوم الإنسانية، حيث الجانب الذاتي يحضر بقوة في التقييم.
ولا أقصد بهذا الأمر تملق الأستاذ المحاضر أو تسول علاماته، وإنما الحرص على توليد انطباع جيد لديه عنك، عن طريق استفساره في ما استشكل وسؤاله بين الفينة والأخرى، واستشارته بمبادرة منك لإنجاز عروض تقديمية أو أوراق بحثية أو غير ذلك، علاوة على تجنب محاولة الاستخفاف به أو إهانته بأي طريقة.
كما يساعد ذلك في إدراك بعض الأشياء التي يحبذها أستاذك المحاضر وطريقة اشتغاله، وهو الأمر الذي يجعلك تقدم إجابات أنسب لطرح الأستاذ المصحح.
7- احصل على تدريب
معظم ما ستتلقاه في دراستك الجامعية سيكون على شكل معارف نظرية، إلا أن الجانب التطبيقي لسوء الحظ لا يدرك معظم الطلاب قيمته إلا بعد الولوج لسوق الشغل، لذلك فكلما مارست الجوانب التطبيقية المرتبطة بتخصصك مبكرا سيزيد فهمك للمعارف النظرية التي تتلقاها، وسيعمق خبرتك العملية التي ستساعدك في الأخير على العثور على وظيفة جيدة.
ابحث عن مؤسسات حكومية أو مدنية مرتبط بمجال دراستك وأرسل طلبات للتدريب لديهم، ولعل فترة العطلة أنسب وقت لهذه المهمة.
8- تذكر أنك قد تحبط أحيانا
تحتاج الدراسة الجامعية في الجامعات العربية إلى نفس طويل، وقدرة على المرونة وتحمل الإحباطات المتكررة، إذ نقص كفاءة النظام الإداري ومشكلة الاكتظاظ وكذا ضعف جدية معظم الدكاترة في تقييم أوراق الامتحان قد يؤدي بك أحيانا إلى علامات صادمة، وإن كنت بذلت جهدا معتبرا، لذا حاول معالجة ما يمكن معالجته، ولا تعتقد أنها نهاية العالم أو أن ينقص الأمر من همتك ومثابرتك مستقبلا.
لكن عليك أن تعلم أولا أن معظم مشاكل الدراسة التي ستواجهك تعود مسؤوليتها إليك، سواء بدا ذلك في ضعف مذاكرتك كما وكيفا، أو استخفافك بالجوانب الثانوية والشكلية التي قد ينبه إليها الأستاذ المحاضر ارتباطا بالامتحان، وربما أيضا إن كان خطك سيئا سيؤثر سلبا على ورقتك، المهم إن واجهتك مشكلة حاول رصد السبب ومعالجته على الفور.
9- لا تنس وقتا للترفيه
الحياة الجامعية ليست كلها دراسة وجد، فبالتأكيد تتخللها أوقات رائعة للترفيه مع الأصدقاء والاستمتاع بالرياضات المختلفة، والقيام برحلات ممتعة، وربما نسج علاقات عاطفية أيضا، إنها فترة تجارب ملهمة ستؤثث ذاكرتك طوال عمرك.
بإمكانك القيام بكل ما ترغبه وما تستمتع به، المهم هو أن لا تنسى هدفك الرئيسي وهو دراستك الجامعية التي ستشكل مستقبلك مستقبلا، وأن لا تضيع وقتا في الملهيات التي لا تعود عليك بأي فائدة نفسية أو صحية أو معرفية.
10- مول نفسك
ربما أنت لا تنتمي لأسرة ميسورة، وربما المنحة التي تحصل عليها لا تلبي حاجياتك المتعلقة بالدراسة، حسنا بإمكانك تحقيق دخل يفي أغراضك بتخصيص بعض من وقتك وجهدك للعمل الحر على شبكة الإنترنت.
استغل تخصصك المعرفي أو مواهبك للانخراط في العمل الحر، هكذا تستطيع تحصيل موارد مالية وفي نفس الوقت صقل معارفك ومواهبك.
11- نظم وقتك وثابر وثق بنفسك
مفتاح نجاح دراستك الجامعية هو تنظيم الوقت وعملك الدراسي، إن قمت بهذا الأمر على النحو المطلوب سيعفيك من الكثير من المشاكل التي قد تعترضك، حاول تخصيص معظم وقتك للأنشطة المتعلقة بدراستك، دون أن تنسى تخصيص بعض الوقت للترفيه والأصدقاء وحياتك اليومية.
لا شيء يأتي من دون جهد، المثابرة والجد كفيلة بتحصيلك تكوينا جيدا وعلامات أفضل، فقط عليك أن تدبر أعمالك الدراسية بشكل جيد مركزا على الكيف، ومستعينا بأفضل الطرق للمذاكرة.
الثقة بالنفس هي سر نجاح الحياة وليس فقط حياتك الدراسية، فثق بقدراتك وبأنك بدون شك تستطيع تحقيق الأفضل دائما، ولا تكترث بالطريقة التي قد ينظر بها الآخرون إليك، فقط اصنع ما تراه مناسبا، ففي الأخير أنت وحدك من ستتحمل مسؤولية نفسك.
المصدر:
ساسة بوست