18 قائداً كويتياً جديداً نالوا إجازة «ساينس بو» الفرنسي
كونا – تسلّم نحو 18 طالبا كويتيا في مراسم احتفالية شهادات تخرجهم في معهد الدراسات السياسية بباريس المعروف باسم «ساينس بو»، ليثبتوا التزام دولة الكويت المستمر بأن التعليم هو حجر الزاوية في تنمية الشباب ومستقبل الأمة. وشارك الطلاب في دورة مكثفة لإعدادهم ليكونوا «قادة» مستقبليين في القطاع غير الحكومي، ويواصلوا مشوار الكويت الطويل في العمل الخيري والإنساني في الداخل والخارج.
وحضر حفل التخرج مساء أمس الأول سفير دولة الكويت لدى فرنسا سامي محمد السليمان، تحت رعاية نائبة عميد معهد الدراسات السياسية بباريس فانيسا شيرار.
ووجهت شيرار كلمة للخريجين قالت فيها إن «نجاحكم في الحياة لا يعتمد فحسب على العمل الشاق ولكن أيضا بإضافة الحماسة لهذا العمل، لقد أصبحتم الآن متخصصين في عمل المنظمات غير الحكومية وأنا على يقين من تحقيقكم نجاحا باهرا في الحياة»، معربة عن املها بألا تنقطع صلة الخريجين بالمعهد بعد تخرجهم.
وقالت شيرار في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية إن الخريجين «أبدوا التزاما قويا بدوراتهم وأصبحوا الآن جاهزين للحصول على وظائف مرموقة». وأضافت أن «الدفعة الحالية من الخريجين ليست الوحيدة لكويتيين في معهد باريس، إذ لا يزال العديد منهم منخرطا في برامج تعليمية أخرى، سواء في البرامج الجامعية أو برامج الدراسات العليا بالمعهد والمعروف في فرنسا بأنه نقطة انطلاق إلى المناصب العليا، إذ تخرج فيه معظم القادة والسياسيين في فرنسا والعالم، وشغلوا العديد من المناصب العليا في الإدارة الحكومية وغيرها».
كما أعربت شيرار عن تقديرها للتعاون القائم بين مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومعهد الدراسات السياسية، حيث إن البرنامج الذي التحق به الخريجون تحت رعاية مؤسسة الكويت للتقدم العلمي. وقالت: «أوجه الشكر نيابة عن المعهد الفرنسي لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي على هذه السنوات من التعاون، وأشكركم على إتاحة الفرصة لنا للعمل مع هؤلاء الشباب الموهوبين الملتحقين بهذا البرنامج».
من جانبه، قال السفير السليمان الذي أمضى يوما كاملا تقريبا مع الخريجين في لفتة نالت تقديرهم، إن «برنامج معهد الدراسات السياسية الفرنسي يعكس تصميم دولة الكويت على تسليح شبابها بالتعليم»، مضيفا أن مستقبل الشباب والتعليم من اهم الموضوعات للمجتمع الكويتي، ومشيدا بالتعاون المستمر مع معهد باريس منذ سنوات. ووجه الشكر للمنظمين وأعضاء هيئة التدريس في المعهد على ما قدموه من جهد ووقت ثمين للطلاب الكويتيين أثناء إقامتهم، مشيرا إلى توجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد بالاهتمام بالشباب الكويتي، و«التركيز على متطلباتهم وتعزيز قدراتهم ليكونوا افرادا ناشطين ومنتجين في المجتمع». وأكد أن «حكومة دولة الكويت تحرص على تنظيم العديد من ورش العمل والبرامج والمشاركة فيها بما يهدف إلى تشجيع أفراد المجتمع ومساعدتهم على خدمة وطنهم».
وأوضح السليمان أن التدريب الذي يتلقاه الطلاب في برنامج باريس، ينسجم مع صورة الكويت التي لا تزال لاعبا أساسيا في مجال الأعمال الخيرية والإنسانية داخل البلاد وخارجها. وشدد على أن «الشعب الكويتي معروف منذ وقت طويل بسخائه ودأبه في الأعمال الخيرية والأنشطة غير الهادفة للربح»، مشيرا إلى أن هذه الأعمال الإنسانية حظيت باعتراف دولي. وبيّن أنه اعتراف بهذا الجهد الإنساني الذي تحرص دولة الكويت على بذله، اختيرت من قبل الأمم المتحدة مركزا للعمل الإنساني، ونال سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لقب (قائد للعمل الإنساني).
وقال السليمان: «لذلك نحن بحاجة لأن يتسلح شبابنا بتدريب جيد وأن يشاركوا أيضا في عدد من المبادرات والمشاريع العالمية»، مبرزا الدور المهم الذي يقوم به معهد الدراسات السياسية في باريس في تحقيق هذه الطموحات.