التواضع ليس فقط في المال والمقام.. هل سمعت عن “التواضع الفكري”؟.. 8 علامات تخبرك أنك هذا الشخص
في عالم انتشرت فيه الأخبار “الزائفة” وازدادت حدة انقساماته السياسية والفكرية، تشتد الحاجة للحوار العقلاني الهادئ، وبالتالي الحاجة للأشخاص الذين يظهرون “التواضع الفكري”.
ورغم أن التواضع سمة أساسية للحوار البناء والفعّال، على اعتبار أن الأفكار الشخصية قد تكون خاطئة، إلا أنه لم ينل الاهتمام الكافي من الباحثين.
فيما اعتبرت دراسة تحليلية جديدة صادرة عن “نشرة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي” سمة “التواضع الفكري” ضمن خانة الصفات، على غرار الحقد والغرور، وعبرها يُمكن تحديد نوع الشخصية، إذ يعتبرها الباحث مارك ليري، سمة مهمة للدراسة لتأثيرها على العديد من جوانب تفاعل الناس مع بعضهم البعض.
وقال ليري للنسخة الأميركية لموقع “هاف بوست“: “درجة اعتقاد الناس بأن أفكارهم ومواقفهم ووجهات نظرهم صحيحة، لها انعكاسات على نوعية قراراتهم وآرائهم في الآخرين وفي الصراعات الناجمة عن التفاعلات الاجتماعية، وعلى المرونة الكافية لقبول حل وسط”.
– فيما يلي عدد من العلامات التي تدل على أنّك “متواضع فكرياً”:
1- منفتح على آراء الآخرين
يدرك المتواضعون فكرياً أن هناك جانبين لكل حجة، ولا يحتفظون بهذه الفكرة لأنفسهم فحسب، بل يقرّون بصحة حجة الغير إذا شعروا بقوة دليلهم.
2- تعترف بخطئك
يقول ليري: “إن الأشخاص الذين لا يملكون التواضع الفكري نادراً ما يعترفون بأنهم على خطأ”، في حين يتميز الذين لديهم مستويات عالية من هذه السمة، بالصراحة عندما يخطئون ويقرّون بذلك.
3- معتقداتك غير هامة عندما تخالف الحقائق
قد يكون لديك رأي حول موضوع ما، لكنك إذا اهتديت إلى حقائق تدحض ما كنت تعتبره صحيحاً، من المرجح أن تكون أول من يعترف بالأمر، ومن المحتمل أيضاً أن تكيّف نظرتك للعالم وفقاً لذلك.
4- قائد جيد في العمل
القادة الجيدون هم القادرون على الاعتراف بأخطائهم، وهو أمر يستدعي من صاحبه قدراً كبيراً من التواضع الفكري وسعة الأفق والاستماع لوجهات النظر والآراء الأخرى.
5- تقبل الحلول الوسطى
يقول لاري: “لا يستطيع الأشخاص الذين لهم أفكار راسخة تصور احتمال وقوعهم في الخطأ، ومن الصعب عليهم الإقرار بمزايا مواقف أخرى والبحث عن مجالات التسوية”.
أما الذين يملكون سمة التواضع الفكري، فيمكنهم زحزحة موقعهم والتوصل إلى حل وسط يخدم كلا الطرفين. ويبدو ذلك مثالياً، في حالة النقاشات في الاجتماعات، على سبيل المثال.
6- لديك علاقات طيبة مع أشخاص لا يوافقوك الرأي
نظراً لما تتميز به من مرونة في التفكير، يمكنك التواصل مع مجموعة واسعة من الناس، ذوي وجهات نظر مختلفة.
إذ ينسجم المتواضعون فكرياً بشكل أفضل مع الآخرين، ولديهم علاقات أكثر ارتياحاً، ربما لأنهم يديرون خلافاتهم بسلاسة. وبشكلٍ عام، يضيق الناس ذرعاً بالأشخاص الذين يدّعون معرفة كل شيء.
7- تمتحن الأنا
يشعرون أنهم أقل عرضة للانجراف نحو “الخلافات المتعلقة بالأنا”، أي بعبارة أخرى، يمتحنون شعورهم بأهمية الذات، قبل أي لقاء، ويعترفون بأن جميع وجهات النظر متساوية.
8- منفتح الذهن
هل تنظر إلى المواقف ابتداءً من المناقشات حول الأحداث الجارية وصولاً إلى مغامرات جديدة بدرجة عالية من الانفتاح؟ إذاً أنت متواضع، إذ إن تلك هي نواة التواضع الفكري.
وبطبيعة الحال، يشير الخبراء إلى أنه لا يمكن تصنيف البشر وفقاً لصنف واحد فقط من السمات الشخصية، ومعلوم أن بعض الاختبارات الأكثر شعبية تكاد تفتقر إلى الرزانة العلمية.
لذا، إلى حين إجراء المزيد من الأبحاث حول هذا الأمر، فإن امتلاك هذه السمة أمر إيجابي، خاصة في مثل المناخ السياسي الذي تشهده المرحلة.
المصدر:
هاف بوست