تربويون يحذرون من الدخلاء على تربية الأبناء
أقام مركز الإرشاد النفسي والتوجيه الأسري بمنطقة العاصمة التعليمية، ندوة بعنوان «أثر العلاقات الأسرية السلبية على الأبناء»، وذلك ضمن فعاليات المركز الثقافية والتوعوية الموجهة للتربويين والاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام.
شارك في تقديم الندوة أستاذا علم النفس بجامعة الكويت، د.نادية الحمدان، ود.عبدالرحمن الفلاح، وشارك في التعقيب عليها كل من، المدرب والمستشار التربوي محمد عبدالوهاب القلاف، ومدير مدرسة أحمد العدواني الثانوية للبنين خالد القبندي، وأدار الندوة المستشار الإعلامي د.عصام عبداللطيف الفليج، وذلك بإشراف وتنسيق نائب رئيس المركز بمنطقة العاصمة التعليمية، د.سناء العصفور، والموجه الأول أحمد الجبالي.
وحضر الندوة كل من مختار منطقة الخالدية، ورئيس نقابة العاملين بوزارة التربية، ورئيس رابطة الاجتماعيين الكويتية، ورئيس رابطة المرأة السودانية بالكويت، والعديد من المعلمين والاختصاصيين الاجتماعيين والتربويين والنفسيين، والمهتمين بالشأن الأسري والتربوي.
بدأ مدير الندوة د.عصام الفليج بالحديث الشريف: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»، مبينا أثر الوالدين على الأبناء، مشيرا إلى أن الانسان أسير خبراته الحياتية، وكلما قدمنا لأبنائنا السلوك الإيجابي، كانت النتيجة إيجابية، والعكس بالعكس.
وبدأت د.نادية الحمدان محاضرتها بعرض تجربة قام بها مركز أبحاث أميركي، وهي مراقبة مجموعة من العائلات عبر الكاميرات، وقياس استخدامهم العبارات الايجابية والسلبية خلال أسبوع، وكانت الحصيلة 40 عبارة ايجابية، مقابل 40 ألف عبارة سلبية!! وبالتالي.. فلا غرابة عندما نرى النفسيات السلبية لدى الأبناء، لأنهم نسخة من تصرفات آبائهم.. لفظا وسلوكا.
كما أشارت الى ان بعض السلوكيات، سلبية أو إيجابية، يرجع جزء منها لوراثة الجينات، إلا ان الجانب التطبيقي والسلوكي يكون في الغالب مكتسبا من الوالدين.
وبينت أن هناك تراجعا ملحوظا في دور الوالدين التربوي، وأصبح هناك دخلاء في تربية الأبناء، كالخادمات ووسائل الاعلام والألعاب الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي والعولمة.. وغيرها.
وبينت أن الطفل يعايش شخصيات متعددة في المجتمع، ويتلقى منها مختلف التوجيهات والاشارات، تبدأ بالأسرة، ثم المدرسة، والأصــدقاء، والانفـصال العاطفي عن الأسرة في فترة المراهقة، فكلها شخصيات ومراحل يتلقى منها المواقف والقيم الإيجابية والسلبية، ولعلنا نستذكر هنا شخصية الجد.. القدوة والحكمة، وهو دور مفتقد في الآونة الأخيرة.
وأكدت أنه أمام كل هذه المتغيرات التربوية، الإيجابية والسلــبية، الاختيارية والجبرية، بإمكاننا إعادة تأهيل أبنائنا الى الأفضل، وبناء شخصياتهم الجديدة، ولا يكون ذلك الا بتغيير شخصياتنا نحن الوالدين الى الأفضل، فالتغيير يبدأ من الوالدين أنفسهم، قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، ويكون ذلك بالتفاؤل «تفاءلوا بالخير تجدوه»، ثم بالتأهيل والتدريب، حتى نستطيع الوصول الى الهدف المطلوب، وهو الاستقرار النفسي لدى الأبناء.
بدوره، طرح د.عبدالرحمن الفلاح دراسة حول وسائل التواصل الاجتماعي، بينت أن المتوسط الأدنى لاستخدامها 3.5 ساعات في اليوم، وهذا أحد مؤشرات آثارها السلبية، لأنها قللت من التفاعل الأسري، وفتحت أبواب التلقي من مصادر متعددة، دون رقابة، لذا أطلق عليها البعض «وسائل التباعد الاجتماعي».
ثم قام المحاضرون بالرد على أسئلة واستفسارات الحضور. وفي نهاية الندوة قدمت رئيسة مركز الإرشاد النفسي والتوجيه الأسري بمنطقة العاصمة التعليمية كريمة سليم، ونائبتها د.سناء العصفور، دروعا تذكارية تكريما للمحاضرين والمعقبين.