وزارة التربية

د. الزيد: ضرورة فصل «التربية» عن «التعليم العالي» وعدم تقليص ميزانية البحوث

  • أكد أن تطبيق منهج الكفايات على جميع المراحل الدراسية دليل قصور وخلل كبير في وزارة التربية
  • نحتاج إلى قيادات تربوية متخصصة لتحقيق التغيير الإيجابي المنشود في مجال التعليم
  • لا بد من إعادة النظر في التعليم ما قبل الجامعي ووضع الإستراتيجيات لمعالجة نقاط الضعف فيه
  • قمت بوضع إستراتيجية لحل مشكلة غياب الطلبة في المدارس الحكومية
  • الطالب الذي يتم الصف الثالث دون القدرة على القراءة والكتابة لن يكون قادراً على مواصلة التعليم
  • دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم ضرورة وتوجه عالمي
  • اهتمامي بالقضايا التعليمية في الكويت من منظور علمي تربوي مدعوم بالدراسات والبحوث التربوية
  • مشاريع البنك الدولي التي وقعت مع الكويت مؤخراً لن تحدث أي إصلاحات في نظام التعليم
  • بالرغم من ضخامة ميزانية التعليم إلا أن الاختبارات العالمية التي شارك فيها طلبتنا لم تحقق نتائج متقدمة
  • تقدمت بمشروع برنامج الدمج لوزير التربية السابق وأسباب رفضه للمشروع غير مقنعة
  • إعطاء الفرصة للخبراء المحليين للمشاركة في تطوير المنظومة التعليمية
  • الحكومة وفقاً للمعطيات الحالية تحتاج إلى 15 عاماً للقضاء على الأمية
  • المال وحده لن يطور التعليم ولا بد من الاهتمام بالبحوث والدراسات وتطبيقها بالشكل الصحيح

طالب خبير التعليم وعضو هيئة التدريس في كلية التربية بجامعة الكويت ومؤسس نظرية التعلم المنهجي د. زيد الزيد بوقف الهدر المالي في تطوير التعليم في الكويت، موضحا انه لم يأت بنتائج مرضية، مطالبا بالاستعانة بالكفاءات الوطنية المخلصة من الأكاديميين والباحثين لتطوير المنظومة التعليمية، مؤكدا على ضرورة فصل وزارة التربية عن التعليم العالي والبعد عن تقليص ميزانية البحوث في المؤسسات التعليمية.
وقال الزيد ان دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم ضرورة وتوجه عالمي، لافتا إلى انه تقدم بمشروع لبرنامج الدمج لوزير التربية السابق وكانت أسباب رفضه للبرنامج غير مقنعة، مشددا على ان مشاريع البنك الدولي التي وقعت مع الكويت مؤخرا لن تحدث أي اصلاحات في نظام التعليم، مشيرا إلى انه وضع استراتيجية لحل مشكلة غياب الطلبة في المدارس الحكومية.
وبين أن تطبيق منهج الكفايات على جميع المراحل الدراسية دليل قصور وخلل كبير في وزارة التربية، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية من هو د. زيد الزيد؟
٭ د. زيد الزيد عضو هيئة التدريس بقسم المناهج وطرق التدريس في كلية التربية بجامعة الكويت، وحاصل على الدكتوراه من جامعة ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة عام 2005، وشاركت في وضع الخطة الخمسية في عامي 2008 ـ 2009 كخبير للبرنامج الإنمائي في الأمم المتحدة للكويت وتم اختياري للمرة الثانية من نفس البرنامج تحديدا في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وقمت بإجراء العديد من الدراسات والبرامج التي من شأنها تطوير المناهج والبرامج الاكاديمية في المؤسسات التعليمية ولي العديد من الدراسات والبحوث التربوية وهذا الأمر جعلني مطلع بشكل أكبر على الوضع التعليمي الراهن وآخر المستجدات العالمية، كما انني رئيس تحكيم مجلة تربوية تنشر باللغة الانجليزية من عام 2007 وحتى الآن، وقبل انتقالي كعضو هيئة تدريس في جامعة الكويت كنت أعمل أستاذا مشاركا ومدير الأبحاث والتطوير في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا (GUST) وقد استفدت كثيرا بالعمل فيها، ومن ثم انتقلت للعمل في كلية التربية بجامعة الكويت في قسم المناهج وطرق التدريس وعملي منصب على التدريس والتطوير للبرامج والدراسات وخلال عام واحد قمت بنشر كتابين أكاديميين وما يقارب 4 بحوث في مجلات علمية محكمة أجنبية وبحوث أخرى في 3 مؤتمرات محلية وعالمية.
ما الموضوعات والقضايا التي تركز عليها في ابحاثك ودراساتك؟
٭ أبحاثي تنصب دوما على تطوير المناهج والبرامج في قطاعي التعليم العام والتربية الخاصة كوني متخصصا في مناهج وطرق التدريس وتخصصي الدقيق في طرق تدريس التربية الخاصة ولي وجهة نظر في جميع الموضوعات التي لها علاقة بالتعليم في المدارس العامة، وأتحدث عن القضايا التعليمية في الكويت من منظور علمي تربوي مدعوما بالممارسات المثبتة علميا في الدراسات والبحوث التربوية، ولذلك عندما تقوم الكويت بإجراء الدراسات والاستعانة بمنظمات ومؤسسات محلية وخارجية دائما أضيف بعض النصائح كمقترحات من اجل تعديل مسار تلك البرامج.
ما هي ملاحظاتك على تعاون الكويت مع البنك الدولي في مجال تطوير التعليم؟
٭ وقع البنك الدولي العديد من المشاريع مع الكويت ممثلة بوزارة التربية في الآونة الأخيرة، وكانت لي الكثير من الملاحظات عليها، وأرى انها اتفاقيات لن تؤول لاحداث أي نوع من الإصلاح والتطوير في نظام التعليم ولن تساهم في تحسين الجودة والمخرجات وبالتالي ستتأثر جميع مؤسسات التعليم العالي بالإضافة إلى سوق العمل وخاصة ان الاختبارات العالمية التي شاركت بها الكويت لم يحقق فيها أبناؤنا مستويات متقدمة مقارنة بالدول الأخرى على الرغم من ان الميزانية المرصودة للتعليم في الكويت تفوق الميزانيات المخصصة للتعليم في تلك الدول وهذا ما يجعل الباحثين الأكاديميين مستغربين من تدني المخرجات مقارنة بضخامة ميزانية التعليم، واتفاق وزارة التربية مع البنك الدولي لن يغير من واقع التعليم شيئا لأسباب عدة وابرزها ان البنك لا يستعين بالخبراء المرموقين عالميا، ولقد تقدمت ببرنامج الدمج لوزير التربية السابق وما اقوم به كمشروع مجاني سيضيف الكثير كوني اعلم بواقعنا ومستوانا الراهن في مجال التعليم وارى ان الكثير من الخبراء الأجانب غير قادرين على التعرف على تلك الأمور، والفكر الذي احمله في مجال تطوير التعليم مقبول لدى الأجانب ويفترض ان يكون مقبولا في الكويت، لذلك يجب الا تعطى مثل تلك المشاريع لمؤسسات عالمية مثل البنك الدولي خاصة انها تكلف الملايين وانا اقدمها بشكل مجاني وسبب اعتذار الوزير السابق عن المشروع لم يكن مقنعا بالنسبة لي.
ناشدت سمو رئيس مجلس الوزراء لوقف الهدر المالي المستخدم في تطوير العملية التعليمية، فما هي أسبابه من وجهة نظرك؟
٭ أكرر مناشدتي لسمو رئيس مجلس الوزراء كونه هو المسؤول الأول عن الحكومة وما يقوم به هو تلبية لتوجيهات صاحب السمو الأمير واهتمامه بالتعليم، لذلك أطالب بضرورة الاهتمام بالتعليم من خلال سلك المسار الصحيح للتطوير بدءا من القيادات المتخصصة تربويا الى تلك الموجودة في المدارس تحديدا.
وفي الحقيقة عندما أرى ان وزارة التربية تتفق مع مؤسسات محلية وخارجية من استشارات تقدمها لوزارة التربية فيما يتعلق بالتطوير واصلاح نظام التعليم بمبالغ هائلة وفي المقابل لدينا مؤسسات تعليمية وأعضاء هيئة تدريس متخصصين قادرين على المساهمة في عملية التطوير وبأقل التكاليف واحيانا بمشاركة تطوعية، اشعر حينها ان هناك سوء تفهم لإدارة منظومة التعليم في وزارة التربية بما يشير ان هناك هدرا ماليا علما بان المال وحده لن يطور التعليم، فنحن نحتاج لاستراتيجيات مثبتة علميا قابلة للتطبيق بما ينتج عنه مخرجات قادرة على خوض غمار سوق العمل بجدارة.
صرح وزير التربية الحالي د. محمد الفارس بسعيه لإحداث نفضة في وزارة التربية، فهل ستعرض مشروعك عليه من جديد؟
٭ في الحقيقة ان د. محمد الفارس هو وزير نشيط جدا وتلمسنا حقيقة حماسه لإحداث تغيير وتطوير وهو شخص خلوق ومحترم ولمسنا انجازاته منذ ان كان امينا عاما لجامعة الكويت، ومن هذا المنطلق أتمنى ان يدعم الباحثين الكويتيين المتميزين فيما يتعلق بتطوير التعليم سواء العام او التربية الخاصة، وهو ذو خبرة كبيرة ولكن يبقى كوزير غير متخصص بمجال التعليم ويحتاج ان يستعين بالأكاديميين المتميزين في البحوث التربوية على مستوى محركات البحث العلمي الأجنبية.
تقرير«اليونسكو» لعام 2016 ذكر ان الكويت سجلت اخفاقات كبيرة في قطاع التعليم فما رأيك في تراجع العملية التعليمية بالسنوات الماضية؟
٭ الاستراتيجيات التي تضعها منظمة اليونسكو عامة لكل الدول الأعضاء المنضمة لها وقد سبق ان شاركت في احد المشاريع التي نظمتها عام 2011 وكنت الخبير العربي الوحيد من ضمن اكثر من 80 خبيرا عالميا ووضعنا الخطة ولكن الخطط التي توضع من قبل تلك المؤسسات المرموقة دائما تفتح الباب لتحديد المسار الذي تدخل منه الدول وأنظمتها التعليمية لكي تقوم بالإصلاح والتطوير، ولكن عندما نرى النتائج التي حققتها وزارة التربية في جميع المسابقات والمنافسات العالمية نجد ان الكويت دائما تكون في مؤخرة قائمة الدول المشاركة في تلك المسابقات والمنافسات وهذا يدل على ان وزارة التربية غير قادرة على تطبيق تلك الاستراتيجيات بشكلها الصحيح.
هل تحتاج مخرجات الثانوية العامة إلى اعادة نظر حيث يشتكى الاساتذة دائما من انها لا ترقى للالتحاق بالجامعة ونتائج اختبار القدرات اكبر دليل على صحة هذا الكلام؟
٭ لكي تكون مخرجات التعليم العام قادرة على مواصلة التعليم العالي في مؤسسات التعليم العالي بالكويت نحتاج الى اعادة النظر في التعليم ما قبل الجامعي من مرحلة رياض الأطفال وحتى نهاية الثانوية ولا بد من وضع استراتيجيات لمعالجة نقاط الضعف، فنرى ان وزارة التربية تستخدم منهج الكفايات ومن خلال الدراسات العلمية نجد ان الكفايات مستخدمة في المرحلة الثانوية فكيف يتم تطبيق ما اثبت علميا انه ينفع فقط للمرحلة الثانوية على كل المراحل الدراسية وهذا دليل على القصور والخلل لدى القيادات بالوزارة، وكذلك لا بد من اعداد وتأهيل المعلمين للقيام بواجبهم على اكمل وجه، ومخرجات التعليم العام في الكويت لا تتناسب مع مؤسسات التعليم العالي في الكويت، كما ان الطلبة المبتعثين للخارج معظمهم غير قادرين على الالتحاق بالجامعات بشكل فوري ومنهم من يتعثرون دراسيا ويعودون الى الكويت، وأطالب بفصل وزارة التربية عن التعليم العالي ويكون لكل منهما وزير يسعى الى تحقيق اهداف الدولة.
ما رأيك في مشكلة الغياب في المدارس وتأثيرها على الطلبة والمعلمين وابرز الحلول من منظور تربوي علمي؟
٭ وضعت استراتيجية لحل مشكلة غياب الطلبة في المدارس وتهدف الى زيادة نسبة حضور الطلبة في المدارس الحكومية بشكل يومي من خلال معالجة السلوك المشكل وهو غياب الطلبة عن الدراسة عن طريق الضبط لسلوك الحضور والغياب باستخدام قوانين الحضور الصفية والتحفيز للسلوك المرغوب فيه وهو حضور الطالب للدراسة في المدرسة باستخدام المكافأة، ومن وجهة نظري ان حل مشكلة الغياب في المدارس يكمن في تعديل السياسات التعليمية الخاصة بلوائح الحضور والغياب الطلابي بحيث ترتكز على استراتيجيات لممارسات مثبتة علميا وتحسين حضور الطلبة للتغلب على الغياب الدائم.
بلغت نسبة الأمية بين المواطنين من عمر 10 سنوات فما فوق 2.55% في العام الدراسي 2015 ـ 2016 فكيف يمكن مواجهة ذلك في رأيك؟
٭ الحكومة ووفقا للمعطيات الحالية تحتاج الى 15 عاما للقضاء على الأمية، ولذلك فإن على وزارة التربية زيادة الاهتمام بتلك القضية من خلال التركيز على الثلاث سنوات الأولى من المرحلة الابتدائية في تعليم القراءة والكتابة نظرا لأن الدراسات العلمية اثبتت ان الطالب الذي يتمم الصف الثالث الابتدائي دون القدرة على القراءة والكتابة بشكل صحيح لن يكن قادرا على مواصلة التعليم.
كعضو هيئة تدريس في كلية التربية بجامعة الكويت هل ترى ان مخرجات الجامعة مؤهلة للعمل بجدارة في مدارس وزارة التربية مستقبلا تحقيقا لسياسة الإحلال التي تتبعها الحكومة حاليا؟
٭ برامج اعداد المعلمين في مؤسسات التعليم العالي قليلة جدا ولذلك نحتاج الى زيادة طرح تلك البرامج في مؤسساتنا التعليمية في الكويت سواء الحكومية او الخاصة، والخلل يكمن في وزارة التربية لاسيما في التواجيه العامة وقطاع المناهج تحديدا.
تطالب بدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم العام كيف يتم ذلك؟
٭ الدمج وفقا للمعاهدات والقرارات الدولية التي أبرمت بين الدول الأعضاء بالمنظمات العالمية اصبح ضرورة بل هو توجه عالمي في معظم الدول، اصبح الدمج نظاما تعليميا سائدا وتنص تلك القوانين على انه يجب ان يتمكن ذوو الاحتياجات الخاصة من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي وفقا للتوجهات العالمية لان الدمج يرسخ القبول الاجتماعي والمساواة والعدالة.
توجهت معظم مؤسسات التعليم العالي الى البحث العلمي تلبية لمتطلبات ومعايير المنظمات العالمية في الاعتماد الاكاديمي وسوق العمل، فكيف تقيم مستوى الأبحاث في الكويت حاليا سواء بالمؤسسات الحكومية او الخاصة؟
٭ مستوى الأبحاث في الكويت وفقا للتصنيفات العالمية في مؤسسات التعليم العالي في تراجع مما يدل على ان هناك خللا في قطاع الأبحاث والانتاج العلمي البحثي لأعضاء هيئة التدريس في مؤسسات التعليم العالي، وأطالب بزيادة الإنفاق المالي على الأبحاث وليس تقليص ميزانية البحوث في مؤسسات التعليم العالي في الكويت سواء الحكومية او الخاصة بالاضافة إلى تفعيل دور ومشاركة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في دعم الباحثين الأكاديميين.
إستراتيجية التقييم والتحسين المستمر لمخرجات التعلم
وضع د.زيد الزيد استراتيجية للتقييم والتحسين المستمر لمخرجات التعلم لنظام التعليم في المدارس الحكومية، موضحا ان احد العوامل المهمة في عملية الإصلاح هو المشاركة الفعالة لأفراد المجتمع وخصوصا الباحثين المتميزين ذوي الخبرة عالميا، كما ان الشراكة المجتمعية والمسؤولية الوطنية من أسباب نجاح انظمة التعليم في الدول المتقدمة، وتهدف الاستراتيجية الى تحديد مستوى جودة التعليم من خلال قياس مستوى مخرجات التعلم لكل من الطلبة والمناهج والصف التعليمي بشكل انفرادي وجماعي لكل مرحلة تعليمية من مرحلة رياض الأطفال إلى مرحلة الصف الثاني عشر للتعرف على الأسباب التي تقف وراء تدني مستوى الأداء في التعلم والقصور في المناهج ووضع خطة شاملة للتحسين المستمر لنظام التعليم ومخرجاته.
خطوات خلق بيئة تعليمية محفزة للابتكار
٭ حصر السياسات التعليمية وتقييم فاعليتها وتأثيرها على مستوى مخرجات التعليم وفقا للمؤشرات العالمية.
٭ التخطيط للانتقال من التقليدية الى الابتكار في نظام التعليم من خلال وضع خطة تحدد الإطار العلمي لنظام تعليم محفز للابتكار.
٭ تطوير مناهج كاملة وشاملة متضمنة المواد العلمية وكيفية تدريسها وتعلمها بحيث تعمل على تأسيس وترسيخ الابتكار لدى المتعلمين.
٭ وضع نظام تحفيز لكل من المدارس والمعلمين والطلبة بحيث يعمل الجميع من أجل تحقيق أهداف ذاتية قائمة على الابتكارات.
الانباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock